8.3 مليار طن.. الاستهلاك العالمي للفحم عند أعلى مستوياته على الإطلاق
قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الخميس، إن العالم سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في استهلاك الفحم في عام 2022 وسيظل قريبا من هذا المستوى خلال العام الجاري مع تجاوز النمو القوي في آسيا الانخفاضات في الولايات المتحدة وأوروبا.
وذكرت الوكالة في تقريرها نصف السنوي عن سوق الفحم أن استهلاك الفحم ارتفع 3.3% إلى 8.3 مليار طن العام الماضي.
وأضافت في التقرير أن الانخفاضات الطفيفة في توليد الطاقة من الفحم هذا العام والعام المقبل من المرجح أن تقابلها زيادات في استخدام الفحم في قطاع الصناعة.
نمو الطلب العالمي 1.5% بالنصف الأول من 2023
وتشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على الفحم نما بنحو 1.5% في النصف الأول من العام الجاري إلى حوالي 4.7 مليار طن في المجمل بسبب زيادة واحد بالمئة في توليد الطاقة واثنين بالمئة في الاستخدامات الصناعية غير المتعلقة بالطاقة. وبحسب التقرير الصادر اليوم تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب على الفحم حول العالم بنسبة طفيفة 0.4% هذا العام، إلى 8.388 مليار طن، في ظل تنامي التقديرات المرجحة لزيادة استعمال الفحم في القطاع الصناعي خلال عامي 2023 و2024، مقابل انخفاض طفيف في استهلاكه لتوليد الكهرباء.
ومع ذلك، من المتوقع تراجع استعمال الفحم في توليد الكهرباء خلال النصف الثاني من العام الجاري، بعد ارتفاعها في النصف الأول.
وعلى صعيد إجمالي عام 2023، تقدّر وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على الفحم من قطاع الكهرباء بنسبة 0.4% إلى 5.59 مليار طن، مقابل استمرار نمو الطلب من القطاعات غير المرتبطة بالكهرباء، ليصل إلى 2.79 مليار طن.
ومن المتوقع أن تستهلك كل من الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا معًا 3 من كل 4 أطنان من الفحم المستهلك عالميًا خلال العام الجاري، وفقًا لما رصدته منصة "طاقة".
- من الفحم إلى الغاز.. كيف تدبر أمريكا احتياجاتها من الطاقة؟
- "الفحم الحيوي".. كيف يصبح أداة فاعلة لخفض الانبعاثات؟
وانخفض الطلب على الفحم بشكل أسرع من المتوقع بنسبة 24% في الولايات المتحدة وبنسبة 16% في الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام، كما أوردت رويترز نقلا عن تقرير وكالة الطاقة الدولية.
غير أن الطلب من أكبر مستخدمين، الصين والهند، نما بأكثر من خمسة بالمئة وهو ما يفوق الانخفاضات في أماكن أخرى.
ومع ذلك، من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب الصيني على الفحم بشكل طفيف خلال النصف الثاني من العام الجاري، بفضل استعادة الطاقة الكهرومائية مستواها بعد الجفاف الذي واجهته البلاد في 2022.
ومن المتوقع أن ينمو إجمالي الطلب الصيني على الفحم خلال العام الجاري إلى 4.67 مليار طن، بدعم من زيادة الطلب من قطاع الكهرباء، ونمو استهلاكه بالقطاعات غير المتعلقة بالكهرباء.
وجاء في التقرير أن الصين والهند قد تستحوذان في عام 2023 على ما يقرب من 70% من استهلاك الفحم في العالم، في حين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمثلان عشرة بالمئة فقط.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت في تقرير سابق لها أواخر 2022 أن يظل استهلاك الفحم ثابتاً عند هذا المستوى حتى عام 2025، حيث يقابل الانخفاض في الأسواق الناضجة استمرار الطلب القوي في الاقتصادات الآسيوية الناشئة.
وهذا يعني أن الفحم سيظل أكبر مصدر منفرد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في نظام الطاقة العالمي.
نمو الإنتاج العالمي من الفحم 8% في 2022
وعلى جانب المعروض، ارتفع إنتاج العالم من الفحم بنسبة 8% خلال العام الماضي، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 8.634 مليار طن، بقيادة أكبر 3 منتجين (الصين والهند وإندونيسيا)، مع توقعات استمرار ارتفاعه في 2023.
بحسب وكالة الطاقة الدولية، يعود السبب الرئيس وراء ارتفاع الطلب على الفحم، لأعلى مستوياته على الإطلاق، إلى كونه متاحاً بسهولة أكبر وأرخص نسبياً من الغاز الطبيعي.
وتوضح الوكالة أن تراجع إنتاج كل من الطاقة النووية والكهرومائية أسهم في دعم التحول إلى توليد الكهرباء بالفحم، ليسجل رقماً قياسياً جديداً بلغ 10.440 ألف تيراواط/ساعة، أي ما يمثّل 36% من إجمالي الكهرباء المولّدة خلال العام الماضي.