السويسريون ينتصرون للمهاجرين ويهزمون أصحاب مبادرة منع المآذن
رفضوا اقتراحاً مثيراً للجدل بطرد الأجانب الذين يرتكبون الجرائم تلقائياً
السويسريون يرفضون اليوم الأحد اقتراحاً مثيراً للجدل لحزب اتحاد الوسط الديموقراطي "الشعبوي" بطرد الأجانب الذين يرتكبون جرائم تلقائياً.
رفض السويسريون اليوم الأحد اقتراحاً مثيراً للجدل لحزب اتحاد الوسط الديموقراطي "الشعبوي" بطرد الأجانب الذين يرتكبون جرائم تلقائياً. وصوت نحو 58,9 % ضد الاقتراح بحسب النتائج النهائية للاستفتاء.
وجاء هذا الاستفتاء في وقت تبنت دول أوروبية عدة خطاباً متشدداً حيال المهاجرين بعد وصول أكثر من مليون لاجئ أغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان خلال العام الماضي.
وكان السويسريون قد وافقوا في عام 2011 بنسبة 52,9% على مبادرة لاتحاد الوسط الديموقراطي (أكبر حزب سويسري) للمطالبة بطرد المجرمين الأجانب. لكن البرلمان أدخل في آذار/مارس الماضي بنداً يسمح للقضاة بتجنب الطرد التلقائي للمدانين في بعض الحالات.
وهذه المرة، تمت استشارة الشعب السويسري في شأن مبادرة أكثر قسوة تطلب "الإبعاد الفعلي للمجرمين الأجانب". والمبادرة التي طرحها اتحاد الوسط ورفضتها الحكومة والبرلمان وكل الأحزاب الأخرى، تقضي بالإبعاد التلقائي لأي أجنبي صدرت بحقه إدانة خلال السنوات العشرة الماضية، وارتكب بعدها جنحا مثل "إصابة جسدية بسيطة" أو تورط في مشاجرة.
ووفقاً لمكتب الإحصاء الفيدرالي السويسري فإن قبول هذه المبادرة كان سيؤدي إلى طرد نحو 10 آلاف شخص ، مقابل 500 تم إبعادهم بالفعل خلال 2014.
وشكل رفض السويسريين للاقتراح "نكسة" لاتحاد الوسط الذي جعل من قضية الهجرة شغله الشاغل خلال الأعوام الأخيرة. والحزب المعروف بحملاته ضد الهجرة والاتحاد الأوروبي، هز الحياة السياسية في سويسرا خاصة عبر حملاته لحظر بناء المآذن.
لكن مبادرته هذه المرة أثارت تنديدا لدى معارضيها الذين أطلقوا حملة كثيفة خلال الأسابيع الأخيرة عبر توزيع ملصق في محطات القطارات جعل الصليب السويسري الأبيض على خلفية حمراء "صليباً معقوفاً" وقارن تاريخ 28 شباط/فبراير بتاريخ تعيين هتلر مستشاراً لألمانيا في 1933 وبدء التمييز العنصري في جنوب افريقيا عام 1948.