واشنطن وطالبان.. أطول معركة قط وفأر في تاريخ أمريكا
المعارك التي تخوضها قوات أمريكا حاليا في أفغانستان ضد طالبان تعد امتدادا لأطول نزاع تخوضه خارج أراضيها في تاريخها الحديث
تعد المعارك التي تخوضها قوات أمريكا حاليا في أفغانستان ضد حركة طالبان امتدادا لأطول نزاع تخوضه خارج أراضيها في تاريخها الحديث، وهو صراع لم يزل من دون حل، وأسفر في آخر ضحاياه، اليوم الخميس، عن مقتل جنديين.
ورغم قوتها العسكرية الأكثر تطورا وعنفوانا في العالم، لم يزل فأر طالبان مستعصيا على القط الأمريكي الذي يطارده منذ أكثر من 15 عاما.
حيث شاركت القوات الأمريكية ضمن قوات "إيساف" في عملية عسكرية كبرى ضد متطرفي طالبان الذى كان مهيمنا على مساحات شاسعة من أفغانستان منذ عام 2001، أعقبها انسحاب غالبية القوات الغربية المشاركة الحرب على طالبان بأفغانستان في نهاية 2014.
اقرأ أيضا:
- قندوز.. أمريكا ترد على مصرع جنديين بغارة تقتل 30 مدنيا
- مقتل "أمير القاعدة" شرق أفغانستان ونائبه في قصف أمريكي
وبعد ذلك العام، شاركت القوات الأمريكية بالجانب الأكبر من القوات ضد التنظيم المتطرف ضمن قوات حلف الأطلسي "الناتو" في عملية عسكرية مستأنفة هناك تحمل اسم "الدعم الحازم" بمشاركة 12 ألف رجل بينهم نحو 10 آلاف أمريكي مهمتهم تدريب ومساعدة القوات الأفغانية ودعمها في محاربة حركة طالبان وتنظيم داعش المتواجد خصوصا في شرق البلاد.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يونيو/حزيران تمديد مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان، تشن القوات ضربات جوية لحماية حلفائها الأفغان أو منع تقدم المتمردين المتطرفين، ورغم ذلك لم يزل التنظيم مسيطرا على بعض المساحات من البلاد ويهدد باقي الدولة بأعماله الإرهابية.
وتسيطر الحكومة الأفغانية على نحو ثلثي مساحة البلاد فقط في حين تسيطر حركة طالبان على 10% أما المساحات المتبقية فتشهد عمليات كر وفر.
ويؤكد الحلف باستمرار في بيانات تقدم القوات الأفغانية التي أصبحت في مواجهة مباشرة مع متمردي طالبان منذ سنتين، لكن هذه القوات تتكبد خسائر كبيرة.
وأفاد تقرير أمريكي رسمي الأحد أن الخسائر التي مني بها الجيش الأفغاني خلال المعارك هذه السنة تفوق تلك التي تكبدها عام 2015، ولا سيما في قتاله الاسلاميين منذ انسحاب قوات التحالف أواخر 2014.
وكان عام 2015 موجعا للقوات الافغانية التي خسرت 5 آلاف قتيل و15 الف جريح، معظمهم في المعارك ضد طالبان، لكن خسائر السنة الحالية سجلت مزيدا من الارتفاع: فمن الأول من يناير/كانون الثاني إلى 19 أغسطس/آب، قتل بالإجمال 5523 عنصرا من قوات الأمن وفقا لتقرير فصلي لمكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، وفي الفترة نفسها، أصيب 9665 جنديا، كما أوضح التقرير.
وتتزايد أعمال العنف في الصيف "موسم المعارك" مع طالبان والمجموعات المتمردة الأخرى، لكن المتمردين يواصلون مهاجمة القوات الحكومية خلال الأشهر الأخرى من السنة، وهذا ما يعني ازدياد الخسائر.