أدنوك للغاز.. السهم يحلق في أول يوم تداول
بعد أن أظهر اكتتاب سهم أدنوك للغاز طلبا مرتفعا من جانب المستثمرين، الشهر الماضي، تأتي الثقة لتتعزز مرة أخرى في أول أيام تداول السهم.
تظهر شاشة التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية، الإثنين، أن القيمة السوقية لسهم شركة "أدنوك للغاز" قفز بنسبة 25% بعد دقائق من بدء التداول، ليسجل 2.96 درهم (0.80 دولار) من سعره المحدد عند 2.37 درهم (0.645 دولار) في الطرح.
وعلى الرغم من أن أول خمسة أيام من تداول أية شركة في البورصات العالمية ليست مقياسا لسعر السهم اللاحق، إلا أن قفزة سعر سهم أدنوك للغاز يعطي ترجيحا أن تسعير السهم في الطرح كان لصالح المستثمرين.
كذلك يؤكد الارتفاع اللافت في سعر السهم خلال أول أيام التداول أن شركات الطاقة التقليدية ما تزال تشكل مصدرا مهما للاستثمار العالمي من جهة، ومصدر استثمار ذا عائد مرتفع من جهة أخرى.
- سهم أدنوك للغاز يقفز في سوق أبوظبي.. متابعة لحظية لأول جلسة تداول
- إدراج "أدنوك للغاز" يقفز بقيمة الأسهم الإماراتية إلى 3.5 تريليون درهم
ويشهد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال طفرة غير مسبوقة، في وقت تراجعت استثمارات غربية في التنقيب والإنتاج، ما يعني أن أمام شركات الطاقة الحالية -خاصة في دول الخليج- فرصة لترسيخ نفسها في السوق العالمية.
وسيفتح الارتفاع الكبير في سعر السهم شهية المستثمرين مع عودة الانتعاش على سوق الأسهم، والعوائد المرتفعة المحققة، بعد عام 2022 الذي حقق نجاحا في أسواق مال دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشركة أدنوك للغاز هي شركة تابعة لشركة الطاقة الرئيسية في أبوظبي "أدنوك"، وبدأت اليوم الإثنين أول تداول لها بعد أن جمعت 2.5 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي في العالم هذا العام.
تبدأ الصفقة بما يُرجح أن يكون موجة من عمليات الإدراج القوية داخل دول الخليج، بعد الأداء القوي في العام الماضي.
كانت شركة أدنوك قد باعت حصة قدرها 5% في الشركة، التي حققت أرباحا قياسية في العام حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تسببت العملية الروسية بأوكرانيا في اضطراب أسواق الطاقة، وتسببت في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.
واكتتب المستثمرون الأساسيون، بما في ذلك الشركات الحكومية، في أسهم بقيمة 850 مليون دولار قبل إعلان التسعير النهائي.
والصفقة هي علامة على استمرار الشهية المحمومة للاكتتابات العامة الأولية من الخليج، حيث تحاول الحكومات تمويل الانتقال بعيدا عن الوقود التقليدي وجذب المزيد من المستثمرين الدوليين إلى أسواقها.
ويوصف الغاز بأنه أنظف بيئيا من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى، مع سعي دول كثيرة في العالم للحد من انبعاثاتها.
واعتبر الخبير في مجال الطاقة رودي بارودي أن الغاز الطبيعي المسال هو "أهم وقود انتقالي بينما يتم التخلي عن المواد الهيدروكربونية"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
الطرح العام الأولي هو الأكبر على الإطلاق في أبوظبي، متجاوزا صفقة شركة المواد الكيميائية بروج البالغة 2 مليار دولار في منتصف عام 2022.
وبالإضافة إلى شركة بروج باعت شركة بترول أبوظبي الوطنية حصصا في وحدتين العام الماضي، شركة أدنوك للحفر والأسمدة Fertiglobe.
ومن المرجح أن تكون أبوظبي في طليعة سوق الاكتتابات الأولية في الشرق الأوسط هذا العام، حسب تقديرات وكالة بلومبرغ.
وتدير "أدنوك للغاز" 95% من إجمالي احتياطيات دولة الإمارات من الغاز الطبيعي، التي تُعد سابع أكبر احتياطي للغاز الطبيعي على مستوى العالم.
وتوفر حوالي 60% من احتياجات دولة الإمارات من غاز المبيعات، كما تمتلك مجموعة واسعة من العملاء في أكثر من 20 دولة.
وعام 2021 أنتجت دولة الإمارات 57 مليار متر مكعب تقريبا من الغاز الطبيعي، أي 1,4 بالمئة من الإنتاج العالمي، وفقا لإحصاءات شركة "بريتيش بتروليوم".
وفي العام نفسه، صدّرت دولة الإمارات نحو 8,8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، تمثل نحو 1,7 بالمئة من حجم الصادرات العالمية، وفقا لشركة الطاقة البريطانية العالمية.
وقال بارودي إنه "مع تسارع وتيرة الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، فإن دور الغاز الطبيعي بشكل عام من المتوقع على نطاق واسع أن ينمو".
وأضاف "تتمتع أدنوك بسمعة طيبة، لذلك كان متوقّعا أن يجتذب الطرح العام في "أدنوك للغاز" اهتماما قويا".
وقد يكون الاكتتاب العام الأولي لأدنوك للغاز بداية سلسلة اكتتابات عامة أخرى في أبوظبي هذا العام.
ويُتوقّع أن تسير نحو ثماني شركات على الأقل في مجالات التكنولوجيا وإدارة الأصول والطب المتجدد على خطى أدنوك، وفق ما نقلت بلومبرغ عن سامح القبيسي، المدير العام للشؤون الاقتصادية في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز