في "يوم المرأة" .. بريطانيا تهدي المسلمات قانون "حظر النقاب"
استطلاعات الرأي تبين أن نحو ثلثي البريطانيين يؤيدون "حظر النقاب"، الذي يعتبره كثيرون "وسيلة قمعية يستخدمها الرجال لإخضاع النساء".
يعتقد نائب رئيس الوزراء البريطاني، بول نوتال، أن فرض حظر شامل على النقاب "الذي طال انتظاره"، سيكون بمثابة دفعة قوية للنضال من أجل المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء بريطانيا.
وفي خطاب خاص أرسله النائب لصحيفة "ذا إكسبريس" البريطانية يحث من خلاله الحكومة والعمل على تحويل اليوم العالمي للمرأة، كمنبر لإطلاق شعار لتطبيق المساواة من خلال قانون جديد يفرض منع النقاب للمرأة .
ولطالما أظهرت استطلاعات الرأي أن نحو ثلثي البريطانيين يؤيدون "حظر النقاب"، الذي يعتبره كثيرون "وسيلة قمعية يستخدمها الرجال لإخضاع النساء"، فيما أجرت صحيفة "ذا إكسبريس" البريطانية استطلاعًا على موقعها بشبكة الإنترنت، تبين نتيجته أن 97% ممن شاركوا في الاستطلاع يؤيدون حظر النقاب لأنهم يعتبرونه "قمعيًّا" يتناقض مع الثقافة البريطانية.
واجتمعت الدول الأوروبية على حظر النقاب الكامل في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا لأسباب أمنية، إلا أن الحكومة البريطانية رفضت حظر النقاب بالرغم من سلسلة النداءات العامة المطالبة بذلك، أما اليوم، فيرى النائب نوتال أن لحظة حسم النقاب لصالح المرأة في المجتمع البريطاني قد حانت، ووضعها في مكانة مساوية لمكانة الرجل.
وقال: "لا شك أن النقاب ينبغي أن يكون محظورًا في كل مكان؛ لأنه يخفي الهوية الحقيقية، خاصة في المناطق العامة، بما فيها مراكز التسوق والمباني المدنية ومحطات البنزين.
ويرى النائب نوتال أن قضية النقاب باتت مقلقة، خاصة أنه يحد من حرية الاختيار المهني والوظيفي الذي يتطلب كشف الوجه .
وتلفت الصحيفة إلى أن كثيرًا من معارضي النقاب يرون أنه يحد من حرية المرأة الشخصية، بينما ترتديه الكثير من النساء طوعًا، وليس كما يزعم البعض بسبب ضغط يتعرضن له من الرجال، الأمر الذي يعني أن حظر النقاب يُعَد انتهاكًا لحقوق هؤلاء النساء، وليس العكس.
في المقابل يقول نوتال، إن الحكومات غالبًا ما تصدر قوانين تحد من حريات معينة من أجل الصالح العام، في حين أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (حقوق الإنسان الأوروبية) قضت بأن مثل هذا الحظر يُعَد أمرًا مشروعًا وقانونيًّا.
ورغم ذلك، فإن النائب البريطاني، الذي ينتمي لحزب العمال، الذي غالبًا ما يعتبر أعضاؤه أنفسهم مناضلين من أجل تحقيق المساواة، قال إن الحزب خائف جدًّا من معالجة هذه المسألة بشكل مباشر، خوفًا من نفور الناخبين المنتمين لأقليات عرقية من الحزب مع اقتراب الانتخابات.
وفي السنوات الأخيرة تسلمت الحكومة البريطانية عدة عرائض تدعو لحظر النقاب، لكنها رفضتها جميعًا، قائلة: "نؤيد حقوق الأفراد، تماشيًا مع التقاليد البريطانية المتعلقة بالحرية والعدل".