دبي.. مهد الرعاية الصحية وقبلة السياحة العلاجية

10 مليارات دولار قيمة الاستثمارات التي اجتذبها قطاع السياحة العلاجية بالإمارات في 10 سنوات والذي يشكل نحو 25% من الناتج المحلي في دبي

استطاعت دولة الإمارات أن تحقق إنجازات نوعية على صعيد تطوير منظومتها الصحية عبر استقطاب أكثر الأنماط العلاجية كفاءة في العالم، الأمر الذي ساعد على الارتقاء بقطاع السياحة العلاجية، وتحقيق عائدات وصلت إلى أكثر من مليار درهم إماراتي خلال العام المنصرم.

ويتصدر استقدام الكوادر الطبية المؤهلة، وتعزيز القدرات المحلية للقطاع، أهم العوامل التي قادت إلى تكريس هذا النجاح النوعي، إذ نجحت بعض المؤسسات الطبية في دبي، أخيراً، في تسجيل إنجازات لافتة في شتى ميادين التخصص الطبي، كانت بمثابة إعلان عن ولادة وجهة صحية إقليمية وعالمية جديدة.

وتتوجه تطلعات القيادة في الإمارات إلى الارتقاء بمستوى السياحة العلاجية المقدمة وجعلها أحد القطاعات المعتمد عليها لبناء الاقتصاد في الدولة، وبناء على هذه التطلعات اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استراتيجية دبي للصحة حتى العام 2021، التي تهدف لإعادة هندسة القطاع الصحي بدبي، وتضم 15 برنامجاً و93 مبادرة، وشارك في صياغة أفكارها أكثر من 11 ألف موظف وموظفة من هيئة الصحة في دبي، بالإضافة إلى كل قيادات الهيئة وأصحاب ومديري المنشآت الصحية الخاصة وشركات الأدوية والتكنولوجيا والمؤسسات المنتجة للمستلزمات الطبية وشركات التأمين، وغيرها.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن القطاع الطبي في دبي أمام تحدٍّ خلال الأعوام الخمسة المقبلة لتطوير الخدمات والارتقاء للطموحات، وترسيخ دبي محطة علاجية رئيسية في الدولة .

وشدد على أهمية تنظيم واستضافة المعارض العلمية والطبية في الإمارات بالنظر إلى دورها في تشجيع السياحة العلاجية، ومساهمتها بشكل مباشر في توفير فرص التدريب والاطلاع على آخر مبتكرات الطب والعلاج والرعاية الصحية لأبناء وبنات الوطن العاملين في هذا الحقل المهم، في بناء مجتمع صحي سليم ومعافى، وتوفير بيئة صحية سليمة تكون أيقونة للسعادة التي ننشدها لشعبنا ومجتمعنا ليظل من أسعد مجتمعات العالم.

وقال إن توقعات المواطنين والمقيمين ترتفع كل يوم، لأنهم تعودوا على التميز في كافة القطاعات في دولة الإمارات، وإن الجميع أمام مسؤولية مشتركة لتطوير هذا القطاع الحيوي، ومتابعتنا ستكون مستمرة وثقتنا بقيادات الهيئة ستكون مرتبطة بحجم التطور في الخدمات المقدمة.

الإمارات بيئة خصبة للاستثمار 

قال المحلل الاقتصادي وليد الخطيب لبوابة "العين" الإخبارية: إن الإمارات تتمتع بمقومات مختلفة لنجاح السياحة العلاجية منها الموقع الجغرافى المتميز، ووجود البنية التحتية الداعمة للسياحة العلاجية من فنادق، ومراكز تجارية والأنشطة التراثية والثقافية والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، حيث تتوافر عناصر البيئة السياحية والإقليمية والدولية مما يعطي فرصة لنمو القطاع بشكل مضطرد، وكذلك وجود التشريعات المتطورة والمرنة التي تؤهل قطاع السياحة العلاجية للمنافسة بقوة وتصدر الريادة إلى  جانب وجود بنية تقنية متطورة تتوافق وتوجهات الحكومة الذكية مما يوفر منصة مثالية لتطوير شبكة بيانات صحية متخصصة عالميا .

وأضاف: تعد دولة الإمارات جاذبة بشكل عام للاستثمار وهناك اهتمام من العديد من المستثمرين بهذا القطاع خصوصا المستشفيات العالمية، وذلك للمقومات المختلفة التي يتمتع بها قطاع السياحة العلاجية بالدولة في ظل وجود قطاع طبي خاص متنام ومتسارع وبنية صحية متميزة .

ويؤكد الخطيب أن قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد نموا متسارعا يقدر بنحو 16% مع زيادة الطلب على الأسرة في المستشفيات بنسبة 160% بحلول عام 2025 وزيادة عدد زيارات مرضى العيادات الخارجية المحتاجين لدخول المستشفى بنسبة 350% في الدولة.

وقال وليد الخطيب: إن المشروعات المتطورة التي يتم استحداثها في الدولة عبر وزارة الصحة وهيئة الصحة بدبي وهيئة الصحة بأبوظبي ومدينة دبي الطبية والمؤسسات الصحية العالمية العاملة في الدولة مثل "مايو كلينك " و"كليفلاند كلينك" و"جون هوبكنز كلينك" وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص تعمل على تحقيق الريادة في مجال الخدمات الصحية المتنوعة.

وأضاف: أن قطاع السياحة العلاجية شهد ضخ استثمارات مباشرة وغير مباشرة تزيد قيمتها على عشرة مليارات دولار (8. 36 مليار درهم) خلال السنوات العشرة الأخيرة... وأصبحت السياحة العلاجية في الإمارات اليوم لاعبا رئيسيا في مجال النمو السياحي والذي تصل مساهمته في الناتج المحلي إلى أكثر من 12% فيما تصل في بعض إمارات الدولة مثل دبي إلى نحو 25% .

ويرى الخطيب أن الفرص الاستثمارية الجديدة في القطاع الصحي المتاحة حاليا في إمارتي دبي وأبوظبي تتمثل في المستشفيات المتخصصة بعلاج وتشخيص الأورام وعيادات الإخصاب وعيادات معالجة السكري وعيادات طب الأطفال ومراكز إعادة التأهيل القصوى التي تقدم الخدمات للمرضى ممن يحتاجون للإقامة في هذه المراكز ومراكز المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.