بعد انهيار عائدات "الثلاثينية".. أمريكا تفكر في "السندات المئوية"
الحكومة الأمريكية تدرس بيع سندات لمدد تتراوح ما بين 50 و100 عام كوسيلة لزيادة الاقتراض وتخفيض تكاليفه
أعادت الولايات المتحدة الأمريكية مجددا طرح فكرة إصدار سندات بعيدة الأجل "مئوية"، وذكرت وكالة أنباء بلومبرج، اليوم السبت، أن الحكومة الأمريكية تدرس بيع سندات لمدد تتراوح ما بين 50 و100 عام كوسيلة لزيادة الاقتراض وتخفيض تكاليفه، وذلك مع تراجع أسعار الفائدة على السندات البالغ مدتها 30 عاما، إلى أدنى مستوى لها هذا الأسبوع.
ونقلت الوكالة عن وزارة الخزانة الأمريكية أنها ترغب في معرفة أي من المستثمرين بإمكانه التفكير في شراء سندات مدتها 50 أو 100 عام، لتتجاوز بذلك الحد الأقصى المسموح به حاليا والبالغ ثلاثة عقود.
- تراجع عائدات السندات الصينية لأدنى مستوى منذ 3 سنوات
- "أوف أمريكا" يكشف عن تحول 18 مليار دولار صوب صناديق السندات والأسهم
بدورها، أكدت الحكومة أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد حول إطالة مدة السندات، وقالت إنها تتطلع إلى "تحديث فهمها لمتطلبات السوق".
وكانت تلك الفكرة قد تم طرحها من قبل في عام 2017، لكن تم تعليقها بعدما لم تتلق ردودا قوية.
ويأتي الإعلان عن إطالة مدة السندات بعدما هبطت عوائد السندات البالغة 30 عاما لمستوى قياسي هذا الأسبوع لأقل من 2%، وفي ظل سعي دول أخرى لتمديد سبل الاقتراض الخاصة بها باتجاه ما يعرف بـ"السندات المئوية".
وبحسب مراقبين، يشكل هذا الخيار في حال تحقيقه تغيرا تاريخيا في سوق سندات الخزينة الأمريكية التي تتجاوز قيمتها 14 تريليون دولار ولا تتجاوز آجالها حاليا 30 عاما.
وتقترض دول كثيرة على 50 عاما، منها إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وكندا، كما أصدرت المكسيك وأيرلندا وبلجيكا سندات على 100 عام.
لكن هذه الفكرة التي طرحت أثناء رئاسة باراك أوباما لم تنفذ لاعتبارات سياسية ولم تلق حماسة كبرى بحسب خبراء.
وقال نائب رئيس شركة "إف تي إن فاينانشل" جيم فوغل في وقت سابق لوكالة فرانس برس إن "السياسيين يفضلون عادة الإيحاء بأنهم سيقلصون الدين" عوضا عن زيادة الاقتراض عبر أدوات جديدة.
وقالت ديانا سوونك من "دي إس إيكونوميكس" عبر راديو "إن بي آر" "بالعادة يتم إصدار هذا النوع من السندات عند الحاجة إلى الاقتراض بكثافة" مضيفة "هل هذه فعلا الإشارة التي تريد الحكومة إرسالها؟".
فعليا الأجدى بالدولة الفيدرالية الاقتراض على المدى الطويل وبكلفة أقل مستفيدة من الفوائد المتدنية التي يتوقع أن ترتفع قريبا على ما وعد الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).
كما قد تستفيد الدولة والمستثمرون من إضفاء المرونة على إدارة الديون الفيدرالية بحسب فوغل.
لكن إصدار سندات مماثلة يبدو عملية حساسة، فيجب إصدار ما يكفي منها لضمان السيولة، وتجنب المبالغة في إصدارها لئلا تبقى عبئا بلا جدوى في حال الفشل، بحسب فوغل.