مستشار بارزاني لـ"العين: لا نريد استقلالا مغمسا بالدم
حكومة كردستان قررت الاستفتاء على الاستقلال عن العراق
مستشار بارزاني قال لـ"العين" إن حكومة الإقليم قررت الاستفتاء على استقلال بالتراضي وعلى غرار تشيكوسلوفاكيا وليس "مغمسا بالدم" عن العراق
قال كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي يتمتع بالحكم الذاتي شمالي العراق، إن حكومة الإقليم قررت الاستفتاء على الاستقلال عن العراق، مؤكدا في الوقت نفسه على أن يتم ذلك بالتراضي مع بغداد لأن كردستان "لا تريد استقلالا منغمسا بالدم".
وفي حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، شدد محمود على أن حق تقرير مصير شعب كردستان، "هو قرار اتفقت عليه كل الفعاليات السياسية والحكومية والمنظمات والبرلمان، وستذهب إلى استفتاء نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، مؤكدا أنه طموح يسعى إليه الأكراد منذ سنوات".
وأبلغت حكومة كردستان الاتحاد الأوروبي نيتها إجراء استفتاء شعبي على الاستقلال عن العراق، "بالتفاهم مع بغداد"، مستبعدة نصيحة مسؤولين أمريكيين أكدوا "عدم إمكان تغيير جغرافية الإقليم"، وحضّوها على "إجراء إصلاحات داخلية"، و"تحسين" العلاقة مع الحكومة الاتحادية، وذلك رداً على تصريحات لمسعود بارزاني عن "سقوط حدود سايكس بيكو"، وضرورة "إبرام اتفاق جديد ينص على إقامة دولة كردية".
انفصال بطريقة تشيكوسلوفاكيا
وأوضح المستشار الإعلامي لبارزاني، أن قيادات كردية، ومنظمات شعبية، وبرلمان الإقليم، وكل المؤسسات، اتفقت أن تذهب إلى استفتاء حق تقرير المصير، مبديا خلال حديثه لـ"العين" اعتراضه على كلمة انفصال، مبررا ذلك بأن كلمة انفصال، تحمل إيقاعا سلبيا، لا يفضّله شعب الإقليم.
واستدرك محمود مضيفا "نحن نناضل منذ سنوات ودفعنا تضحيات كبيرة ونعمل من أجل تقرير مصيرنا، وسيحدث ذلك وفق استفتاء، سندعو إليه المفوضية العليا للانتخابات في كردستان، ثم نشكل برلمانا مستقلا ونبلغ حكومة بغداد بذلك، ونتوقع أن تحصل نسبة الاستقلال على الرقم الأكبر في النسب المئوية للاستفتاء".
واعتبر المستشار الإعلامي أن "الاستقلال ليس فقط هدف الأكراد ولكن هدف كل الأقليات الأخرى التي تعيش في الإقليم، وكذلك العرب الذين باتوا يشكلون نسبة كبيرة من سكانه".
وردا على سؤال لـ"العين" حول موقف حكومة بغداد الرافض للاستقلال وكيفية التعامل معه، قال محمود: "أقول كما قال بارزاني إننا لا نريد استقلالا مغمسا بالدم، بل نريده استقلالا بالتفاوض مع الشركاء، ومع حكومة بغداد"، واستطرد "بعض الجهات ربما تفكر بعمل عسكري أو عمل حربي، من شأنه إراقة الدماء وتدمير المزيد من المدن الآمنة، والبعض يريد أن يلغي حق الشعب الكردي في تقرير مصيره" لكننا، يؤكد محمود "ما زلنا مصممين على الحوار وتسوية الأمور بشكل سلمي وهادئ، كما فعلت تشيكوسلوفاكيا حين انفصلت بدون إراقة الدماء إلى دولتي التشيك والسلوفاك".
الحدود والموارد
وعن حدود الإقليم الجغرافية، أجاب مستشار بارزاني، بأن "الحدود واضحة جدا، وستكون أيضا بالاتفاق مع حكومة بغداد، والأهم أنها ستضم المناطق المستقطعة وبضمنها كركوك، وزمار، وسهل نينوى، الذي يضم ( تلكيف وبعشيقة وشيخان)".
وتعد محافظة كركوك من المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد، وكل جهة تدعي عائديتها لها، ولم يحسم الدستور بعد عائديتها لأي جهة.
وفيما يتعلق بالموارد الاقتصادية للإقليم، وكيفية تأمين تلك الموارد، قال محمود: "نعمل منذ سنوات على تأمين الموارد الاقتصادية للإقليم، ومنذ عام 2003، قمنا بالاستثمار في مجال النفط، بالاتفاق مع شركات نفط عالمية، ونقوم بتصدير النفط من كردستان إلى ميناء جيهان التركي، ولدينا اتفاقات مع شركات كبرى لمد أنابيب الغاز، ونبني استقلالا اقتصاديا، يسبق الاستقلال السياسي" ويوضح "لدينا عدة موارد في الإقليم منها غاز الكيروسين، والزيوت، لدينا ثروة مائية، والسياحة والزراعة والأنهار".
وعن الترتيبات السياسية مع دول الجوار، يؤكد مستشار الرئيس "سنذهب إلى حوار جاد مع كل الأطراف، سنبني دولة حليفة لتركيا وبغداد وكذلك إيران" ويمضي إلى القول "إن الطبقة السياسية وصلت إلى قناعة أن الشعب الكردي يريد الانفصال ولن يقف أحد بوجه إرادة الشعب الكردي، ولن ترفض أي جهة حق تقرير المصير وممارسة الحق الديمقراطي، سيذهب ستة ملايين ونصف كردي لتحقيق ذاتهم، ولن نتحمل مزيدا من القمع بعد الآن".
ملاذ آمن
وفيما يتعلق بالجهات الكردية الرافضة لفكرة الانفصال ومنها حركة التغيير الكردية، قال محمود "إنه مجرد اختلاف في وجهات النظر، لكن حين يعلن الإقليم الاستقلال ستكون جهات مثل التغيير والجماعة الإسلامية، أكثر منّا حماسة لفكرة الاستقلال".
وأشار محمود إلى أنه "حين هددت داعش بعض المدن العراقية فإن الكل لجا إلى كردستان، كما أن الطيران الأمريكي والكندي والأسترالي يحمي كردستان، لأنهم أثبتوا جدارتهم في إدارة بلادهم، وأصبحوا ملاذا آمنا للجميع وحققوا السلم والأمن وسط بحر متلاطم من الأزمات والدماء، في كردستان مليونا عربي من السنة والشيعة، يعيشون ويعملون في الإقليم لأنه يوفر لهم حياة كريمة وآمنة".