الجيش السوري يتقدم غربا عشية محادثات مرتقبة مع المعارضة
الجيش السوري يحقق تقدما ميدانيا بسيطرته على آخر معقل استراتيجي للفصائل المعارضة المقاتلة في محافظة اللاذقية غرب البلاد
حقق الجيش السوري تقدما ميدانيا اليوم الأحد بسيطرته على آخر معقل استراتيجي للفصائل المعارضة المقاتلة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد وذلك عشية محادثات سلام مرتقبة يعرقلها حتى الآن خلاف على ممثلي المعارضة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش السوري السيطرة على بلدة ربيعة، آخر معقل استراتيجي للفصائل الإسلامية والمقاتلة في اللاذقية، بعد معارك استمرت يومين.
وأضاف، في بيان نقله التلفزيون الرسمي، أن "قواتنا وبالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت على 18 بلدة وقرية بما يزيد على 120 كيلومترا مربعا في ريف اللاذقية الشمالي خلال اليومين الماضيين".
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "مع سقوط ربيعة، يمكن اعتبار ريف اللاذقية الشمالي ساقطا ناريا بيد الجيش، وبالتالي سنعلن قريبا محافظة اللاذقية أول محافظة خالية من المسلحين".
وأوضح أن ربيعة تعد نقطة انطلاق لعمليات عسكرية شرقا نحو محافظة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة بالكامل باستثناء بلدتين.
وتقع ربيعة في جبل الأكراد وكانت تتواجد فيها فصائل مقاتلة أهمها الفرقة الساحلية الثانية المؤلفة أساسا من مقاتلين تركمان والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
معقل استراتيجي
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه "خلال الـ48 ساعة الماضية، حاصرت قوات النظام بلدة ربيعة من الجهات الجنوبية والغربية والشمالية، بعدما سيطرت على 20 بلدة وقرية".
ولفت عبد الرحمن إلى أن مستشارين روسا يشرفون على العمليات في ريف اللاذقية وخصوصا بهدف ضمان أمن قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها القوات الروسية مقرا.
وغالبا ما استهدفت الفصائل المقاتلة مدينة اللاذقية بالقذائف من تلك المنطقة.
وقال الخبير في الجغرافيا السورية في معهد "واشنطن انستيتيوت" فابريس بالانش إن "ربيعة تعد ملتقى طرق في المنطقة" أهمها تلك التي تصل إلى الحدود التركية شمالا.
وأوضح أنه بالسيطرة على ربيعة "أصبح الجيش السوري قادرا على قطع طريق تسلل مقاتلي الفصائل باتجاه اللاذقية جنوبا، وبالتالي لن يعود بمقدورهم الاقتراب أو إطلاق الصواريخ" باتجاه المدينة وتحديدا مطار حميميم.
وتترافق عمليات الجيش السوري في اللاذقية مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي الذي قام بدور أساسي في معركة ربيعة، وفق المرصد.
وأوضح عبد الرحمن أنه "بالسيطرة على ربيعة، تضيق القوات الحكومية الخناق على طرق إمداد مقاتلي الفصائل عبر الحدود التركية".
وتبعد ربيعة 13 كيلومترا من الحدود التركية، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وتأتي استعادة ربيعة بعد نحو أسبوعين على سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى في جبل التركمان، التي كانت تعد أهم معقل للفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية.
وكانت الفصائل سيطرت على البلدتين في العام 2012.
محادثات معلقة
وتنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي، يتوقع أن تبدأ في الأيام المقبلة محادثات سلام بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، لم يتضح موعدها حتى الآن بانتظار التوصل إلى حل لبعض المسائل العالقة.
وكان مقررا عقد هذه المحادثات غدا الاثنين، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت أن "من المرجح" تأجيلها لأسباب قد تكون مرتبطة بخلاف على تشكيل وفد المعارضة الذي أعلنته الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من اجتماع للمعارضة في الرياض.
ويعقد موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الاثنين مؤتمرا صحفيا حول المحادثات.
وتعارض موسكو اقتصار الوفد المعارض على الأسماء التي أعلنت من الرياض وخصوصا أنه يضم ممثلين لفصائل مقاتلة على رأسهم في مهام كبير المفاوضين محمد علوش، المسؤول السياسي في "جيش الإسلام"، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو "إرهابيا".
وخلال زيارة للسعودية السبت، بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره السعودي عادل الجبير قضية المحادثات، كما اتصل هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف وبحث معه مسألة تمثيل المعارضة.
وقال العضو في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار إن "هيئة المفاوضات العليا في الرياض ستعقد اجتماعا الثلاثاء لتحديد موقفها من الاقتراحات التي تقدم بها كل من كيري ودي ميستورا، من بينها إجراء تعديلات على أسماء الوفد".
وأكد رفض الهيئة "إضافة أسماء جديدة من خارج اجتماع الرياض إلى الوفد أو القبول بمشاركة وفد معارض ثان".
وتبنى مجلس الأمن بالإجماع في 19 ديسمبر/ كانون الأول وللمرة الأولى منذ بدء النزاع قرارا يحدد خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة الشهر الحالي وينص على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون أن يشير إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وتلك المبادرة هي الأخيرة ضمن مبادرات عدة لحل النزاع السوري الذي أسفر في نحو خمس سنوات عن مقتل أكثر من 260 ألف شخص.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز