الاحتلال يفتش قنوات مياه تاريخية بنابلس بسبب "فوبيا الأنفاق"
"فوبيا الأنفاق" باتت هاجسًا يطارد الإسرائيليين، ليس فقط على حدود غزة، إنما في الضفة الغربية أيضًا.
تحولت فوبيا الأنفاق إلى هاجس يطارد الإسرائيليين، ليس فقط على حدود غزة، إنما في الضفة الغربية، بعد كشف وسائل إعلام إسرائيلية عن عمليات تفتيش يجريها الاحتلال لقنوات مياه تاريخية في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، يبلغ عمقها حوالي 20 مترًا تحت الأرض.
وبثت القناة الإسرائيلية الثانية تقريرًا يتحدث عن حالة الخوف التي يعيشها الاحتلال من المستقبل الذي قد تتحول له الضفة الغربية على وقع انتفاضة القدس التي يتوقع الاحتلال تصاعد وتيرتها، ما دفعه لتنفيذ عملية تفتيش وتفقد لأنفاق تاريخية يعود عمرها لألفي عام، أسفل البلدة القديمة في مدينة نابلس، وكانت تعتبر بمثابة قنوات للمياه.
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، أن التقرير يكشف عن تحدٍّ جديد أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو علان لـ"بوابة العين": إن التحدي الذي يواجه جيش الاحتلال منذ سنوات في قطاع غزة، اليوم يظهر خطر جديد مختلف بالشكل في البنية التحتية تحت الأرض في مدينة نابلس".
وتنامي في الأسابيع الأخيرة حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أنفاق غزة، ونجاح حماس في إعادة ترميمها.
أنفاق تاريخية
وحسب القناة الإسرائيلية، فإن هدف التفتيش الذي نفذته وحدة جفعاتي (إحدى وحدات النخبة في جيش الاحتلال) في نابلس التعرف على الدعامة الأساسية التحتية في المدينة، فيما كانت بداية التفتيش كانت من مدخل مدرسة فيه مدخل للنزول لشبكة المياه الأرضية المظلمة على مسافة 20 مترًا تحت الأرض.
وتقع هذه القنوات أسفل حي القصبة القديم في مدينة نابلس، الذي يعد حيًّا تاريخيًّا بامتياز.
السؤال الذي يطرح نفسه حسب ما أوردته القناة عبر معد التقرير، ما الذي ينوي الجيش فعله مع هذا التهديد الذي يظهر مع اشتداد وتيرة الأحداث في الضفة الغربية؟
استكشاف القنوات المائية
ووفقًا للتقرير فالجيش في اقتحامه قام وفي عتمة الليل بأخذ قياسات هذه القنوات، وفي وقت ما قبل الفجر اقتحم مدرسة في الحي تقع تحتها هذه القنوات المائية القديمة.
وقال شاي بلفور -قائد منطقة شمال الضفة بالجيش الإسرائيلي-: "نحاول تتبع أثر نابلس السفلية، هنا يوجد نابلس سفلية، يوجد مجموعة تمر بها كل ليلة، من أجل معرفة هذا الشيء، وكي نعرف نحن ما هي الأهمية العملية لهذا المكان، وعند الحاجة، نعرف ما الواجب عمله".
وأوضح الضابط أنهم ينزلون الى أي مكان تحت حي القصبة (أحد أحياء البلدة القديمة)، مضيفًا "نبحث عن كل القنوات التي تربط قنوات الماء الرومانية التي يمر عبرها الماء، نحن ننزل كي نبحث عن أماكن الالتقاء، لنعرف عمليًّا الأماكن التي تشكل شبكات يمكن أن تستخدم من قبل المقاومين في حال التصعيد المحتمل".
ويرافق وحدة جيش الاحتلال بهذه الجولة زيئيف ارليخ، وهو عالم تاريخ صهيوني، الذي قال "أنا مهتم، وأريد أن أعرف ما هي هذه المنظومة الأرضية، هل هي معدة كقنوات مجاري أم قنوات لجمع الماء".
يذكر أن هذا العالم الصهيوني المختص بالتاريخ والآثار يعمل في هذا المكان (تحت نابلس القديمة) منذ 40 سنة، وهو مصدر أصلي لهذا المكان يتم اصطحابه في عمليات كهذه.
وسأل مراسل القناة الثانية "سجان شاي"، من وحدة جفعاتي: هل هذا بحث عن تاريخ أم أنه لدواع أمنية؟، فيجيب بالقول: هذا يتعلق بمن تسأل، نحن ننظر إلى هذا على أنه عمل أمني، وفي النهاية يوجد هنا تاريخ كبير وكثير جدًّا.
ضابط في وحدة جفعاتي قال: إنه حتى الآن الإرهاب لم يستخدم هذه المساحات، إلا إنه علينا الاستفادة من التحديات التي واجهتنا في عملية الجرف الصامد، فالتحديات متشابه.
هواجس وتحذيرات
وأكد الناشط في مجال مواجهة الاستيطان، سائد المصري لـ"بوابة العين"، أن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد هواجس وفوبيا إسرائيلية، محذرًا من أن يقدم الاحتلال تحت زعم هذه الهواجس التي لا أصل لها على العبث بالتراث التاريخي في المنطقة.
ورأى المصري أن الاقتحامات المتكررة وبناء سيناريوهات عن احتمالات توظيف هذه القنوات المائية التاريخية في المقاومة يعكس شعور الاحتلال بالرعب من تطور انتفاضة القدس وتصاعدها.
وتشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات مع قوات الاحتلال منذ مطلع أكتوبر الماضي، استشهد فيها 173 فلسطينيًّا مقابل 30 إسرائيليا قتلوا في سلسلة عملية طعن ودهس وإطلاق نار غلب عليها الطابع الفردي.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC4xNzYg جزيرة ام اند امز