صفقات "البريميرليج" تتخطى "المليار" مدفوعة بعائدات "البث"
أندية الدوري الإنجليزي تخطت بصفقاتها حاجز المليار إسترليني للمرة الأولى مدفوعة بإغراءات عائدات النقل التليفزيوني للمباريات.
سيدوّن موسم 2015-2016 في السجلات بالنسبة للدوري الإنجليزي الممتاز، لأن حجم الإنفاق في فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية تجاوز حدود المليار يورو للمرة الأولى على الإطلاق، وذلك بسبب طمع الأندية في الأموال التي ستدّرها عليها عائدات النقل التلفزيوني في الموسم المقبل.
وكشفت شركة "ديلويت" للخدمات والاستشارات المالية أن الأندية الإنجليزية العشرين المشاركة في الدوري الممتاز تجاوزت مجتمعةً حاجز المليار يورو خلال فترتي الانتقالات.
وقال دان جونز، من مجموعة الأعمال الرياضية في "ديلويت": "لقد رأينا أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تستغل مجددا سوق انتقالات شهر يناير (كانون الثاني) من أجل الاستثمار الكبير في المواهب. وقبل يوم من إقفال الباب، بلغ إجمالي الإنفاق هذا الموسم مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار يورو) حتى الآن، وذلك للمرة الأولى".
وتابع: "في شهر يناير الماضي شاهدنا أندية الدوري الممتاز تنفق 45 مليون جنيه إسترليني في اليوم الأخير من سوق الانتقالات، ومع توقع المزيد من الإنفاق في الساعات المقبلة، يبدو أن إجمالي نفقات الدوري الممتاز سيتجاوز بسهولة حاجز المليار جنيه إسترليني لموسم 2015-2016".
وحققت الأندية الإنجليزية رقما قياسيا خلال الصيف الماضي بعدما أنفقت 870 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات، أي بزيادة قدرها 4% عن الرقم القياسي السابق الذي سجل في صيف 2014.
وحتى الآن، أنفقت أندية الدوري الممتاز 130 مليون جنيه في سوق الانتقالات الشتوية قبل اليوم الأخير، مما يعزز إمكانية تخطي المليار، ويؤكد مكانة الدوري الإنجليزي كأغنى دوري في العالم، خصوصا أن 17 من أغنى 30 ناديا في العالم من "البريمييرليغ" بحسب الدراسات الأخيرة.
وفي وقتٍ كانت فيه الصفقات الكبيرة محصورة بأندية الطليعة خلال فترة الانتقالات الصيفية، حيث حطم مانشستر سيتي رقمه القياسي من حيث أغلى صفقة في تاريخه مرتين من خلال ضمه رحيم ستيرلينغ (مقابل مبلغ 40 مليون جنيه، إضافة إلى الحوافز التي سترفع قيمة الصفقة إلى 44 مليون جنيه)، والبلجيكي كيفن دي بروين (55 مليون جنيه)، فيما ضم جاره يونايتد الفرنسي المغمور أنتوني مارسيال مقابل 36 مليون جنيه، فإن الوضع كان مختلفا في شهر يناير.
وقد تسبب حصول شبكتي "سكاي" و"بي تي سبورت" على حق النقل المحلي لمباريات الدوري الممتاز مقابل مبلغ خيالي بلغ 5.15 مليار جنيه إسترليني، وكذلك الاقتراب من توقيع عقد حق بث المباريات خارج بريطانيا، في اتجاه الأندية للاستثمار بقوة من أجل تجنّب الهبوط الى الدرجة الأولى، وللحصول على حصة مغرية من عائدات البث التلفزيوني.
ودفعت إغراءات العائدات المتوقعة للموسم المقبل من النقل التلفزيوني الأندية التي تعاني هذا الموسم إلى الاستثمار بقوة في سوق الانتقالات الشتوية، وعلى رأسها نيوكاسل القابع في المركز الثامن عشر، إذ أنفق 29 مليون جنيه من أجل ضم الثنائي الإنجليزي أندروس تاوسند وجونجو شيلفي، والسنغالي هنري سيفيه، كما يتوجه أيضا إلى حسم تعاقده مع مهاجم وست بروميتش ألبيون سايدو بيراهينو مقابل 21 مليون جنيه.
أما سندرلاند، الفريق الآخر القادم من شمال شرق البلاد، فقد عزز صفوفه بخمسة لاعبين، من بينهم التونسي وهبي خرزي الذي كلفه 9 ملايين جنيه لضمه من بوردو الفرنسي، في حين حطم بورنموث رقمه القياسي من حيث أغلى صفقة يجريها في تاريخه، وذلك بضمه بينيك أفوبي من وولفرهامبتون مقابل 10 ملايين جنيه.
"لقد شاهدنا نشاطا قويا من أندية النصف السفلي من ترتيب الدوري الممتاز وأنها تنفق مبالغ كبيرة نسبيا من أجل ضم اللاعبين"، هذا ما قاله خبير الشؤون المالية الكروية روب ويلسون من جامعة شيفيلد هالام لوكالة فرانس برس.
وأضاف: "هناك حاجة ضاغطة للبقاء في الدوري الممتاز هذا العام من أجل الحصول على أموال حق النقل التلفزيوني. كما من المثير للاهتمام أن نرى بعض فرق الطليعة في دوري الدرجة الأولى تنفق أيضا. هذا أيضا رد فعل على العائدات المعروضة للفرق التي ستصعد (إلى الدوري الممتاز) الموسم المقبل".
ورغم سعي مفاجأة الموسم ليستر سيتي إلى تعزيز صفوفه وموقعه في صدارة الدوري الممتاز من خلال ضم المدافع الغاني دانييل أمارتي والجناح الإنجليزي الشاب ديماراي غراي، فإن الفرق الكبرى الأخرى لم تنشط كثيرا في سوق الانتقالات الشتوية، واقتصرت صفقاتها على بعض الإضافات "الصغيرة"، على غرار أرسنال وتشلسي وليفربول، فيما لم يجر قطبا مانشستر أي تعاقدات.
ما هو مؤكد أن العنوان العريض للدوري الممتاز في 2016 هو أن السعي خلف المجد لا يتصدر الأولويات، بل إن الحوافز المالية هي التي تقود الإنفاق إلى آفاق جديدة.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg جزيرة ام اند امز