عدن توفر بيئة مناسبة لطلاب الثانوية.. اختبارات آمنة رغم قسوة الحر
مع انطلاق اختبارات شهادة الثانوية العامة في المناطق اليمنية المحررة، قدمت عدن نموذجا فريدا في توفير بيئة مناسبة للطلاب لأداء الاختبارات رقم قساوة الطقس.
ومع أزمة الكهرباء في اليمن، ساد الخوف لدى عائلات الطلاب خاصة القاطنة في المناطق الساحلية كعدن من تأثير المناخ القاسي للغاية؛ نتيجة الصيف الساخن على على أداء الطلبة للاختبارات المركزية، بقسميها العلمي والأدبي.
لكن هذه المعضلة والظروف القاهرة لم تغفلها الجهات المعنية في الحكومة اليمنية خاصة قطاع التعليم والاختبارات في عدن، والذي اتخذ "خطوات إجرائية للحيلولة دون تأثر الطلبة بالحر الشديد وانقطاع الكهرباء" ووفر أجواء وبيئة مناسبة لآلاف الطلاب لأداء الاختبارات المركزية.
ومن بين 90 ألفاً و761 طالباً وطالبة في مختلف المناطق المحررة، كان هناك نحو 12 ألفا و957 طالبا وطالبة في عدن يؤدون الاختبارات في 69 مركزا اختباريا تم اختيارها بعناية فائقة لمساعدة الطلاب على تحقيق نتائج متميزة وتعزيز فرص نجاحهم وتفوقهم، وفقا للمسؤولين في عدن.
حلول الطاقة البديلة
يؤكد المسؤولون في وزارة التربية والتعليم في الحكومة اليمنية أن خيار الطاقة البديلة كان جزءا من إجراءات التهيئة للعملية الامتحانية، لتوفير الأجواء الملائمة للطلاب داخل مراكز الامتحان.
وفي حديثها مع "العين الإخبارية"، قالت مديرة عام مكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة عدن، الدكتورة نوال جواد إن الطاقة البديلة كانت حلا حاسما "لتفادي مشكلة الحر وانقطاع الكهرباء خلال الاختبارات".
وأضافت المسؤولة اليمنية أن مكتب الوزارة في عدن "قام بحصر المدارس التي تعمل فيها الطاقة الشمسية واختيارها واعتمادها كمراكز اختبارية، حتى لا يشعر الطلبة فيها بانقطاع الكهرباء أثناء تأدية الاختبارات".
بالإضافة إلى ذلك، "قمنا بتوفير مولدات كهربائية للمراكز الاختبارية التي لا تمتلك طاقة شمسية، وتشغيلها أثناء انقطاع الكهرباء"، وأكدت أن هذه الإجراءات أسهمت في تخفيف تأثير انقطاع الكهرباء على أداء الطلبة خلال الاختبارات الوزارية.
شكل إنساني
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أشارت جواد إلى قيام مكتب وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع مؤسسة الكهرباء العامة في عدن "من أجل برمجة ساعات الانطفاءات لتجنب التأثير على وقت الاختبارات".
ولفتت إلى أنه تم استباق الامتحانات التي انطلقت الأحد الماضي، بتنفيذ سلسلة ورش عمل مع مديري إدارات التربية ورؤساء أقسام الاختبارات بالمديريات، حول الإجراءات التربوية للتعامل مع الطلبة، وتوفير الظروف المحيطة الملائمة في المراكز الاختبارية.
وتضمنت الإجراءات كيفية تنفيذ بنود لائحة الاختبارات العامة بطريقة تربوية، وتطبيقها بشكل "إنساني يُراعي الظروف العامة التي تعيشها البلاد".
دعم صحي
ولم تقتصر الحلول التي تم اعتمادها على توفير الطاقة المضمونة للمراكز الاختبارية، والعمل على التخفيف من تأثيرات لهيب الحر على الطلبة أثناء الاختبارات، ولكنه شمل أيضًا الجانب الصحي للطلاب.
وأكدت مديرة الصحة المدرسية، في مكتب وزارة التربية والتعليم في عدن، الدكتورة نور الكوني، توزيع الإسعافات الأولية في جميع المراكز الاختبارية بمديريات عدن، استعدادا لاختبارات الثانوية.
وقالت الكوني لـ"العين الإخبارية" إنه تم تزويد جميع المراكز الاختبارية المعتمدة بأداوات الإسعافات الأولية؛ لضمان سلامة الطلاب أثناء فترة الاختبارات النهائية، التي انطلقت في 30 يونيو/حزيران الماضي، ومازالت مستمرة.
وأكدت مسؤولة الصحة المدرسية، توفير جميع المستلزمات اللازمة لضمان أداء الطلاب لاختبارات هم بسلام وأمان، مشيرة إلى أن طاقم الصحة المدرسية بمكتب وزارة التربية والتعليم جاهز لتقديم الدعم اللازم لعمليات الإشراف الصحي على المدارس.
وأعربت الكوني عن شكرها "للجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث، ومؤسسة الأمين للمساندة الإنسانية، والبرنامج الوطني للإمداد الدوائي في الحكومة اليمنية على دعمهم للمراكز الاختبارية بالمواد الإسعافية".
وكان وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية طارق العكبري، دشن يوم الأحد الماضي 30 يونيو/ حزيران في المناطق المحررة اختبارات شهادة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2023-2024.
وأكد المسؤول اليمني أن الجهات الحكومية اتخذت اجراءات فنية ولوجستية لضمان سير الاختبارات بشكل سلس وآمن، مشددًا على ضرورة التزام الوزارة بتوفير بيئة مناسبة للطلاب.
وبلغ عدد المتقدمين للاختبارات في المناطق المحررة 90 ألفاً 761 طالباً وطالبة، منهم 75 ألفاً و792 طالباً وطالبة في القسم العلمي، بينما في القسم الأدبي بلغ العدد 14 ألفاً و879 طالبًا وطالبة، وزعوا على المراكز الاختبارية بواقع 696 مركزًا للقسم العلمي، و191 للقسم الأدبي، وفقا للوزير اليمني.