تونس تريد "إصلاح عقلية" مساجين "الإرهاب"
وزير العدل التونسي سيكلف كفاءات بـ"إصلاح عقلية" السجناء المدانين بجرائم "إرهاب" في وقت غزا فيه الفكر المتطرف سجون بلاده
أعلن وزير العدل التونسي عمر منصور الأربعاء أنه سيكلف كفاءات بـ"إصلاح عقلية" مئات السجناء المدانين في جرائم "الإرهاب" في وقت غزا فيه الفكر المتطرف العنيف السجون التونسية بحسب المسؤول عن إدارة السجون بوزارة العدل.
وقال منصور في تصريح نقلته إذاعة "شمس إف إم" الخاصة "سنحاول أن نُدخِل إلى السجون كفاءات مثقفة (..) ليس بالضرورة في المسائل الدينية (فقط) (..)، نحاول أن نتحدث معهم (المساجين) ونصلح هذا الفكر الذي عندهم".
وتساءل الوزير "الإرهابيون، في الأخير، من هم؟ هم أبناء من وطننا ضلت بهم الطريق وذهبوا في (الطريق) الخاطئ (..) وأساؤوا إلى مجتمعهم (..). نحن مع العقاب لكن لا بأس إن استطعنا إصلاح العقلية التي اخطأت ودخلتها أفكار سيئة".
ويقبع في سجون تونس اليوم نحو 2000 شخص بين مدانين في جرائم "إرهابية" وموقوفين على ذمة قضايا متعلقة بـ"الإرهاب"، بحسب صابر الخليفي مدير عام إدارة السجون والإصلاح بوزارة العدل.
والأربعاء قال كمال بربوش الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بتونس لفرانس برس "حتى موفى فبراير/ شباط الماضي، بلغ عدد قضايا الإرهاب المعروضة على القضاء التونسي 1944 قضية، وعدد الموقوفين على ذمة هذه القضايا 778 شخصا".
وأفاد صابر الخليفي في تصريح لإذاعة "شمس إف إم" "مثلما غزت هذه الظاهرة المجتمع التونسي، فإنها غزت السجون التونسية".
وأضاف "اليوم هناك ظاهرة جديدة: مساجين الحق العام يُدخلون إلينا (في السجون) الفكر المتطرف العنيف".
وتابع "انطلقنا في بث الخطاب المضاد. هؤلاء الناس (المساجين) عندهم خطاب و(نحن) نرد عليهم بخطاب مضاد، هي مساحة يجب احتلالها".
ويقول خبراء ومسؤولون أمنيون إن اكتظاظ السجون التونسية ووضع السلطات مئات من مساجين "الإرهاب" في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987-2011) في نفس الزنزانات مع مساجين الحق العام، أسهم في "تفريخ" أعداد الحاملين للفكر "التكفيري".
وبعد الإطاحة بنظام بن علي، أفرجت السلطات ضمن "عفو تشريعي عام" عن مئات من مساجين "الإرهاب" بينهم سيف الله بن حسين المعروف باسم "أبو عياض" الذي أسس في 2011 جماعة "أنصار الشريعة بتونس" التي صنّفتها تونس والولايات المتحدة الأمريكية تنظيما "إرهابيا" في 2013.
وأعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق أن كثيرا من سجناء الحق العام الذين كانوا في السجن مع سيف الله بن حسين انضموا بعد الإفراج عنهم إلى تنظيم "أنصار الشريعة بتونس".
وفي وقت سابق طالبت نقابات أمنية بفصل سجناء "الإرهاب" عن مساجين الحق العام.
وتعاني سجون تونس من "الاكتظاظ" إذ يفوق عدد نزلائها طاقة استيعابها الحقيقية "مرة ونصف" حسبما أعلن في 2014 مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بتونس.
وتقول مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول استخدام المرتزقة إن أكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما التحقوا بالإرهابيين في الخارج، لا سيما في سوريا والعراق وليبيا.