المرأة الأردنية المتعلمة.. الأفضل في مواجهة الخلافات الزوجية
الكتب المصدر الأول للثقافة الزوجية للمرأة الأردنية
دراسة حديثة تؤكد وجود علاقة بين المستوى التعليمي للمرأة الأردنية ونسبة من يعانين من اعتلالات في العلاقة الزوجية
هل ينعكس التعليم على علاقة المرأة بزوجها؟ وهل سيوفر لها حياة زوجية آمنة تتصف بالسكينة؟ أسئلة أجابت عليها دراسة أردنية نشرها الدكتور كامل العجلوني مؤخرًا في كتابه "واقع المرأة الأردنية بين الدين والمجتمع".
وبينت تلك الدراسة وجود علاقة بين المستوى التعليمي للمتزوجات ونسبة من يعانين منهن من اعتلالات في العلاقة الزوجية، حيث أفادت الدراسة بأن 63% من غير المتعلمات يعانين من اعتلالات في العلاقة الزوجية بمقابل 53% ممن يحملن الشهادة الجامعية.
"العين" التقت مجموعة من المختصين الأردنيين لتفسير الدراسة، حيث يرى محمد الخطيب أن المرأة المتعلمة لا ينعكس تعليمها فقط على علاقتها بزوجها، بل أيضًا في تنشئة أطفالها ورعايتهم على الوجه الأمثل، وهذا الأمر يؤخذه بعين الاعتبار عندما يقع بينه وبين زوجته خلافات، لافتًا إلى أن المرأة المتعلمة في الأغلب تعمل، ولديها وعي بهذه الحياة، والصعوبات التي تواجهها، لهذا فهي تقيس الأمور بشكل مختلف عن المرأة الغير متعلمة.
ويتابع الخطيب: "لا أنكر أن هنالك زوجات غير متعلمات وأيضًا لديهن وعي، ولكن التعليم للمرأة ينعكس على كل تفاصيل حياتها بشكل مذهل، حيث تصبح قادرة على حل المشكلات، ولديها مهارات في إداره منزلها، وإداره علاقتها مع زوجها، وهذا يجعل علاقتها مع زوجها متينة، وتصبح مع الوقت المرجع الأساسي له في كل القضايا".
أما ياسر علاونة يؤكد أن المرأة المتعلمة قادرة على احتواء الرجل، وضمان استقرار زواجها بشكل أكبر من المرأة الغير متعلمة، فالتعليم يجعلها قادرة على التفكير بعقلها بشكل يفوق قلبها، ونلاحظ أن الأزواج في بداية حياتهم الزوجية يواجهون مشاكل كثيرة، ومع الوقت يندمجوا سويًا وتقل المشكلات من خلال التفاهم والتحاور.
لا وقت للمشاكل
وتوضح الأخصائية الأسرية، رانية الحاج علي، من مركز العابوره الاجتماعي، أن التعليم ينعكس على طريقة تفكير المرأة، حيث إن المرأة غير المتعلمة تهتم بالتفاصيل كثيرًا ومن الممكن أن تختلق المشكلات مع زوجها، لوجود فراغ كبير في حياتها، على عكس المتعلمة التي تعمل 9 ساعات يوميًّا وتهتم بالأولويات، وتحاول إيجاد حياة هادئة متصفة بالسكينة؛ لأنها لا تملك الوقت لاختلاق المشاكل.
وتضيف رانية: "نحاول في المركز أن نعمل على تأهيل الفتيات الغير متعلمات قبل الزواج، لينضموا لدورات خاصة في كيفية حل المشكلات، ومهارات حياتية مختلفة، وننصحهم بالقراءة والاطلاع المستمر على البرامج الاجتماعية المفيدة".
القدرة على التفاوض
الدكتورة فاطمة العقاربة من جامعة العقبة، مختصة بالشأن الاجتماعي، تبين أن هناك فرقًا واضحًا ومؤكدًا بين المرأة المتعلمة والغير متعلمة، فالتعليم يعمل على تأهيل الشخصية وتطويرها، وبالتالي هذا التعليم ينعكس في علاقة المرأة مع نفسها ومع من يحيطها.
وبدون شك سينعكس على علاقتها مع زوجها وعائلتها، فهي تصبح أكثر تفتحًا ونضوجًا وقدرة على النقاش بشكل منطقي، مما يتيح لها علاقة هادئة ومتوازنة مع زوجها، ويخفف من المشاكل بينهم، تضيف الدكتورة فاطمة.
وتوضح: "التعليم يمنح المرأة القدرة على التفاوض مع الزوج وأفراد الأسرة المختلفة، ونتيجة قراءتها للعديد من الموضوعات تصبح على دراية بأن الزواج يحمل الكثير من الصعوبات وخاصة في السنوات الخمس الأولى، وعن طريق التحاور مع الزوج، والتخفيف من حدة المشاكل، يتوصلوا إلى طريق آمن للعلاقة بينهم، في حين أن كل هذه الأساليب لا تملكها المرأة الغير متعلمة، وعدم وجود أحد يساندها سيجعلها تصل إلى طريق النهاية مع زوجها".
وتؤكد العقاربة أن المرأة اليوم أصبحت متعلمة وتشارك الرجل في الحياة الاقتصادية، ومصدر للدخل وهذا سيزيد من مكانتها في المنزل، وطبعًا خلال اطلاعها على الدراسات ستجد أن آخر الدراسات بينت أن هنالك 113 ألف امرأة مطلقة، و 14 ألف فتاة غير متزوجة، وأثناء خلافاتها مع زوجها ستعود بها الذاكرة لهذه الدراسات، وستحاول أن تعيش بشكل مناسب مع زوجها، حتى لا تفقد حياتها الزوجية.
الكتب المصدر الأول
وأخيرًا بينت دراسة "واقع المرأة الأردنية بين الدين والمجتمع" فيما يتعلق بثقافة الحياة الزوجية، حيث أظهرت بأن هذه الثقافة كانت متوفرة عند 28% من السيدات، واختلفت مصادرها حيث احتلت الكتب المصدر الأول وبنسبة 14.8% ومن ثم الصديقات وبنسبة 6.7% والأمهات بنسبة 5.8% وأخيرًا المجلات بنسبة 1.2%، وهو ما يؤكد على أهمية التعليم للمرأة.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز