اكتمال جينوم القراد الناقل للأمراض يتيح قرائن للقضاء عليه
الباحثون تعرفوا على أكثر من 24 ألف جين تتعلق بسمات منها كيفية هضم الدم ومواجهة الرد المناعي للعائل للتغذي على الدم لأطول فترة ممكنة.
نجح العلماء في حل الشفرة الوراثية لأنواع القراد وهي من أبغض الكائنات التي تنقل داء لايم، وذلك في دراسة قد تفضي إلى استنباط وسائل جديدة لمكافحة هذه المخلوقات التي تنتمي للعنكبوتيات وتتغذى على الدم.
وقال الباحثون إنهم توصلوا للتسلسل الجيني لقراد الأيائل من نوع (ايكسودس سكالبيولاريس) أو القراد الأسود الأرجل الذي ينقل داء لايم وأمراضا أخرى من خلال التعلق بجسم الإنسان والحيوان وإطلاق لعابه الملوث أثناء امتصاص الدم.
وتعرف الباحثون على أكثر من 24 ألف جين تتعلق بسمات منها كيفية هضم الدم ومواجهة الرد المناعي للعائل للتغذي على الدم لأطول فترة ممكنة مع القدرة على إزالة الآثار السامة لمركبات مثل المبيدات الحشرية.
وقالت كاترين هيل، عالمة الحشرات بجامعة بوردو، التي أشرفت على الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر كوميونيكيشنز)، "إنها كائنات مثابرة ومرنة ومتماسكة ولا حاجة إلى كراهية القراد لكن يتعين على الناس أن يدركوا ويعوا المخاطر كي يتخذوا قرارات حكيمة لوقاية صحتهم".
ومن شأن اختراق الشفرة الجينية للقراد الكشف عن نقاط الضعف التي يمكن استغلالها فيه من خلال ابتكار مبيدات حشرية حديثة وكيماويات طاردة أو أساليب أخرى لمكافحة هذا الطفيل الذي ينتشر في المساكن الخشبية وفي المناطق العشبية.
وعلى سبيل المثال توصل الباحثون لإطلالة على كيفية قيام القراد والحلم بتنظيم عملية الإفراز وامتصاص أكبر كمّ ممكن من الدم لهضمه ما يوفر هدفا محتملا لابتكار أسلوب جديد للقضاء عليه.
وقال مايكل رو، أستاذ الحشرات بجامعة نورث كارولاينا، إنه علاوة على ذلك تعرف باحثون يعملون ضمن دراسة مقارنة على هرمون لدى أنثى القراد يعمل على تنظيم نمو البيض حيث تؤدي معرفة كيفية وقف نشاط هذا الهرمون إلى آلية لوقف الدورة التناسلية للقراد.
وبوسع القراد أن يهضم كميات من الدماء تعادل حجمه 100 مرة وهو ينقل البكتريا والطفيليات والفيروسات التي تسبب مرض لايم وأمراضا أخرى من خلال لعابه أثناء امتصاص الدم.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الباحثين اكتشفوا بكتريا جديدة اسمها العلمي (بوريليا مايوناي) تسبب داء لايم للإنسان الذي ينقله القراد والحلم.
وأضافت المراكز أنه كان من المعروف في السابق أن نوعا واحدا من البكتريا اسمه العلمي (بوريليا بورجودورفيري) هو المسبب لمرض لايم الذي ينقله القراد في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
وتبدأ أعراض المرض بالحمى وآلام الرأس والإرهاق والطفح الجلدي المنتشر وفي حال لم يتلق المصاب العلاج اللازم بالمضادات الحيوية تتطور الحالة لتشمل أعراضا تصيب القلب والمفاصل والجهاز العصبي.
وتقول المراكز إن نحو 300 ألف شخص يصابون بداء لايم في الولايات المتحدة سنويا وقلما يفضي المرض إلى الوفاة ويتعافى المرضى منه في غضون بضعة أسابيع بعد تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم.