سياسة
تمدد القتال القبلي بالنيل الأزرق السودانية.. موجة نزوح ومساعٍ للتهدئة
وسط جهود حكومية للتهدئة، اتسع نطاق القتال القبلي الدائر لليوم الثالث بولاية النيل الأزرق السودانية، ليصل محطة الدمازين عاصمة الإقليم.
وقال شهود عيان في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن الدمازين عاشت يومًا داميًا السبت، بعد أن انتقلت إليها الاشتباكات القبلية، مشيرين إلى أن المدينة شهدت فوضى عارمة وحرب شوارع استخدم فيها الأسلحة النارية والبيضاء.
وبحسب شهود العيان، فإن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء هذه الاشتباكات، وسط موجة نزوح واسعة للسكان من مناطق النزاع.
وقال أحد سكان الدمازين لـ"العين الإخبارية"، إن عناصر من القبائل المتصارعة انتشرت في شوارع المدينة، مؤكدًا أنها تمارس عمليات قتل عشوائية لكل من يجدوه ينتمي لـ"الإثنية" التي تتقاتل معهم.
وأوضح المواطن، الذي رفض كشف هويته: "ظللت داخل بيتي منذ الأمس، ومعي مجموعة من منسوبي القبائل المتصارعة احتموا بي .. الوضع سيئ للغاية ولا نشعر بالأمان مطلقاً".
وفيما قال حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة، إن حكومته ستبذل ما بوسعها من أجل استتباب الأمن مرة أخرى في المنطقة، أكد أن بلاده بحاجة إلى قوات إضافية لفض النزاع الدائر حاليا بولايته.
حظر للتجوال
وكان النيل الأزرق فرض حظرا للتجوال في مدينتي الدمازين والروصيرص من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، ومنع التجمعات والمواكب لمدة شهر، ضمن جهود احتواء الصراع القبلي.
وتدور الاشتباكات بين قبائل الهوسا ومكونات قبلية أخرى في ولاية النيل الأزرق منذ ثلاثة أيام في مدينة الروصيرص، وخلفت 31 قتيلا و39 جريحا وأدت إلى حرق 16 محلا تجاريا، حسب إحصائية رسمية صادرة أمس الجمعة.
وتعود أسباب القتال وفق روايات متطابقة، إلى مطالبة قبيلة الهوسا بنظام إدارة أهلية خاصة بها، بينما ترفض مكونات قبلية أخرى تتزعمها قبيلة "البرتا" ذلك، مؤكدة أن سلطة الإدارة الاهلية تمنح لأصحاب الأرض، وأن الهوسا لا أرض لهم بالمنطقة.
وتحدثت مصادر طبية عن أوضاع حرجة في مستشفيات الدمازين والروصيرص بعد أن وصلها عشرات الجرحى، وسط مخاوف من نفاد الأدوية والمعينات الطبية.
شح الأدوية
وفي بيان صادر عنها السبت، قالت لجنة أطباء السودان المركزية، إن مستشفيي الدمازين والروصيرص يشهدان انعدامًا في المعينات الأساسية والأدوية المنقذة للحياة وأدوية الطوارئ، مشيرة إلى أن الأطباء وعموم الكوادر الصحية يعملون في ظروف معقدة.
ودعت اللجنة وزارة الصحة إلى التدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوي مع ولاية النيل الأزرق لتلبية معينات العمل وإجلاء المرضى الذين يحتاجون خدمات طبية متقدمة.
وطالب الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس في بيان صحفي بإجراءات ملموسة للسير نحو تعايش سلمي، داعيا إلى وقف الأعمال الانتقامية.
ولفترة طويلة، ظلت النيل الأزرق الولاية السودانية الوحيدة التي لم تُكو بنيران الصراعات القبلية؛ فهي لم تسجل أي نزاع قبلي خلال المدى القريب نظرا للتماسك الاجتماعي فيها والمشتركات بين الإثنيات التي تقطنها.
لكن بعد خروج "النيل الأزرق" من حرب أهلية طويلة بين الحكومة والتمرد بفضل اتفاق جوبا للسلام في السودان، باتت مهددة بفيروس الصراعات القبلية، وسط مساع لاحتواء هذه الأحداث.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز