مانينغ.. «البوصلة الصامتة» للأميرين ويليام وهاري

في ظل الدور الذي تلعبه الملكية البريطانية على مستوى العالم، حيث يرأس الملك 14 دولة ضمن دول الكومنولث، تظل صورة العائلة المالكة في الخارج، أبرز أولويات "المؤسسة الملكية".
وإدراكًا منها لأهمية هذا البُعد، وضعت الملكة إليزابيث الثانية خطة بعيدة المدى لتأهيل الأميرين ويليام وهاري لأداء دوريهما كسفيرين شابين للتاج البريطاني، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
هذه المهمة كلفت الملكة الراحلة بها، الدبلوماسي البريطاني المخضرم، السير ديفيد مانينغ، السفير السابق للمملكة المتحدة لدى واشنطن، والذي اختارته بنفسها ليكون مستشارًا خاصًا للأميرين، في مهمة امتدت نحو عقد كامل.
وكما يكشف الكاتب المتخصص في الشؤون الملكية، فالنتين لو، في كتابه "الخدم الملكيون (Courtiers)"، اشترط مانينغ أن يكون دوره استشاريًا بدوام جزئي، ومن دون أجر. والسبب في ذلك رغبته في البقاء بعيدًا عن بيروقراطية القصر، والعمل بشكل مستقل وفعّال.
الملكة وافقت دون تردد، بعدما كوّنت قناعة راسخة بأن السير ديفيد هو الأنسب لتوجيه الأميرين خلال سنوات النضج الملكي. وبالفعل، تطوّرت بين ويليام وهاري ومستشارهما علاقة ثقة وصداقة نادرة.
ويقول جيمي لوثر-بينكرتون، السكرتير السابق للأميرين، إن مانينغ كان "موضع ثقة مطلقة، ومصدرًا للحكمة، وصديقًا يستطيعان الحديث معه بعفوية".
سر النجاح
سر نجاح مانينغ في مهمته كان يكمن في أسلوبه غير النمطي، إذ لم يفرض على الأميرين مسارًا جامدًا، بل شجعهما على النمو بطريقة تتماشى مع طبيعتهما الشخصية، مع البحث عن مجالات شغف يمكن ترجمتها إلى أدوار مؤثرة داخل المؤسسة الملكية.
تُوّج هذا التوجه بإنشاء مؤسسة الأميرين الخيرية، "المؤسسة الملكية"، عام 2009، لتكون نموذجًا أكثر رشاقة وفعالية في العمل الخيري والاجتماعي، بعيدًا عن التعقيدات الإدارية. وقد مكّنت هذه المؤسسة ويليام وهاري من تحديد أولوياتهما وصياغة استراتيجيات واضحة لمبادراتهما.
وكان من أبرز إنجازاتها دعم قضايا الصحة النفسية، ومكافحة التشرد، وحماية البيئة. كما لعبت دورًا محوريًا في تمويل انطلاقة "ألعاب إنفيكتوس"، التي أسسها الأمير هاري لدعم الجنود الجرحى، بتبرع مبدئي بلغ مليون جنيه إسترليني.
وفيما بعد، انضمت كيت ميدلتون للمؤسسة عام 2011، ثم لحقتها ميغان ماركل بعد زواجها من هاري. إلا أن انسحاب الثنائي من مهامهما الملكية عام 2020 أدى إلى خروجهما من المؤسسة وتأسيس كيانهما الإعلامي والاجتماعي الخاص "آرتشويل".
أما السير ديفيد فكان قد أنهى مهمته الاستشارية في 2019، بعد عقد من العمل بصمت وتأثير. وقال متحدث باسم العائلة المالكة آنذاك: "يُعرب صاحبا السمو الملكي عن بالغ امتنانهما للسير ديفيد، الذي شكّل دعامة أساسية في نجاح جولاتهما الخارجية وبداياتهما الرسمية داخل المؤسسة الملكية".
السير ديفيد مانينغ:
- يتمتع بمسيرة دبلوماسية حافلة.
- شغل منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة بين عامي 2003 و2007.
- كان أحد أبرز مستشاري رئيس الوزراء الأسبق توني بلير في السياسة الخارجية قبيل حرب العراق.
- مثل بلاده في عواصم مثل وارسو، نيودلهي، موسكو، وتل أبيب.
- منح لقب فارس عام 2008.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز