"دي ميستورا" يتسلم رؤيتين متناقضتين للحل السياسي في سوريا
خلال لقاءه وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف
دخلت مفاوضات جنيف مرحلة البحث عن حلول لتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية والمعارضة، بعد أن تسلم المبعوث الأممي رؤية كل طرف
"تسلمت ورقة من الجانب الحكومي وكذلك من المعارضة، سنقوم بتحليلهما ونرى ماذا يمكن ان نفعل بهما".. بهذه العبارة أعلن المبعوث الأممي للأزمة السورية دي ميستورا أمس الثلاثاء في تصريحات للصحفيين انتهاء مرحلة اللقاءات البروتوكولية والدخول في صميم المفاوضات في مؤتمر " جنيف 4 ".
واستهل دي مستورا المفاوضات بلقاء وفد الحكومة السورية يوم الأثنين الماضي وتسلم منهم ورقة تعكس رؤيتهم للحل السياسي، ثم التقى أمس الثلاثاء وفد المعارضة، وتسلم ورقة مماثلة، ليبدأ في المرحلة التالية محاولات التقريب في وجهات النظر بين الورقتين.
ولا تعكس التصريحات التي خرجت عن الحكومة والمعارضة، وجود أي مساحة تسمح بحدوث تقارب بين الرؤيتين، فعضو وفد المعارضة المفاوض جورج صبرا، قال في مؤتمر صحفي بعد لقاء دي ميستورا، أنهم تمسكوا في ورقتهم بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وهي القاعدة الاساسية التي بنيت عليها عملية الانتقال السياسي في بيان جنيف 2012.
واتفقت مجموعة عمل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا ودول عربية في 30 حزيران/يونيو 2012 في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية تتضمن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، لكن الاطراف المعنية بالنزاع اختلفت على تفسير هذه المبادىء وكان مصير بشار الاسد، نقطة الخلاف الابرز.
ولم يكشف كبير مفاوضي الوفد الحكومي بشار الجعفري عن تفاصيل ورقتهم التي سلموها إلى دي ميستورا، وقال أول أمس بعد اجتماع مع المبعوث الأممي، انه قدم الى الموفد الدولي "افكارا وآراء بعنوان عناصر اساسية للحل السياسي" في سوريا.
غير أن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل بدء المفاوضات رسمت الخطوط العريضة لما ستتضمنه الورقة الحكومية، حيث قال أن "منصب الرئيس السوري خط أحمر"، وهو ما يعني أن الحديث عن هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تتشارك فيها المعارضة مع النظام، وتنتقل لها صلاحيات الرئيس، أمرا يبدو مستبعدا في الورقة الحكومية.
ويقول مراقبون، أن التنازلات التي يمكن أن تقدمها الحكومة لن تتعدى الدعوة إلى حكومة تتشارك فيها المعارضة مع النظام، وهو المقترح الذي سبق ووصفه معارض سوري في تصريحات لبوابة العين قبل يومين بـ "الفخ" الذي ينتظر المعارضة في جنيف.
فهل ينجح " دي ميستورا" فيما هو قادم في مهمة البحث عن نقاط التقاء بين الرؤيتين المتباعدتين؟
ربما تكون أحد أدواته في تحقيق ذلك، لقاء تتقابل فيه المعارضة مع النظام وجها إلى وجه، وهو أمر لم يعد مستبعدا، بعد أن أبدت بعض أطراف المعارضة السورية رغبتها في ذلك.
وقال دي ميستورا أمس، أن بعض أطراف المعارضة لديها رغبة في المفاوضات المباشرة مع وفد الحكومة.
وأبدى استعداده لتنظيم هذا اللقاء، لكنه أضاف انه يفضل الانتظار حتى تحين "اللحظة المناسبة لهذه المفاوضات المباشرة.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز