كرزاي يتحول إلى بائع مناديل في أفغانستان.. مأساة كاملة
بعد غياب المساعدات الأجنبية وتحول عدد كبير من البالغين الأفغان إلى البطالة، تحول المزيد من الأولاد في سن الدراسة إلى معيلين لأسرهم.
وأوضح تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الأوضاع الاقتصادية السيئة في أفغانستان منذ سيطرة طالبان على الحكم في منتصف أغسطس/ آب، دفعت المئات من الأطفال إلى ترك مدارسهم والعمل في مهن التسول وجمع القمامة وتلميع الأحذية لتوفير الطعام لعائلاتهم.
قبل تسعة أشهر، كان كرزاي بالوشخل طالبًا في الصف العاشر، يتعلم الرياضيات والفيزياء وحتى القليل من تاريخ الفن. اليوم، هو بائع متجول يبيع المناشف الورقية من الباب إلى الباب ويتعلم كيفية المساومة على البنسات، ويمكنه جني حوالي 4 دولارات، وهو ما يكفي لعائلته لتناول الطعام في تلك الليلة.
التسرب من التعليم
ورغم إثارة حكومة طالبان غضبًا دوليًا لمنعها الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، فقد شجعت الأولاد على الالتحاق بالتعليم. وقال عزيز الرحمن ريان، المتحدث باسم وزارة التعليم، إن 6 ملايين ولد في المدارس حاليًا، بالإضافة إلى 2.7 مليون فتاة، على الرغم من عدم قدرة الواشنطن بوست على التحقق من هذه الأرقام.
في كابول، يذهب بعض الأولاد إلى المدرسة في الصباح، ثم يعملون بعد الظهر. ففي برنامج غير ربحي يسمى أشيانا، يحضر أكثر من 1500 فتى عامل دروسًا في الصباح ويتناولون الغداء قبل نزولهم إلى الشوارع.
ويقول يوسف نوابي، مدير المدرسة: "رحل الأثرياء، وأصبح أبناء الطبقة الوسطى فقراء، والفقراء باتوا أكثر فقراً، والمدقعين في حالة يأس"، مشيرا إلى أنه خلال العقدين الماضيين، تدفقت الأموال الدولية للبرامج الاجتماعية، وركزت على الأطفال، لكن الآن توقف كل هذا.
مأساة كرزاي
وألقى التقرير الضوء على حياة كرزاي بالوشخل طالبا في الصف العاشر، يتعلم الرياضيات والفيزياء وحتى القليل من تاريخ الفن. والذي اضطر اليوم، للعمل كبائع متجول يبيع المناشف الورقية من الباب إلى الباب ويتعلم كيفية المساومة على البنسات، ويمكنه جني حوالي 4 دولارات، وهو ما يكفي لعائلته لتناول الطعام في تلك الليلة.
الشباب مثل كرزاي، الذين نشأوا في عصر العقدين الأخيرين والأحلام الكبيرة للشباب الأفغاني في ظل وجود مدارس جديدة في جميع أنحاء البلاد وازدهار الجامعات الخاصة، كان إجبارهم على العمل الوضيع أمرًا صعبًا إلى حد بعيد.
لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة اضطرته وشقيقه الأصغر شهيد، 14 عامًا، إلى ترك المدرسة ومرافقته في جولاته اليومية.
وقال كرزاي: "أحاول إبقاء عقلي حياً، لكنني أحمل حجراً على كتفي كل يوم".