"أبوظبي الاستراتيجي" بحلته العاشرة.. أجندة ثرية لقضايا محورية
من التحولات الجيوسياسية والجيواقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، إلى الحرب الأوكرانية، مرورا بالتنافس الصيني الأمريكي، وغيره، يتعمق "أبوظبي الاستراتيجي" هذا العام، في قضايا محورية.
هذا ما ستكون عليه النسخة العاشرة من "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي"، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسيات، في الـ13 و14 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتحت عنوان "السياسة القديمة في عصر جديد"، سوف يتعمق المشاركون في التحولات الجيوسياسية المهمة التي يشهدها العالم حاليا.
وفي لقائهم السنوي ستناقش نخبة من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين المتخصصين من أنحاء مختلفة من العالم، فيما إذا كانت الدول والكيانات العالمية لا تزال ملتزمة بالمعايير السياسية العريقة أو أنها تتطور لتلبية المتطلبات المعاصرة.
ووفق ما أعلنه المركز، يهدف الملتقى إلى فك رموز تفاعلات المشاركين العالميين في عصر الثورة الصناعية الرابعة، الذي يتميز بإنجازات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
كما ستتمحور المناقشات حول اتجاهات المشهد الجيوسياسي العالمي الراهن، وما يكتنفه من تحولات ومتغيرات مؤثرة على صعيد الأمن، والعسكرة ونشر القوة، والتحالفات الجديدة، والتحديات غير التقليدية، وفي مقدمتها التغير المناخي، وتنامي التنافس بين القوى الكبرى على المستوى الجيواقتصادي، وموارد الطاقة.
فضلا عن كيفية تعامل الدول والكيانات العالمية مع التحديات الحالية، وفعالية استراتيجياتها السياسية، والمجالات الجاهزة للتحسين.
بدورها، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي "بينما يمر العالم بتغيرات عميقة، تتسابق الدول والمجتمعات للتكيف".
مضيفة أن "أصداء الثورات الصناعية الماضية واضحة، حيث تعمل الحكومات بنشاط على دمج السياسات التي تركز على المناخ".
ملفات وجلسات
وستتراوح موضوعات الملتقى، التي تمتد على 10 جلسات، من الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة على الجبهتين الإقليمية والعالمية، إلى تفسير الديناميكيات الاستراتيجية بعد الصراع الروسي الأوكراني، وكيف أسهمت الحرب في إعادة تشكيل النظام العالمي المستقبلي وتوازنات القوة داخله.
وفيما يتعلق بالجلسة المخصصة للإمارات في اليوم الأول للملتقى أوضحت الكتبي أنها ستسلط الضوء على استراتيجيتها الإقليمية والدولية، فيما يتصل بالتفاعل مع القضايا التي تمثل أولوية عالمية، وكيف نجحت دولة الإمارات في اتخاذ موقع قيادي لها، بوصفها فاعلاً عالمياً وإقليمياً دينامياً ومنافساً، من خلال رؤية استراتيجية تشتمل على التشاركية والابتكار والتنمية المستدامة.
وسيقدم المؤتمر في يومه الأول أيضا، نظرة ثاقبة للمشهد العسكري العالمي والإنفاق على التسلح بين أبرز القوى المتنافسة في النظام الدولي، وتداعيات ذلك على البيئة الاستراتيجية العالمية؛ واتجاهات التنافس الجيواقتصادي العالمي، من حيث موارده والفاعلين فيه، وأثر التكنولوجيا الفائقة في تأجيج.
كذلك سيبحث المشاركون الاتجاهات الأمنية والجيوسياسية المتشكلة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، والدور المركزي للهند في إدارة التوازنات والتحالفات في هذه المنطقة، وآفاق التنافس الدولي في القارة الأفريقية الواعدة بالموارد والفرص.
اليوم الختامي
وفي اليوم الثاني والختامي، يبحث الملتقى مضامين الاتجاهات الجديدة والمتغيرة في كلٍّ من الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج، في ظل تحولات البيئتين الدولية والإقليمية، بما فيها الحرب الأوكرانية، وتعاظُم مظاهر التنافس الأمريكي-الصيني، والتقارب السعودي-الإيراني.
إضافة إلى تنامي أهمية دول الخليج في مجال الطاقة، وأثر كل ذلك على توازنات القوة وآفاق تفاعلاتها في هذه الدوائر جميعا
كما ستُخصَّص جلسة لمناقشة قضية التغير المناخي بوصفها تحديا مُلحّا، والمساهمة المرتقبة لمؤتمر "COP28"، الذي تستضيفه دولة الإمارات هذا العام، في وضع أجندة عمل عالمية فاعلة لمعالجة تغير المناخ ومكافحة آثاره، وتسهيل الحوار بين الدول الغنية والدول النامية حول المسألة المناخية وما تخلقه من تحديات متعددة الأبعاد، وحدود المسؤوليات المشتركة بخصوصها.
ويعد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بمثابة منتدى مهم للحوار الاستراتيجي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة ككل.
والجدير بالذكر أنه حصل على مكان بين أفضل 10 مؤتمرات عالمية في تقرير مؤشر Go To Think Tank العالمي الصادر عن جامعة بنسلفانيا منذ عام 2018.
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA= جزيرة ام اند امز