190 فلسطينيًّا استشهدوا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأصيب الآلاف بجراح متفاوتة، فيما قتل 33 إسرائيليًّا ما بين جندي ومستوطن
قالت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، قتلت بالرصاص الحي 41 طفلًا فلسطينيًّا، في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، منذ اندلاع الهبة الشعبية، منهم 16 طفلًا منذ بداية العام الجاري.
واستشهد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي 190 فلسطينيًّا، وأصيب الآلاف بجراح متفاوتة، فيما قتل 33 إسرائيليًّا ما بين جندي ومستوطن، خلال تلك الفترة.
وأشارت الحركة العالمية، في تقرير صدر عنها، تلقت بوابة "العين" الإخبارية نسخة عنه، إلى حادثة استشهاد الطفل هيثم سعدة (14 عامًا) من بلدة حلحول بمحافظة الخليل، برصاص قوات الاحتلال قرب الشارع الالتفافي في الخامس من الشهر الماضي، في حين اعتقل ابن عمه وجدي سعدة (16 عامًا) الذي كان برفقته، واستطاع صديقهما الفرار من المكان، لتعتقله قوات الاحتلال لاحقًا.
ونقلت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، عن الطفل وجدي، أنه توجَّه وابن عمه هيثم وصديق لهما إلى منطقة قرب الشارع الالتفافي، وعند وصولهم فاجأهم جنود الاحتلال الذين كانوا يختبؤون في المكان بإطلاق النار، فأصابوا هيثم في الجزء العلوي من الجسد، واعتقلوا وجدي، بينما استطاع الثالث الفرار من المكان.
وأضاف وجدي: "لم نلقِ أي حجر، أطلقوا النار صوبنا وقفز فوقي جندي ولكمني بقوة على وجهي، فسقطت أرضًا وطلب مني خلع بلوزتي، وكنت أنظر إلى هيثم وهو ملقى على الأرض ولا يتحرك، يبدو أنه فارق الحياة بالمكان"، مشيرًا إلى أن الجنود وضعوا غطاءً على عينيه وكبلوا يديه للخلف بمربط بلاستيكي وشدوه بقوة، وأخلوه من المكان بسرعة.
وأفادت مصادر طبية للحركة العالمية، بأن الطفل هيثم أصيب برصاصة في ظهره اخترقت الرئة والحبل الشوكي وخرجت من منطقة الفم.
ونقل الطفل وجدي وهو معصوب العينين ومكبل اليدين إلى قاعدة عسكرية بالقرب من مستوطنة "كرمي تسور"، وأوقفه الجنود في ساحة نحو ساعة ونصف في البرد الشديد، وعند منتصف الليل أدخلوه للتحقيق.
وقال: "خضعت للتحقيق بوجود مترجم، وسألني المحقق ماذا كنت أفعل في تلك المنطقة، وعندما أجبته بـ(لا شيء) أمسك رأسي وبدأ بضربه في الحائط وصفعني بقوة على وجهي ودفعني إلى خارج الغرفة".
وأضاف: "بعد نحو ساعة أدخلني مرة ثانية للغرفة وهددني بالضرب وأنه سيضعني في الزنازين لفترة طويلة وسيحكم عليَّ بالسجن لمدة طويلة أيضًا إذا لم أعترف، كذلك جعلني أشاهد شريط فيديو على الكمبيوتر يظهرنا الثلاثة ونحن نوجد في تلك المنطقة، لكن لم يظهر فيه أننا نلقي الحجارة".
حاول المحقق إرغام الطفل وجدي على الاعتراف بأن هيثم كان يحمل زجاجة حارقة، إلا أن وجدي نفى ذلك بشكل قاطع، فصرخ المحقق في وجهه وضرب بيديه على الطاولة في محاولة لإخافته وإرغامه على الاعتراف، فأكد الطفل أن هيثم لم يكن يحمل أي شيء في يديه، وفي نهاية التحقيق أرغم وجدي على التوقيع على إفادة باللغة العبرية دون أن يفهم فحواها.
نقل الطفل وجدي، صباح اليوم التالي، وهو مكبل اليدين بقيود حديدية للأمام ومعصوب العينين إلى معتقل "عتصيون"، وهناك تعرض للشتم من أحد الجنود على مدخل المعتقل وهو في داخل المركبة، كما صفعه بقوة على وجهه، ومِن ثَمَّ جرى تحويله إلى سجن "عوفر"، وهو ما يزال فيه بانتظار انتهاء محاكمته.
سياسة إطلاق النار بقصد القتل:
وتؤكد الحركة العالمية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ سياسة "إطلاق النار بقصد القتل"، التي وصلت إلى حد القتل خارج نطاق القانون.
ومن الحالات التي وثقتها عليها الحركة العالمية، الطفل محمود شعلان (16 عامًا) من دير دبوان، الذي استشهد في 26 من الشهر الماضي على الحاجز العسكري المقام قرب مستوطنة "بيت إيل"، المقامة على أراضي المواطنين شمال رام الله والبيرة.
وحول الحادثة، قال شاهد عيان للحركة العالمية، إنه كان ينتظر السماح له بعبور الحاجز بمركبته في طريقه للخروج من رام الله ضمن طابور مكون من 5 مركبات تقريبًا، وعندها شاهد الطفل شعلان يتقدم سيرًا على الأقدام نحو الحاجز باتجاه مدينة رام الله، ولم يشاهد أي شيء في يديه.
وأضاف شاهد العيان أنه سمع صوت إطلاق 3 أعيرة نارية عندما أصبح الطفل خلف غرفة إسمنتية مع أحد الجنود، وعندها قرر الالتفاف والعودة إلى رام الله، وخلال ذلك شاهد الطفل ملقى الأرض وقد وجه أحد الجنود بندقيته صوبه وأطلق عليه رصاصتين.
وأكدت الحركة العالمية، أن دولة الاحتلال ملزمة بموجب القانون الدولي الإنساني، توفير الحماية والرعاية للأطفال في الأراضي المحتلة وأن تفتح ملفات تحقيق جدية وحيادية في كل الجرائم التي حدثت بحقهم، وتحديدًا في حالات القتل، الأمر الذي نادرًا ما يحصل.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز