نيل هاربيسون.. أول إنسان "سايبورغ".. يسمع ألوان دبي ويعزفها
الدورة الثانية من مهرجان "دبي كانفس" تنطلق في الأول من مارس وتستمر إلى 14 منه، ويشارك فيها نحو 30 فنانا من 14 دولة.
فنان مبدع سيحل ضيفاً على مهرجان "كانفاس دبي" 2016، يدعى نيل هاربيسون. إنه الإنسان الوحيد على مستوى العالم الحائز على اعتراف رسمي من قبل حكومة بوصفه إنسان "سايبورغ" وهو مصطلح حديث يعني الإنسان الذي يستعين بتقنية إلكترونية تثبت بشكل دائم في جسمه لتعويض بعض الوظائف الحيوية التي يفتقر إليها.
ويعتبر هاربيسون، صاحب الظاهرة الاستثنائية في "سماع" الألوان وذلك عن طريق شريحة تم تثبيتها في رأسه بصفة دائمة وهوائي يتدلى من قمة رأسه إلى جبهته لمساعدته على ترجمة الألوان إلى موجات "صوتية" مميزة ونغمات متباينة الترددات، ذلك لأنه ولد مصابا بنوع نادر من مرض "عمى الألوان" ليمضي فترة صباه وهو يرى الحياة باللونين الأبيض والأسود ودرجات الرمادي بينهما قبل أن يستعين بهذه التكنولوجيا التي منحته قدرة تمييز الألوان بتحويلها إلى "أصوات ونغمات وترددات".
وكشفت "براند دبي" - الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي الجهة المنظمة للمهرجان بالشراكة مع "جي بي آر" التابعة لدبي للعقارات - عن مشاركة هاربيسون في الدورة الثانية التي تنطلق في الأول من مارس وتستمر إلى 14 منه.
يشارك في دورة هذا العام نحو 30 فنانا من 14 دولة من شرق العالم وغربه بما في ذلك الصين والولايات المتحدة واستراليا والبرازيل وغيرهم لتقديم أكثر من 60 عملا فنيا سيتم تنفيذها بحضور الجمهور على امتداد كيلومترين كاملين في منطقة الشاطئ في "جي. بي. آر.
وتساعد التقنية الحاسوبية المتطورة التي يستخدمها هاربيسون في تحويل الأصوات إلى ألوان ومن ثم فهو قادر على ترجمة الأصوات إلى "لوحات" في قدرة فريدة يمتاز بها بين الناس ليعيش الشاب الأسباني بريطاني المولد والبالغ من العمر 33 عاما عالما فريدا من التناغم بين الأصوات والألوان يمنحه قدرة خاصة على تقديم شكل بالغ التفرد من الإبداع ربما لم تجتمع عناصره لغيره من بني البشر.
ومن المنتظر أن يبهر نيل هاربيسون خلال مشاركته في "دبي كانفس 2016" جمهور المهرجان بتقديم مقطوعة موسيقية يستلهمها من معالم دبي ويترجم من خلالها ألوان المدينة إلى نغمات موسيقية متجانسة بالتعاون مع مجموعة من الفنانين المحليين وذلك في أول مرة يقوم فيها نيل بتأليف مقطوعة موسيقية مستوحاة من "مدينة" وقد اختار لها اسم "سيمفونية ألوان دبي".
وعن إقدامه على هذه التجربة الجديدة من خلال مشاركته في دورة "دبي كانفس" هذا العام قال هاربيسون: "دبي مدينة فريدة تمتاز بنهضتها العمرانية الكبيرة وتنوع مجتمعها وتعدد ثقافاته ومن ثم فإنني أعتبر أن هذه المدينة تملك من الألوان البديعة ما يمنح شخصيتها تفردا واضحا بين باقي المدن .. وأنا متشوق لزيارتها لخوض هذه التجربة التي أشعر بحماس بالغ حيالها."
وأكد هاربيسون أن مشاركته في المهرجان تمنحه فرصة ممتازة للتعريف بهذا الشكل الفني الجديد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط .. وقال "التعبير المستند إلى تكنولوجيا "السايبورغ" هو شكل جديد من أشكال الإبداع الذي آمل أن يأخذ في الانتشار مع استيعاب الناس لما يمكن أن يقدمه لنا امتزاج التكنولوجيا مع الجسم البشري من قدرة على تحفيز العقل وإيقاظ المشاعر وأتمنى من خلال زيارتي إلى دبي ومشاركتي في المهرجان أن أكون سببا في التعريف بهذا الشكل الفني الجديد لأول مرة في الشرق الأوسط".
وأضاف: "قمت مرات عديدة بتدريس "صوت الألوان" لمطربين وموسيقيين ضمن مشاريع عديدة ولكنها المرة الأولى التي أقوم فيها بتأليف مقطوعة موسيقية مستوحاة من ألوان مدينة بعينها ودبي ستكون أول تجربة لي وأتطلع أن يشاركني فيها فنانون وموسيقيون من دبي ليعيشوا تفاصيل أسلوب جديد يمكنهم من خلاله التعبير عن أنفسهم بصورة مبتكرة بالموسيقى عبر الألوان كما أرجو أن يدرك الجمهور العلاقة بين اللون والصوت وأن يتعرفوا من خلال ذلك على ما يمكن أن يقدمه الإنسان "السايبورغ" من إبداعات فنية".
وأعربت عائشة بن كلي عضو اللجنة المنظمة لمهرجان دبي كانفس عن ترحيبها بمشاركة هاربيسون في دورة هذا العام وقالت "يتميز مهرجان دبي كانفس بجمع فنانين متميزين من شتى أنحاء العالم ليكون هذا التجمع مصدر إلهام حقيقي ومبعثا على مزيد من الابتكار والإبداع، ونحن سعداء أن يكون الفنان نيل هاربيسون من ضيوف المهرجان في ثاني دوراته. فقد ساهم التطور التكنولوجي السريع حول العالم في إعادة تعريف العديد من المفاهيم المتعلقة بالفن ونعتقد أن العمل الذي يقدمه هاربيسون يعد مثالا جيدا وبرهانا واضحا على ذلك".
وأوضحت قائلة "يسعى المهرجان لترسيخ مكانته كمنصة فعالة ونقطة جذب لاستقطاب نخب المبدعين من شتى أنحاء العالم وضمن مجالات فنية متميزة ليقدموا أفكارهم وإبداعاتهم في مساحة مفتوحة تتيح لهم التفاعل المباشر مع الجمهور الذي نعمل على تقريب الفن إليه بوضعه في متناوله، ونحن نأمل أن يظل المهرجان دائما عنصرا داعما لتميز المشهد الثقافي والإبداعي في دولة الإمارات، ومصدر إلهام ينشر روح الإبداع بين الناس وضمن مختلف فئاتهم".
ومن المنتظر أن يقوم نيل هاربيسون بتوثيق زياراته لمواقع مختلفة في دبي لاستشعار ألوانها؛ ومن ثم ترجمتها إلى أصوات ونغمات ضمن "سيمفونية ألوان دبي" وتسجيل أحداث تلك الزيارات ضمن مقاطع فيديو سيتم بثها يوميا عبر الصفحة الرسمية الخاصة بالمهرجان على موقع "انستغرام" وسيطلق عليها اسم "يوميات دبي كانفس".
aXA6IDE4Ljk3LjE0LjkwIA== جزيرة ام اند امز