مؤتمر بمراكش حول الأقليات الدينية في العالم الإسلامي
مراكش تشهد انعقاد مؤتمر دولي لمناقشة حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين
تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ومنتدى تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية في المغرب، مؤتمرا حول الأقليات الدينية في الديار الإسلامية: الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة في خلال الفترة من 25 إلى 27 يناير 2016 بمراكش.
وأعلن عبدالله بن بيّه، رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" أن الخطوة المقبلة لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة عقب الاجتماع التأسيسي لمجلس أمنائه الذي عقد مؤخراً في أبو ظبي، هو مؤتمر حماية الأقليات الدينية (غير المسلمة) في الديار الإسلامية، والذي سيُعقد تحت رعاية الملك محمد السادس بشراكة مع منتدى تعزيز السلم بمدينة مراكش، تمهيداً لمؤتمر ثانٍ حول الأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة، الذي سيُعقد في الإمارات العربية المتحدة.
وأشار بيان مشترك للوزارة والمنتدى، إلى أن هذا المؤتمر سيعرف مشاركة العديد الشخصيات منهم وزراء، وعلماء، وباحثون، وممثلون للديانات المعنية بقضية وضع الأقليات في الديار الإسلامية، بالإضافة إلى منظمات دولية.
وأوضح البيان أن هذا المؤتمر، الذي يقام بالمغرب في مدينة مراكش، يهتم بمستقبل الإنسانية وحقوق الإنسان وكذلك التنوع الثقافي والديني، ويأتي في سياق تتعرض فيه الأقليات الدينية التي تعيش في بعض البلدان الإسلامية أحيانا وللأسف لممارسات تمس حريتهم الدينية وتتنافى مع التعاليم والمبادئ الأساسية للدين الإسلامي والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأضاف البيان أن هذا اللقاء سيشكل من جهة أخرى فرصة لتأكيد أن هذه الأعمال وانتهاكات حقوق الأقليات الدينية تتعارض تماما مع روح السلم والاعتدال والعيش المشترك التي ميزت على الدوام وما زالت العلاقات بين مختلف مكونات المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، موضحا أن مثل هذه الممارسات تحدث في سياق فقدان السيطرة من قبل الدولة أو حالات انتشار التطرف.
وسجل المنظمون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "بأسف أن مثل هذه الأعمال والتجاوزات المتطرفة تعكس أحيانا ضعفا في سلطة الدولة، والسلطات الدينية وحالات محلية لإفلاس سياسي. وهي ترسم مشاهد حزينة تعطي الانطباع بلامبالاة بالإنسان ، دون اعتبار للمواثيق والاتفاقيات التي تُلزم الإنسانية جمعاء باحترام الحقوق الأساسية للرجال والنساء".
وأكد المنظمون أن الدعوة إلى المبادرة تهدف إلى ضمان حقوق الأقليات الدينية لا سيما الحق في ممارسة حرية الشعائر، مشيرين إلى أن روح هذه الدعوة تتحقق في سياق يُعلي مكانة الإنسان، "وفقا للأمر الإلهي الذي يحرم أي إكراه في الدين".
وعبّر المنظمون عن أملهم في أن يكون مؤتمر مراكش "الذي يتميز بتنوع ومستوى المشاركين، لحظة قوية لترسيخ روح الاعتدال ولاستدامة احترام حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية".
وقد أعلن الكثير من النخب السياسية والدينية العالمية مشاركتهم في المؤتمر، كمندوبين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض المنظمات الدينية، يتقدمهم الدكتور علي النعيمي أمين عام مجلس حكماء المسلمين، ووزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة.