19 يونيو.. الكويت من الاستقلال إلى أمل يتجدد بالاستقرار
تحل اليوم الإثنين الذكرى الـ62 لاستقلال الكويت، بالتزامن مع تشكيل حكومة وبرلمان جديدين، يأمل الكويتيون أن يقودا البلاد إلى التنمية والاستقرار.
وفي مثل هذا اليوم 19 يونيو/حزيران عام 1961، وقع أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح وثيقة استقلال البلاد وإلغاء الحماية مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية.
وتحل الذكرى هذا العام، غداة تشكيل حكومة جديدة هي الخامسة التي يترأسها الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح خلال نحو 10 أشهر، دخلها 6 وزراء جدد.
كما تحل، قبيل يوم من افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، غدا الثلاثاء 20 يونيو/حزيران، بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية 6 يونيو/حزيران الجاري.
ويأمل الكويتيون أن يكون هناك تعاون بين البرلمان والحكومة الجديدين، بما يؤدي إلى استقرار سياسي بين الحكومة والبرلمان وإنهاء الأزمة التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.
أزمة جاءت نتيجة التوترات المتلاحقة بين الحكومة والبرلمان، وأدت إلى حل مجلس الأمة 2020 في 2 أغسطس/آب الماضي، وانتخاب مجلس جديد في 29 سبتمبر/ أيلول 2022، قبل أن تقضي المحكمة الدستورية، في 19 مارس/آذار الماضي، ببطلان مجلس الأمة 2022 لبطلان مرسوم حل المجلس وإعادة مجلس 2020، قبل أن يصدر ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مطلع مايو/أيار الماضي، مرسوما بحل مجلس الأمة المعاد بحكم المحكمة الدستورية، ومن ثم إجراء انتخابات جديدة 6 يونيو/حزيران الجاري.
وكما كانت وثيقة الاستقلال نقطة انطلاق الكويت نحو عصر الازدهار والنماء والاستقرار، يأمل الكويتيون أن تكون ذكراها الـ 62 التي تحل اليوم الإثنين دافعا لتشكيل مشهد سياسي جديد، يتألف من حكومة وبرلمان متعاونين لصالح الوطن والمواطن، تحت مظلة قيادة تدعم وتوجه، بما يسهم في رسم مسار مستقبل أفضل للبلاد.
ويحي الكويتيون تلك الذكرى فيما يواصل أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح السعي بكل قوة وعزم وحزم إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء، في صورة تجسد أسمى معاني التفاف الشعب حول القيادة.قصة الاستقلال
وفي مثل هذا اليوم 19 يونيو/حزيران عام 1961 تم توقيع وثيقة استقلال البلاد وإلغاء اتفاقية الحماية مع الحكومة البريطانية في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وأعلن الشيخ عبدالله السالم انتهاء معاهدة الحماية البريطانية عقب توقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية، لتعلن الكويت رسميا استقلالها التام واستكمال سيادتها الكاملة وباتت دولة عربية مستقلة.
وانطلقت المساعي نحو الاستقلال بعدما أيقن أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح أن معاهدة الحماية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا عام 1899 لم تعد صالحة بعد أن تغيرت الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.
وارتأى الشيخ عبدالله السالم ضرورة إلغاء تلك المعاهدة باعتبارها تتعارض مع سيادة الكويت واستقلالها ومصالحها وضرورة الاستعاضة عنها باتفاقية صداقة جديدة تواكب التطورات العالمية.
وبعد توقيع الوثيقة وجه الشيخ عبدالله السالم كلمة خالدة إلى الشعب الكويتي، قال فيها "شعبي العزيز.. إخواني وأولادي.. في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة".
وشهد عام 1962 أول احتفال بعيد الاستقلال إلى أن صدر في 18 مايو/أيار عام 1964 مرسوم بدمج العيد الوطني بعيد الجلوس وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في البلاد الذي يصادف 25 فبراير/شباط من كل عام، وذلك بداية من عام 1965، تكريما له ولدوره المشهود في استقلال البلاد وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها في 25 فبراير/ شباط.
وشهد عام الاستقلال وتحديدا في السابع من سبتمبر/أيلول 1961 صدور قانون مرسوم أميري بشأن العلم الكويتي (الحالي) وهو أول علم يرفع بعد الاستقلال وتم تحديد شكله وألوانه في حين جاءت الخطوة التالية عقب الاستقلال بتقديم الكويت طلبا لجامعة الدول العربية، فتم قبول عضويتها رسميا في 20 يوليو/ تموز 1961.
وفي 26 أغسطس/آب 1961 صدر مرسوم أميري في شأن إجراء انتخابات للمجلس التأسيسي تحقيقا لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة نظام حكم قائم على أسس واضحة ومتينة وإصدار دستور يستند إلى المبادئ الديمقراطية، حيث أنجز المجلس المنتخب مشروع الدستور الذي تضمن 183 مادة خلال تسعة أشهر.
واتسم دستور الكويت بروح التطور التي تقدم للشعب الكويتي الحلول الديمقراطية للانطلاق في درب النهضة والتقدم والازدهار وهو ما مكن البلاد من انتهاج حياة ديمقراطية مستمدة من ذلك الدستور المتكامل الذي أقره مجلس تأسيسي منتخب من أبناء الكويت.
وكان عهد الشيخ عبدالله السالم الذي امتد 15 عاما من السنوات البارزة في تاريخ الكويت وأطلق عليه لقب (أبو الاستقلال) و(أبو الدستور) نظرا إلى جهوده المضنية وإنجازاته الكبيرة وحكمته السديدة لنيل الاستقلال.
وبدأت الكويت في تلك الحقبة بوضع القوانين والأنظمة التي خطت بها نحو الاستقلال الكامل فأنجزت 43 قانونا وتشريعا مدنيا وجنائيا، منها قانون الجنسية وقانون النقد الكويتي وقانون الجوازات وتنظيم الدوائر الحكومية.كما صدر مرسوم أميري بتنظيم القضاء وجعله شاملا لجميع الاختصاصات القضائية في النزاعات التي تقع في البلاد بعد أن كانت بعض القضايا تنظر أمام هيئات غير كويتية.
وكانت البلاد زاخرة بالعديد من الإدارات المنظمة جيدا والمهيأة على مستوى البنية الهيكلية لمزيد من التوسع والتطوير كإدارات الأشغال العامة والصحة العامة والمطبوعات والنشر وأملاك الدولة المالية، إضافة إلى المعارف والبلدية والبريد والهاتف والكهرباء والماء والشؤون الاجتماعية والأوقاف والإذاعة والتلفزيون.
وعلى مدار 62 عاما من الاستقلال وحتى اليوم، أنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة بتعاون أبنائها خلف قيادتهم الحكيمة وسارت بخطى ثابتة تجاه النظام العالمي الجديد والشرعية الدولية برفض العدوان وحماية حقوق الإنسان والمحافظة على خصوصية الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما آمنت بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.
وحققت البلاد إنجازات متميزة على جميع الصعد وفق خطط استشرافية أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية والتطوير والازدهار، وأسهمت في أداء دور محوري في الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها كما أصبحت محط أنظار العالم في المساعدات الإنسانية.
وتواصل الكويت في ظل القيادة الحكيمة لأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مسيرة التنمية والإعمار على الصعيد الداخلي ومسيرة الدبلوماسية الوقائية، ونزع فتيل الأزمات وحل القضايا العالقة إقليميا ودوليا.آمال وتطلعات
ورغم غياب الاحتفالات العامة بتلك المناسبة، إثر تغيير موعدها إلى 25 فبراير/شباط من كل عام، إلا أن المؤسسات الإعلامية الرسمية وجموعا من المواطنين آثروا الاحتفاء بتلك المناسبة.
ونشرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" تقريرا مطولا عن تلك الذكرى الهامة.
كما أعلن تلفزيون دولة الكويت إنه سيبث مساء اليوم برنامج " 19 يونيو.. استقلال وطن "احتفاء بتلك الذكرى الهامة.وآثر مغردون الاحتفاء بتلك المناسبة، عبر تغريدات ضمنوها أمانيهم أن يحفظ بلادهم وأن يديهم عليها الأمن والاستقرار تحت راية القيادة الحكيمة.
وفي هذا الصدد، غردت العنود الصباح ، قائلة: "يصادف اليوم 19 يونيو ذكرى استقلال دولة الكويت .الله يحفظ الكويت وحكامها ....آمين".
بدوره، قال محمد صفر :"يصادف في مثل هذا اليوم ١٩ يونيو ١٩٦١... الذكرى ال ٦٢ لتوقيع أمير البلاد آن ذاك الشيخ عبدالله السالم الصباح على إلغاء معاهدة الحماية مع بريطانيا والتي تم توقيعها عام ١٨٩٩م وتم استقلال دولة الكويت منذ ذلك الحين ،، الله يحفظك يا كويت ،، ودامت افراحك يا وطن ،،وابشروا بالخير يا اهل البلد.".
ويحي الكويتيون تلك الذكرى اليوم وسط امتنان لأمير البلاد وولي عهده، ودعوات أن يعينهما الله على استكمال مسيرة التنمية وتجاوز التحديات التي تشهدها البلاد.