توقف الاشتباكات بالفلوجة إثر اعتقال "داعش" عشرات من العشائر

توقف الاشتباكات بين أبناء عشائر في مدينة الفلوجة غرب بغداد ومسلحي تنظيم "داعش" إثر قيام التنظيم الإرهابي باعتقال عشرات من أبناء المدينة

توقفت الاشتباكات بين أبناء عشائر في مدينة الفلوجة غرب بغداد ومسلحي تنظيم "داعش" إثر قيام التنظيم الإرهابي باعتقال عشرات من أبناء المدينة خوفا من وقوع "مجزرة" يدفع ثمنها المعتقلون.

وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش لوكالة الأنباء الفرنسية إن "المواجهات توقفت بين أبناء عشائر في الفلوجة ومسلحي داعش بسبب قيام تنظيم داعش باعتقال أكثر من 110 من أهالي المدينة".

وأضاف أن "أبناء العشائر في أحياء نزال والجولان والحي العسكري، تراجعوا في المواجهات خوفا على مصير المعتقلين".

من جهته، أكد عيسى ساير قائمقام الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، أن "الاشتباكات توقفت خوفا من إعدام المعتقلين لأن داعش اعتقل عشرات من أبناء عشائر الفلوجة في مناطق الجولان ونزال وغيرها".

وأعرب ساير عن قلقه قائلا: "نتوقع أن يقوم داعش بعمليات إعدام لأهالي المدينة بحجة التعاون مع القوات الأمنية".

بدوره، أشار ضابط في الجيش إلى "استعداد القوات الأمنية تنفيذ عملية كبيرة خلال 48 ساعة المقبلة لتحرير مدينة الفلوجة" موضحا أنها "ستبدأ عبر تحرير مناطق الفلاحات والبوعلوان والحلابسة والمناطق القريبة منها"..  وتقع هذه جنوب وغرب الفلوجة.

لكن العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة رفض تأكيد ذلك، قائلا إن "قواتنا تنفذ عمليات متواصلة في جميع المناطق، وعندما ستنفذ عملية واسعة سنعلن عن ذلك".

واندلعت اشتباكات الجمعة بين أبناء عدد من عشائر المدينة في حي الجولان الواقع في شمال غرب الفلوجة وامتدت بعد ذلك إلى أحياء النزال في وسطها والعسكري، في شرقها.

بدوره، أكد راجع بركات عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار "توقف المواجهات وتراجع أبناء عشائر الفلوجة في المواجهات ضد داعش بسبب الاعتقالات التي نفذها تنظيم داعش لعشرات من أبناء الفلوجة".

وأضاف "نحن نخاف الآن من مجزرة قد يرتكبها تنظيم داعش في المدينة".

وطالب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي القيام بعملية عسكرية بأسرع وقت لتحرير المدينة محملا العبادي مسؤولية وقوع أي مجزرة ترتكب بحق أهالي الفلوجة.

وذكر مجيد الجريصي، أحد شيوخ عشيرة الجريصات في الفلوجة، أن التنظيم المتطرف نفذ خلال أمس وأول أمس حملة "اعتقالات طالت العشرات أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 15 إلى حتى 35 عاما".

مدنيون محاصرون داخل المدينة

وتفرض القوات العراقية بمساندة مقاتلين من عشائر الأنبار والحشد الشعبي وهي فصائل شيعية تدعمها إيران، حصارا على الفلوجة التي لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين داخلها.

وأكدت مصادر أمنية أن "أوضاع الأهالي مأسوية جراء نقص المواد الغذائية والطبية وقيام التنظيم المتطرف بالسيطرة على مخازن المواد الغذائية".

وذكر ساير أن "وضع أهالي الفلوجة سيء ويعانون من نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية".

من جهته، أكد سعدون الشعلان المسؤول الإداري لقضاء الفلوجة، وهو منتخب من قبل مجلسها المحلي، أن "أهالي الفلوجة يعيشون أوضاعا مأسوية لان مسلحي داعش يسيطرون على مخازن المواد الغذائية والمواد الأساسية ولا يسمحون لأحد بالوصول إليها إلا بموافقتهم".

وتعد الاشتباكات التي شارك فيها عشرات من أبناء  الفلوجة، ثاني أكبر المدن التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف في العراق، تحديا كبيرا من عشائر للمتطرفين.

وكانت أول مدينة يسيطر عليها تنظيم "داعش" قبل الهجوم الكاسح على الموصل في يونيو/ حزيران 2014 وانهارت على إثره قطاعات الجيش ليسيطر بعدها على قرابة ثلث مساحة العراق.