بكيرات للعين: مخطط إسرائيلي بـ3 مسارات للسيطرة على الأقصى
إنشاء مشاريع تهويدية وتنفيذ حفريات أسفله وتكريس الاقتحامات
ناجح بكيرات، مدير الأملاك الوقفية في القدس يحذر في مقابلة مع "العين" من أن الاحتلال يحاول منذ مطلع عام 2016، تكريس واقع جديد في الأقصى
لم يتفاجأ المسؤول المقدسي ناجح بكيرات، بقرار الاحتلال الإسرائيلي، إبعاده عن المسجد الأقصى، فهو يراه جزءاً من الحرب الحقيقية التي تستهدف ضرب الوجود المقدسي، وحلقة من حلقات التصعيد الإسرائيلي وسياسة فرض الأمر الواقع التي تنتهجها سلطات الاحتلال لتهويد المدينة وتغيير طابعها الديمغرافي لصالح الوجود الاستيطاني.
وحذر بكيرات، مدير الأملاك الوقفية في مدينة القدس في مقابلة شاملة اليوم الاثنين مع بوابة العين الإخبارية من أن الاحتلال يحاول منذ مطلع عام 2016، تكريس واقع جديد في المسجد الأقصى ومحيطه، لافتا في هذا الصدد إلى زيادة وتيرة الاقتحامات، بحيث باتت تتم أكثر من مرة في اليوم الواحد، إلى جانب تخصيص ساحة لصلاة اليهود.
173 مبعدا
وأوضح بكيرات أن قرار الإبعاد الجديد الذي تسلمه هو القرار رقم 14 خلال 6 سنوات، لافتا إلى أنه جرى استدعاؤه يوم أمس واحتجز لـ 10 ساعات كاملة، بلغ في نهايتها بقرار الإبعاد، الذي ينتهي بتاريخ 31 يوليو/تموز القادم، وأشار إلى أن هذا اليوم (الاثنين) صدرت قرارات إبعاد جديدة ضد كل من القيادي المقدسي جمال عمرو، وشاب مقدسي آخر.
وكشف أن قرارات الإبعاد طالت حتى الآن 173 مقدسيا، موضحا أنها ضمن الحرب التي تستهدف المقدسيين، ومحاولة لإضعاف الوجود الفلسطيني والإسلامي في قلب المركز.
ضرب الذاكرة
وأضاف: "يريدون إرسال رسالة لتغيير الصورة النمطية بدلا من مشاهدة المرجعيات الإسلامية، يكون الحاضر الحاخامات وأبناء المستوطنين في ساحات المسجد الأقصى، لذلك هذه القرارات تستهدف فيما تستهدف ضرب الذاكرة الفلسطينية والعربية".
وشدد على أن القرار "مجحف" ويعوق عمله الذي يتعلق بإدارة أكثر من 4 آلاف عقار وقفي إسلامي في مدينة القدس ومحيط المسجد الاقصى المبارك "خاصة في هذه المرحلة الحرجة والحساسة التي تحتاج متابعة دقيقة".
خطة سيطرة
ورأى المسؤول المقدسي أن الاحتلال يتحرك عبر خطة موضوعة لتكريس الوجود اليهودي وتغيير الواقع الديمغرافي في المدينة؛ ليسهل عليه إحكام السيطرة وصولا إلى اللحظة التي يعلن فيها عن هيكله المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
وكشف أن الاحتلال يتحرك عبر ثلاث مسارات يتعلق الأول منها بتنفيذ المشاريع التهويدية العملاقة حول الأقصى، والثاني يخص الحفريات أسفله وزيادة الكنس والمتاحف، أما البند الثالث فيتعلق بتكريس الاقتحامات الدينية اليهودية للمسجد.
وأشار إلى أن مصادقة الحكومة الإسرائيلية يوم أمس الأحد على تخصيص مساحة مخصصة لليهود للصلاة تندرج ضمن هذه المساعي لفرض واقع جديد يضعف فيه الاحتلالُ السيطرةَ الإسلامية على المساجد، والتكريس لنمط جديد من سيطرته، في الوقت الذي تمنع فيها الأوقاف من إعمار التلفيات، ويبعد فيه القادة والشخصيات التي تتولى رعاية العمل المقدسي الخاص بالمسجد والأوقاف.
وحذر بأن عام 2016 يحمل مخططات إسرائيلية خطيرة تستهدف المسجد الأقصى، منبها إلى أن ما يجري اليوم هو "نتائج لخطة 20/20 وخطة 20/40 التي أقرها الاحتلال الإسرائيلي لتكريس الوجود اليهودي في القدس وإحكام السيطرة على المسجد الأقصى".
الاقتحامات وتكريس الأمر الواقع
وأشار إلى أن "كرة الثلج الإسرائيلية تتدحرج ولم يعد المستوطنون يكتفون بالاقتحام أو حتى إقامة الصلوات التلمودية، بل بتنا نسمع أصواتا تنادي بهدم المسجد الأقصى، كما تفعل جماعة "عائدون من أجل الهيكل" اليهودية المتطرفة.
ولف إلى أن قرابة 500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال الشهر الأول من العام الجاري، فيما وصل عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا خلال هذا الشهر إلى 150 شخصا بينهم 52 اعتقلوا من داخل منازلهم و 97 اعتقلوا ميدانيا بعضهم على أبواب وفي ساحات المسجد الذي بات عرضة للاقتحام والاستفزاز اليومي من المستوطنين.
وشدد على أن الحفريات الإسرائيلية موجودة منذ سنوات، ولكنها تتعمق في الآونة الأخيرة ضمن سياسة التهويد وفرض الأمر الواقع، داعيًا إلى مجابهة ذلك بثلاثية مضادة تتمثل في تكثيف الوجود الفلسطيني بالمسجد والرباط داخله، والثاني قرار فلسطيني موحد بتبني المقاومة في وجه الاحتلال والتصدي لسياسته، والأمر الثالث حاضنة عربية إسلامية لهذا الحراك مع تحرك فعلي في وجه ممارسات الاحتلال.
ونوه إلى أن الإجراءات الإسرائيلية في القدس تأتي في ظل تصريحات علنية من مسؤولين إسرائيليين تستهدف المسجد والوجود الإسلامي وحتى المسيحي، عادًّا ذلك بأنه دليل على النوايا الإسرائيلية للسيطرة على المسجد الأقصى، وأنه "أصبح هدفا واضحا لمزاودات اليمين الصهيوني المتطرف".
رهان على الوضع الإقليمي
ورأى بكيرات أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الوضع الإقليمي العربي "المتدهور" "لاتخاذ مواقف خطيرة جدا"، مؤكدا وجود منظمات عالمية يهودية "تستغل الأوضاع وتغري المستوطنين المقتحمين بدفع حوافز مالية لمن يمارس الاستفزاز للمسلمين بالاقتحام وإقامة الطقوس التلمودية في المسجد"، كما أنها تمول الحفريات وشراء ممتلكات المقدسيين.
وطالب برؤية شاملة ثلاثية مضادة لمواجهة المخططات الإسرائيلية، موضحا أن هذه الرؤية يجب أن تشمل تكثيف الوجود الفلسطيني بالمسجد والرباط داخله، ودعم المقدسيين، لتمكينهم من الصمود في مواجهة محاولات التهجير والإحلال الإسرائيلية، والأمر الثاني قرار فلسطيني موحد بتبني المقاومة في وجه الاحتلال والتصدي لسياسته بكل الخيارات الممكنة، والتعالي على الخلافات والمصالحة الخاصة والحزبية، فقدسنا في خطر وتحت طائلة التهديد الحقيقي، والأمر الثالث حاضنة عربية إسلامية لهذا الحراك مع تحرك فعلي في وجه ممارسات الاحتلال.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز