مكتشف هالاند لـ«العين الرياضية»: مهمة المغرب صعبة في أمم أفريقيا.. وصلاح ليس «سوبرمان»
دخل التونسي محمد الساحلي التاريخ كأول مدرب عربي يشرف على فريق أوروبي في إحدى مسابقات "القارة العجوز".
وقاد صاحب الـ45 عاما نادي فولفسبرغر آي سي النمساوي خلال مواجهتي روما الإيطالي وبروسيا مونشنغلادباخ الألماني، ضمن نسخة موسم 2019-2020 من الدوري الأوروبي.
وبعد مسيرة قصيرة في تونس، هاجر محمد الساحلي للنمسا عام 2008 حيث بدأ مسيرته كصائد مواهب في فريق رد بول سالزبورغ، قبل أن يخوض مغامرات تدريبية مع فرق الشباب لسالزبورغ وليفرنيغ وغروديغ وشتورم غراتس.
تألقه مع فرق الفئات السنية جعله ينضم عام 2017 للجهاز الفني لمنتخب النمسا تحت 19 عاما حيث شغل منصب المدرب المساعد.
وفي هذا الصدد، قدم نصيحة لمسؤولي سالزبورغ بالتعاقد مع المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند بعد أن فطن لموهبته خلال المباراة التي جمعت بين منتخبي النمسا والنرويج للشباب.
وتفاعل مسؤولو النادي النمساوي إيجابيا مع نصيحة المدرب التونسي، حيث تعاقدوا مع المهاجم النرويجي عام 2019 في صفقة استفاد فيها ناديه الأسبق مولده بمبلغ 8 ملايين يورو.
وتجدر الإشارة إلى أن إيرلينغ هالاند انتقل عام 2020 لبروسيا دورتموند الألماني، ثم من بعدها لمانشستر سيتي خلال الميركاتو الصيفي لعام 2022.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث محمد الساحلي عن خطوته المستقبلية بعد حصوله على شهادة UEFA pro، الأعلى في تقييمات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
كما كشف عن مرشحيه للفوز بالنسخة الـ34 من بطولة كأس أمم أفريقيا التي ستحتضنها كوت ديفوار انطلاقا من يوم 13 يناير/كانون الثاني المقبل، بجانب تقييمه للمنتخبات العربية التي ستشارك في البطولة.
المدرب التونسي تتطرق أيضا في حواره للاعبين الذين يتوقع تأقلهم خلال المسابقة الأبرز في القارة الأفريقية، وأيضا المنتخب الذي يراه قادرا على لعب دور "الحصان الأسود" في البطولة.
فليك ورانغنيك أسهما في تكويني
أعرب محمد الساحلي عن سعادته الكبيرة بعد نجاحه في الحصول على أعلى شهادة تدريبية في قارة أوروبا، حيث قال في هذا الصدد: "قضيت 23 شهرا في فترة تدريب مكثف تحت إشراف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، توجت بالحصول على شهادة UEFA pro، مما سيسمح لي بتحقيق نقلة نوعية في مسيرتي التدريبية".
وتابع قائلا: "كنت محظوظا بالتعلم على يد مدربين عالميين سبق لهم أن حققوا إنجازات كبيرة في عالم الساحرة المستديرة، على غرار هانز فليك المدرب السابق لمنتخب ألمانيا، ورالف رانغنيك المدرب السابق لمانشستر يونايتد".
وأتم حديثه بالقول: "أعتقد أن الوقت قد حان للعودة لميدان التدريب، وأنا منفتح على جميع الاحتمالات سواء بالبقاء في أوروبا أو تدريب أحد الفرق أو المنتخبات العربية".
بطولة مفتوحة على كل التوقعات
وفي سياق آخر، تحدث محمد الساحلي عن مرشحيه للفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا التي ستنطلق منافساتها يوم السبت 13 يناير/كانون الثاني بدولة كوت ديفوار.
وقال في هذا الصدد: "أرشح 7 منتخبات للذهاب بعيدا في البطولة القارية، وهي تونس والمغرب والجزائر ومصر، فضلا عن السنغال ونيجيريا وكوت ديفوار".
وتابع قائلا: "أعتقد أن النسخة الحالية هي الأصعب منذ انطلاق المسابقة، في ظل وجود عدة منتخبات قوية بإمكانها المنافسة بجدية على اللقب".
وأتم حديثه: "المستويات متقاربة جدا بين عمالقة القارة، وأتوقع أن يكون المستوى الفني عاليا للغاية انطلاقا من الأدوار الإقصائية".
مهمة العرب صعبة
وفي معرض تقييمه لحظوظ المنتخبات العربية في بطولة كأس أمم أفريقيا، قال محمد الساحلي: "منتخب المغرب قدم مستويات عالمية رائعة في المونديال ونجح في تحقيق إنجاز كبير بتأهله للمربع الذهبي، غير أن المعادلة ستتغير بالنسبة له في كأس أمم أفريقيا باعتباره لن يجد المساحات، حيث سيسعى معظم منافسيه لغلق المساحات ولعب الهجمة السريعة".
وقال بخصوص منتخب مصر: "صحيح أن منتخب مصر يضم في صفوفه أحد أبرز النجوم العالمية وهو محمد صلاح نجم ليفربول، لكن الأخير ليس سوبرمان وليس قادرا لوحده على الفوز بالبطولة، بل يحتاج لمجموعة متكاملة تقوم كلها بأدوارها على الوجه الأكمل في الملعب".
وواصل حديثه لـ"العين الرياضية" بخصوص منتخب الجزائر: "منتخب الجزائر يبقى مرشحا تقليديا على الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا، شريطة استيعابه الدروس من أخطاء الماضي ولعبه بحقيقة مستواه".
وختم بالقول: "منتخب تونس يملك حظوظا أيضا للمراهنة على لقب البطولة، خاصة أنه يعتمد بشكل رئيسي على روح المجموعة والالتزام التكتيكي بحكم عدم امتلاكه نجما عالميا في صفوفه".
صلاح وسليماني وعمورة
وفي إجابة عن سؤال "العين الرياضية" بخصوص اللاعبين الذين يرشحهم لخطف الأضواء خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، قال محمد الساحلي: "نيجيريا تملك لاعبين مميزين مثل فيكتور أوسيمين المرشح للفوز بلقب الهداف، وهناك أيضا ساديو ماني ونيكولاس جاكسون من منتخب السنغال اللذين يعتبران من أبرز المهاجمين في القارة الأفريقية".
وأضاف: "لا يمكن أن ننسى أيضا المصري محمد صلاح والجزائريين إسلام سليماني ومحمد الأمين عمورة الذين قدموا كلهم مستويات قوية مع فرقهم في الفترة الأخيرة".
جنوب أفريقيا مفاجأة منتظرة
وفي خاتمة حواره مع "العين الرياضية"، رشح محمد الساحلي منتخب جنوب أفريقيا للعب دور "الحصان الأسود" في البطولة: "لا يمكن أن نتجاهل منتخب البافانا البافانا الذي يبقى قادرا على تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بحكم امتلاكه عدة لاعبين من أصحاب الإمكانات الهائلة".
وأتم قائلا: "صحيح أنه ابتعد في السنوات الأخيرة عن لعب الأدوار الأولى، غير أنه يبقى قادرا على مقارعة كبار القارة الأفريقية في صورة تقديمه لأفضل مستوياته".