جلسة عربية تدين شرعنة أمريكا للاستيطان: "تطور بالغ السلبية"
كلمة أبوالغيط جاءت خلال اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، الإثنين، إن إعلان الولايات المتحدة شرعنة الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يعد "تطوراً بالغ السلبية".
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة؛ لمناقشة تصريحات واشنطن حول اعتبار الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة "لا يتناقض مع القانون الدولي".
وأضاف أمين عام الجامعة العربية أن "إقرار أمريكا شرعية الاستيطان لا يغير شيئاً من كون المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية ولا قانونية؛ بل يعد إقراراً بواقع الاحتلال".
وأشار إلى أن القرار الأمريكي يضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط، مؤكداً أن الاستيطان يظل نوعاً من الاحتلال وهو باطل طبقاً للقوانين الدولية.
وتابع: "نقف جميعاً مع الشعب الفلسطيني وندعمه ونحمل قضيته للعالم أجمع، فالإعلان الأمريكي بشرعنة الاستيطان يقوض عملية السلام".
وأكد أبوالغيط أن الاستيطان الإسرائيلي مهما طال به الأمد يظل "غير شرعي وإلى زوال".
من جانبه، لفت وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى أن أمريكا تحاول شطب قضية بلاده بصفتها "القضية الأولى للعرب خطوة بخطوة".
وأضاف المالكي: "شرعنة الاستيطان الإسرائيلي تهدف إلى هدم القانون الدولي وإعادة بناء العلاقات الدولية بناء على القوة، وهو قرار سياسي منحاز لدولة الاحتلال".
ونبه بأن الإدارة الأمريكية تحاول تعزيز الوضع الانتخابي للرئيس دونالد ترامب على حساب القضية الفلسطينية، معتبراً أن خطورة قرار شرعنة الاستيطان تكمن في تبعاته على قضية بلاده.
وطالب المالكي المجتمع الدولي برفض سلوك الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبة مسؤوليه على جرائمهم، وفي مقدمتها الاستيطان غير الشرعي.
بدوره، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري موقف بلاده من الالتزام بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بوضعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وجدد شكري تأكيد مصر على استمرار دعمها الكامل للشعب الفلسطيني لإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، موضحاً أن الإعلان الأمريكي بشرعنة الاستيطان يمثل عقبة حقيقية على طريق السلام المنشود فيما يخص القضية.
ورفض وزير الخارجية المصري بشكل قاطع كل القرارات "أحادية الجانب" دون إشراك الجانب الفلسطيني لحل قضيته، قائلاً: "استمرار التوسع الاستيطاني ينحدر بنا نحو العنف ويقوض عمليات السلام".
من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن بقاء المستوطنات الإسرائيلية بالأراضي المحتلة يؤثر سلبا على الحل العادل والشامل، كما يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.
وأضاف الصفدي، في كلمته، أن إسرائيل تدعي أنها تريد السلام لكنها ترتكب كل ما يقوضه.
وتابع أن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية هما الحل الذي تراه أكثرية دول العالم، مستدركا أن ذلك الحل تقتله إسرائيل.
وأوضح أن إسرائيل ضاعفت بناء المستوطنات لهذا العام، وأن أعداد المستوطنين بالضفة الغربية بلغت نحو ٢١٥ ألف مستوطن.
وشدد على أنه إذا مضت إسرائيل في خطواتها من ضم الضفة الغربية وغور الأردن، فإنها بذلك تقتل كل جهد للسلام والاستقرار.
بدوره، أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم موقف بغداد الراسخ لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأضاف الحكيم أن القرار الأمريكي بشرعنة الاستيطان يؤكد تحيز الولايات المتحدة للجانب الإسرائيلي.
وحذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من التداعيات التدميرية للمستوطنات الإسرائيلية على السلام الشامل، مؤكداً أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام وإنهاء الأزمة الفلسطينية.
ودعا المجتمع الدولي إلى التمسك بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية لحماية السلم العالمي، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه.
ووجهت الإدارة الأمريكية ضربة جديدة إلى عملية السلام، باعتبار أن الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة "لا يتناقض مع القانون الدولي".
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأسبوع الماضي "إن إقامة مستوطنات مدنية لا تتعارض مع القانون الدولي"، مضيفاً أن "الحقيقة الصعبة هي أنه لن يكون هناك أي حل قضائي للنزاع، والحجج حول من هو الصواب ومن الخطأ من حيث القانون الدولي لن تجلب السلام".
وتمثل التصريحات تراجعاً عن الرأي القانوني الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية في عام 1978، الذي نص على أن "المستوطنات في الأراضي المحتلة تتعارض مع القانون الدولي".
وأدانت السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي وروسيا القرار الأمريكي، متمسكة بموقفها بأن الاستيطان غير شرعي، ومن جهتها رحبت إسرائيل بالقرار.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز