حزب الله وثلاثية التزوير والسرقة والكبتاغون

الخوف كل الخوف بأن يكون مصير هذه الملفات كمصير ملف من حاول اغتيال النائب بطرس حرب، ومن يحمى المتهمين الأربعة باغتيال الحريري

نشاط "حزب الله" في لبنان يتجاوز الجانبين السياسي والعسكري ليمتد إلى نفق التجارة في الأدوية المزورة، سرقة السيارات، والاتجار في الكبتاغون.

شكل حاتم الموسوي، شقيق نائب "حزب الله" حسين الموسوي، مع أشخاص آخرين عصابة لسرقة السيارات وتزوير أوراقها، ومن ثم بيعها بطريقة شرعية، وقد أوقفت قوى الأمن الداخلي أفراد العصابة، في حين توارى الموسوي عن الأنظار.

وفي التفاصيل أوقفت قوات الأمن في 30 نوفمبر/تشرين الثاني العام 2012 3 أشخاص من أفراد عصابة تقوم بسرقة السيارات من بيروت وجبل لبنان، وعلى رأس هذه العصابة شقيق النائب الموسوي.

تزوير الأدوية

وفي العام نفسه تبين أن هناك شركات عدة ضالعة في عملية تزوير توقيع وزير الصحة آنذاك علي حسن خليل وتزوير مستندات وتحاليل أكثر من 100 دواء. 

أما المتهمان فهما أمير الفساد المعروف فؤاد أحمد وهبي، صاحب فضيحة الماء مكان العلاج في أدوية السرطان العام 2008، والذي لم يحاكم بسبب التغطية السياسية عليه، والمدعوم عبداللطيف فنيش المعروف بمحمود فنيش، شقيق نائب "حزب الله" محمد فنيش المتورط أيضًا بفضيحة دواء القلب Plavix  الشهيرة، والذي ما لبث أن خرج من السجن بفعل وساطة سياسية يقف خلفها "حزب الله" وبكفالة مالية قدرها 5 ملايين ليرة لبنانية.  

عملية التزوير هذه قائمة على استثمار ما لا يزيد عن ألف دولار ثمن مواد أولية لتزوير الأدوية المخصصة لعلاج مرض السرطان يتيح تصنيع ما يقارب 8 آلاف حبة مزورة تباع بمبلغ يتراوح بين ربع مليون و400 ألف دولار.

وتشير المعلومات الى أن الجهات العاملة في مجال مكافحة تزوير الأدوية باتت تمتلك دلائل كثيرة بشأن ضلوع "حزب الله" في هذه الجرائم في لبنان وأوروبا ودول الخليج العربي، حيث يستخدم الحزب البنية التحتية، التي أنشأها، للقيام بعمليات تزوير الأدوية من أجل تسهيل القيام بعمليات إرهابية، بما في ذلك الاستعانة بمواطنين إيرانيين واستغلال الحرية النسبية المتاحة للعمل في مناطق التجارة الحرة في الخليج العربي وفي أوروبا.

حزب الله والكبتاغون

يكاد يكون من شبه المؤكد أن "حزب الله" أو المحسوبين عليه أو المقربين منه بعد عام 2006 تولوا مهمة تصنيع حبوب الكبتاغون؛ إذ تفيد تقارير أمنية أن هذا الحزب عمد إلى استيراد الآلات الخاصة في صناعة هذه الحبوب من إيران في إطار المساعدات العينية، التي قدمتها إيران ومؤسسة حرس الثورة للحزب ولبنان، تحت غطاء دعم الشعب اللبناني بعد حرب يوليو/تموز 2006.

ويعتبر هاشم الموسوي، شقيق النائب عن حزب الله في البقاع حسين الموسوي (أبو هشام) أحد أبرز وأخطر مصنعي حبوب الكبتاغون وأكبر المهربين؛ إذ عمد إلى إنشاء مصنعين لإنتاج هذه الحبوب واحد في منطقة بعلبك داخل مبنى أسسه ليكون حوزة علمية دينية، وآخر في منطقة "التيرو" في الشويفات جنوب العاصمة بيروت تحت عنوان "مصنع نايلون" وكل مصنع وصلت قدرته الإنتاجية إلى 100 ألف حبة يوميًّا.

وكان "حزب الله" يرسل ما ينتجه من هذه الحبوب عبر شبكات تهريب سورية – لبنانية إلى الساحل السوري وتركيا التي تعتبر طريقًا أول نحو أوروبا، كما أنه يقوم بنقلها إلى دمشق ودرعا لتصل السعودية عبر الطريق البري من الأردن، بالإضافة إلى طرقات التهريب عبر البادية السورية إلى العراق، والتي كانت سهلة بفضل شبكات المخابرات السورية والعراقية المتعاونة مع الحزب.

وحسب إحصاءات شعبة مكافحة المخدرات فقد تم ضبط نحو 12 مليون حبة كبتاغون عام 2013، أما عام 2014 فتم ضبط 5 ملايين حبة معدة للتصدير عبر مرفأ بيروت، في حين جرى مصادرة نحو 6 ملايين حبة في منطقة البقاع كانت متوجهة كلها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها إلى السعودية، كما كان مخططًا له.

المثير للدهشة أن نشاط "حزب الله" في هذا المجال يدعمه فتوى عضو مجلس شورى الحزب الشيخ محمد يزبك والتي تجيز بيع حبوب الكبتاغون المخدرة إلى كل مَن لا ينتمي إلى خط الولي الفقيه الإيراني، أي إلى كل من لا ينتمي للشيعة الذين يتبعون المرشد الإيراني علي خامنئي".

تصنيع الكبتاغون لا يحتاج إلى معدات ضخمة، فالآلة المستخدمة في تصنيعه هي عبارة عن ماكينة تصنيع "شوكولا" بعد إدخال تعديلات عليها لإنتاج حبوب صغيرة، وسبق لشعبة مكافحة المخدرات أن ضبطت محاولات لإدخال معدات تصنيع قام بها أحد تجار المعدات الطبية عبر مطار بيروت الدولي وأخرى تم ضبطها في مرفأ بيروت.

عند تشغيل ماكينة تصنيع الحبوب فإنها تكون قادرة على إنتاج نحو 700 حبة في الدقيقة، أو ما يقارب 100 ألف حبة في اليوم.

ولكن الخوف كل الخوف بأن يكون مصير هذه الملفات كمصير ملف من حاول اغتيال النائب بطرس حرب، ومن يحمى المتهمين الأربعة باغتيال الشهيد رفيق الحريري .. على أمل ألا يتم تعطيل عمل القضاء من قبل "حزب الله" الذي يسيطر على المفاصل السياسية والأمنية في لبنان.