مسلمو فرنسا بعد هجمات باريس: نتمنى أن يظنوننا يهودًا!
يتخوفون من دفع الثمن.. ويؤكدون: الإرهابيون لم يفرّقوا بين الأديان
للمرة الثانية هذا العام يشهد مسلمو فرنسا مذبحة في شوارع باريس نفّذها بضعة إسلاميين متشددين، ويخشون الآن من أنهم سيعانون من عواقبها.
للمرة الثانية هذا العام يشهد مسلمو فرنسا مذبحة في شوارع باريس نفّذها بضعة إسلاميين متشددين، ويخشون الآن من أنهم سيعانون من عواقبها.
لقد جاءت موجة العنف الصادمة يوم الجمعة الماضي حين قتل متشددون مسلحون أكثر من 129 شخصًا وأصابوا 352 آخرين في هجمات على قاعة للموسيقى وحانات واستاد، لتسلط الضوء فورًا على أكبر أقلية مسلمة في أوروبا.
سارع قادة الجالية المسلمة إلى التنديد بالمذبحة وألقى ساسة باللائمة بوضوح على تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في أعمال العنف. لكن مسلمي فرنسا يخشون من أن يوجَّه إليهم اللوم.
وقالت "مرجان فولادويند"، وهي طالبة طب إيرانية في باريس: "حين تنظر إلى الأمر كمسلم يكون الوضع صعبا".
وأضافت: "الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا ستتغير مجددًا وليس للأفضل... أحيانا يكون الأفضل أن يُعتقد خطأ أنك يهودي وليس مسلمًا لأن حينئذٍ ستكون هناك مشاكل أقل".
وعبّر مصلّون كانوا يهمّون بمغادرة مسجد باريس الكبير بعد صلاة الظهر عن قلقهم من أن يلقَى باللائمة في صراع تعود جذوره إلى الشرق الأوسط على المسلمين في فرنسا.
وقال رجل يدعى "سفيان": "هذه القصة تشوّه صورة الإسلام وتشوه صورة المسلمين... توجد مشاكل هناك ويجب أن لا يتم جلبها إلى هنا".
ورأى مسلمو فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين كيف تم الربط بينهم وبين العنف بسهولة بعد هجمات وقعت في يناير/ كانون الثاني أسفرت عن مقتل 17 شخصا بصحيفة "شارلي إبدو" ومتجر للأطعمة اليهودية.
في الأسابيع التالية زادت التصرفات المعادية للمسلمين مثل كتابة الشعارات على جدران المساجد وتوجيه الإهانات إلى النساء المحجبات.
وسجل "المرصد الوطني لمكافحة الخوف من الإسلام" زيادة قدرها 281% في هذا النوع من الهجمات في الربع الأول من عام 2015 مقارنة بالأشهر الثلاثة نفسها من العام السابق.
وقال موقع "سفير نيوز"، وهو موقع إخباري على الإنترنت معنيّ بأخبار المسلمين، اليوم (الأحد)، إن مسلمي فرنسا أصبحوا مرة أخرى "ضحايا للإرهاب". وأضاف أنه في وقت مبكر من صباح أمس (السبت) وجد المصلون صلبانًا حمراء بلون الدم مرسومة على جدار مسجد في شرق باريس.
وذكرت صحيفة "لو باريزيان" أن شعار "انهضي يا فرنسا" كان مكتوبًا بالطلاء على جدار مسجد في جنوب فرنسا بينما كُتبت عبارة "الموت للمسلمين" على الجدران في أجزاء مختلفة من إيفرو شمالي باريس.
وقال إسماعيل سنوسي، أحد المصلين بمسجد في لوتشي، وهي بلدة تقع خارج منطقة شارتر، حيث نشأ أحد منفذي هجمات الجمعة: "لا نفهم ما الذي يجري... هذا يدفعنا إلى الوراء".
وردت "مليكة شافعي" التي تعمل لحساب منظمة لا تهدف إلى الربح، بغضب عند سؤالها عن شعورها كمسلمة إزاء الهجمات، وقالت خارج المسجد الكبير: "بالنسبة إليّ لا معنى لأن تقول (أنتِ كمسلمة)". وأضافت: "أنا ناخبة ومستهلكة وأم وشخص محب للموسيقى الكلاسيكية. لست مصدومة بوصفي مسلمة وإنما بوصفي مواطنة". ومضت تقول: "هذه ليست قضية تتعلق بالمسلمين إنها قضية تتعلق بالشرطة والإرهاب".
واعترض "نبيل"، وهو عامل في استاد فرنسا حيث فجر انتحاريان نفسيهما، على وصف المهاجمين "بالجهاديين" أو "الإسلاميين"، وقال: "إنهم إرهابيون... كنت على بُعد 50 مترًا من الانفجار الأول والقنبلة لم تكن لتفرّق بين مسلم وبوذي". وأضاف أن المسلمين في فرنسا مواطنون مثل غيرهم وليس عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم أكثر من الآخرين حين تقع هجمات من هذا النوع.
ووجه انتقادات إلى الساسة الفرنسيين قائلا: "الساسة لديهم الكثير من العمل ليقوموا به مع الجالية المسلمة... الخوف من الإسلام موجود ويجب التعامل معه من جانب المؤسسات والساسة".