سواريز: لا زلت أتعلم في برشلونة
لويس سواريز مهاجم برشلونة أكد أنه يستمتع بوقته في الفريق ومازال يتعلم برفقة زملائه رافضا النظر للإحصائيات والأرقام
على الرغم من كونه أحد أخطر مهاجمي العالم إلا أن لويس سواريز نجم برشلونة الإسباني، أكثر المهاجمين تواضعا في العالم، حيث يوجد في المكان المناسب وفي اللحظة المواتية، لاعب كرة قدم يبتسم عندما يسأل عما إذا كان العناق والقبلات لهما أهمية في كرة القدم، ويجيد استغلال الفرص.
فمنذ أن انضم إلى برشلونة، وبالأحرى منذ أن بدأ اللعب في صفوف الفريق بعد انتهاء عقوبة الإيقاف في أكتوبر/تشرين أول 2014 كرس سواريز جهوده لمد جسور التواصل مع ليونيل ميسي ونيمار لتشكيل واحد من أكثر خطوط الهجوم التي تبث الرعب في قلوب الدفاعات في العالم، وامتدت هذه العلاقة لخارج المستطيل الأخير.
وأحرز اللاعبون الثلاثة فيما بينهم 137 هدفا في 2015، وسجل سواريز 41 هدفا في 39 مباراة خاضها مع الفريق هذا الموسم، لكنه يشدد على أنه لا ينظر حتى إلى الإحصائيات كما هو الحال بالنسبة لميسي ونيمار.
وقال سواريز، في مقابلة مع (إفي): "نستمتع باللحظة التي نعيشها، الأحداث اليومية، بأن علاقة كبيرة تجمعنا داخل الملعب والرائعة التي تربطنا خارجه. لا نكتب أي ورقة ولا نلعب لأجل أحد، وإنما نلعب بغريزتنا".
وأوضح أنه إذا كان اللاعبون الثلاثة بحالة جيدة فإن "باقي الزملاء سيكونون أفضل"، مشددا على أن أحد أسرار البرسا يكمن في العلاقة الرائعة بين كل اللاعبين.
وأضاف: "لدينا علاقة كبيرة مع كل الزملاء، هذا يبدو واضحا، نسير مبتسمين وعناق جميع اللاعبين ليس ثلاثي الهجوم فقط".
وبسؤاله عما إذا كان للقبلات والعناق أهمية، كونها مقياسا لترابط الفريق، علق: "هذا ليس حبا وإنما دعما"، مشيرا: "ليس لدينا أي شيء مخطط له كل الأمور تخرج من أعماقنا، وما تفعله هو الاستمتاع وإذا كنا سعداء فإننا نستمتع باللعب".
وأشار إلى أن اللاعبين الثلاثة يكمل كل منهم الآخر، موضحا: "لست مثل ليو ولا يمكنني مراوغة ثلاثة أو أربعة أو خمسة لاعبين مثلما يفعل هو، لن أركض سريعا لعدة أمتار والتفوق في السرعة على المنافسين مثلما يفعل ني (نيمار). أعرف طريقة لعبي وما يمكنني تقديمه للنادي".
وأقر بأنه يستمتع باللقب، ليس فقط بتسجيل الأهداف، وإنما بصناعتها، مشيرا "نولي الأولوية للهدف الجماعي. لا ينافس أي منا الآخر وإنما نستمتع بلحظة كل منا".
وأوضح أنه يود أن تكون له القدم اليسرى لميسي "فهي فريدة في العالم"، و"سرعة ومهارة الاحتفاظ بالكرة والسعادة" التي يتمتع بها نيمار.
ولا يعتقد سواريز أنه يمر بأفضل لحظات مسيرته الاحترافية، مشيرا: "أشعر بالسعادة وكوني أساعد الفريق هذا هو الأساسي".
ويتذكر سواريز مدارس الكرة التي مر بها ورحيله عن ناسيونال الأوروجواياني ووصوله إلى أوروبا.
وكانت أولى محطات مغامرته الأوروبية هولندا، حيث لعب في أياكس ومنه إلى ليفربول الإنجليزي ثم إسبانيا، وقال "تركت كل الأندية التي لعبت فيها شيئا في نفسي. دائما يمكن تعلم أمور جديدة وبالتواجد هنا في البرسا، في الفريق الأفضل في العالم لا زلت أتعلم وأستمتع برفقة زملائي في الفريق".
وتذكر سواريز تلك الرحلات التي كان يقوم بها إلى برشلونة ومنفذ بيع برشلونة لزيارة المتحف وحلمه باقتناء حذاء رونالدينيو، الذي لم يتمكن من شرائه.
وبسؤاله عما إذا كان التواضع يساعد اللاعبين، قال "عندما يمر الشخص بالعوز المالي ويواجه صعوبات في الحصول على الأمور، دائما ما يقدر الأمور بصورة أكبر بكثير، ودائما ما يبذل قصارى جهده".
وأشار: "غالبية اللاعبين المتواجدين اليوم عانوا، وكافحوا كثيرا للوصول إلى المكانة التي بلغوها، حسنا، ولهذا يكون استغلال كل مباراة وكل موقف وكل إمكانية للفوز بلقب لأقصى درجة لأنني عانيت في صغري".
وتذكر بداياته مع البرسا قائلا "عندما كانت رفيقتي العاطفية جاءت (صوفيا بالبي زوجته الحالية) للعيش هنا مع أسرتها، وأنا كنت آتيا لزيارتها. بعدها عندما كنا في خرونينجن كذلك كنا نأتي إلى المدينة. في تلك الحقبة بدأ برشلونة في التتويج بالألقاب، دائما ما راق لي الفريق ومتابعة مبارياته وتعرفت على بعض لاعبيه وخلال السنوات الماضية كنت آتي بصورة كبيرة لمشاهدة العروض التي يقدمها الفريق. هذا ما حببني في المدينة والفريق في حد ذاته".
وأوضح أنه تفاجأ بالاستقبال الذي حظي به من جانب لاعبي البرسا، مشيرا "كلهم أشخاص رائعون فازوا بكل شيء سواء على مستوى المنتخب أو مع البرسا، حققوا كل الألقاب وأن يعاملوك كواحد منهم أمر رائع".
وأشار إلى أنه تفاجأ "بعض الشيء" بفوزه بكل الألقاب مع برشلونة، مشيرا "لقد جئت إلى برشلونة لتحقيق الألقاب والقيام بأمور كبيرة، وتمكنت من ذلك، نأمل أن أتمكن من الاستمرار على نفس المنوال".
وأقر بأن برشلونة فريق "قوي للغاية" بما يمكنه من تحقيق النجاحات، رغم أنه "من الصعب للغاية" تكرار إنجازات الموسم الماضي.
وأردف: "الآن نتقدم بفارق جيد في الليجا عن منافسينا ووصلنا لنهائي الكأس ونعرف أن الفوز بدوري الأبطال صعب جدا. سنحاول الاستمرار على هذا الدرب وترك بصمة في النادي".
وأشار إلى أن عقوبة إيقافه تزامنا مع انتقاله إلى برشلونة كانت الفترة الأسوأ في مسيرته، موضحا: "يشعر المرء بأنه بعيد عن كل شيء عن الملاعب ولم يكن بإمكاني التدرب في أي ملعب كرة قدم هذا أكثر ما آلمني، ولكن حسنا، ما تبقى لي هو العمل والحفاظ على اللياقة استعدادا للمشاركة عندما يحين الوقت".
وقال إنه يريد الاستمرار "سنوات طويلة" مع برشلونة ويواصل تحقيق الانتصارات، ولكنه يدرك أن الفريق الكتالوني "يضم بصورة دائمة لاعبين شبابا ولديهم طموح ولابد من احترام ذلك القرار".
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز