ختام منتدى الإعلام العربي.. سلطان النيادي يكشف أهم لحظات الرحلة التاريخية
شهد الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، جلسة "من الصحراء إلى الفضاء" في ختام "منتدى الإعلام العربي".
واستضافت الجلسة، سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي، في ختام أعمال المنتدى، الذي أقيم تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وحضر الجلسة محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومنى غانم المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، ورائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وسالم المري مدير مركز محمد بن راشد للفضاء، وعدد من الوزراء والمسؤولين وجمهور كبير.
مهمة تاريخية
واستعرض رائد الفضاء سلطان النيادي، خلال الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي محمد سالم في "دبي للإعلام"، تفاصيل مهمته التاريخية "طموح زايد2"، وأهم التجارب التي مر بها على متن محطة الفضاء الدولية خلال 6 أشهر في مهمة تعد الأطول عربياً، بينما تطرق إلى دور عائلته ودعمهم له، وصولاً إلى أهمية قطاع الفضاء الإماراتي وتأثيره عالمياً.
كما تحدث عن بداية حلمه أن يكون رائد فضاء، وما هي رسالته للأجيال الجديدة لإعادة أمجاد الحضارة العربية التي لطالما تميزت بثرائها الذي ألهم وأفاد الحضارة الغربية.
وفي بداية الجلسة، أوضح النيادي أن أهم اللحظات التي لن تفارقه، تلك التي دخل فيها مجال الغلاف الجوي للأرض في طريق عودته للأرض بعد انتهاء مهمته بنجاح، داخل المركبة الفضائية "دراجون"، وانعدام الجاذبية، التي كانت مؤشراً لهبوطه وعودته بسلام، فيما اعتبر ذلك أنها لحظة حرجة، خاصة أن درجة الحرارة عند الدخول بالغلاف الجوي تصل حتى 1950 درجة مئوية خارج المركبة، بينما لفت إلى قضائه نحو ساعة داخل المركبة في مياه البحر عند نقطة الهبوط، معتبراً أنه ورغم هذه التحديات إلا أن حصوله طوال 5 سنوات على تدريبات متقدمة، جعلته مؤهلاً للتعامل مع كافة هذه الظروف باحترافية.
حلم تحقق
وتحدث النيادي عن شعوره بأنه سيكون يوماً رائد فضاء، إذ أفاد يأنه كان محظوظاً بكونه عاش في منطقة أم غافة شرق مدينة العين، والتي تتمتع بطبيعة بكر، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، وكان دائماً شغوفاً بمراقبة النجوم والسماء التي ألهمته كثيراً لتحقيق حلمه، مشيراً إلى أن والداه غرسا في نفسه حب العلم والتحدي لتحقيق هدفه.
ولفت النيادي إلى دعم والدته التي أرسلت إليه رسالة خطية في محطة الفضاء الدولية، معتبراً أنها من أعظم الأشياء التي حدثت له خلال مهمته، فيما ألمح إلى أن والدته لم تكن ملمة بالقراءة والكتابة، لكنها وبعد انتهائه من التعليم، بدأت هي تتعلم حتى نجحت في ذلك، وحفظت القرآن الكريم كاملاً.
قادة الوطن
واستذكر رائد الفضاء سلطان النيادي تلك اللحظات التاريخية التي استقبله فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ أهدى رئيس الدولة العَلَم الذي صاحبه خلال مهمته السير بالفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، مؤكداً أن قادة الدولة يعملون بكل قوة لرفعة الوطن وإعلاء شأنه، وأن الفرص التي يتم توفيرها للشباب هي فارقة في حياتهم إذا ما استفادوا منها بالشكل الصحيح، ومن ثمّ رد الجميل.
وأشار النيادي إلى لحظة تقبيل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعلم الذي أحضره معه من رحلته إلى محطة الفضاء الدولية، والتي شعر حينها فعلاً بأهمية هذا الإنجاز، معتبراً أن هذا الموقف هو رسالة لكل شباب الوطن، وأن الجميع لديهم الفرصة، فيما يجب عليهم فقط اغتنامها وإنجاز ما يقومون به بنجاح، حتى يحصلون على تقدير الدولة لهم، وأن هذا الأمر ينطبق على كافة المجالات والقطاعات وليس قطاع الفضاء فقط.
تحديات كبيرة
وتطرق سلطان النيادي إلى تحديات اللحظات الأولى عند وصوله إلى محطة الفضاء الدولية، خاصة مع انعدام الجاذبية والبيئة الجديدة التي سيمكث فيها 6 أشهر كاملة، إذ ذكر أنه وزميله رائد الفضاء هزاع المنصوري، حصلا على تدريبات محترفة خلال 5 سنوات وأكثر، وأنهم قادرون على التعامل مع أية تحديات قد تواجههم، ولذلك فإن اندماجه مع البيئة الجديدة تم بسهولة وخلال مدة زمنية بسيطة، كما أنه لم يشعر بالوحدة، خاصة أن لديه يوم عمل طويل مليء بالمهمات والتجارب، التي يجب عليه إنجازها، فضلاً عن توثيق الأحداث اليومية ونقلها للجمهور العريض الذي يتابعه، معتبراً أن مهمة "طموح زايد2" كانت صعبة وتحظى بأهداف كبيرة كان عليه العمل طويلا حتى ينجح في استكمالها.
تقدير عالمي
وأشار سلطان النيادي إلى تقدير العالم للنجاحات الإماراتية في قطاع الفضاء، وأنها استطاعت وخلال فترة زمنية وجيزة، وضع بصمة عالمية كبيرة بفضل مشروعاتها النوعية التي أطلقتها، وتركت مردوداً وأثراً مهماً لدى المجتمع العلمي العالمي، ومن بينها مهمة استكشاف المريخ "مسبار الأمل" وتصنيع الأقمار الصناعية متعددة الاستخدامات، وصولاً إلى مهمة استكشاف حزام الكويكبات، ووجود طاقم وطني من 4 رواد فضاء.
وأكد أن كل ذلك أعطى دولة الإمارات ثقلاً عالمياً، واكتسبت من خلاله ثقة الدول المتقدمة في هذا القطاع، وأنه لم يكن ليحصل على مهمة السير بالفضاء خارج المحطة الدولية، إلا بفضل كفاءته، والتي جعلت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" توكل إليه تنفيذ هذه المهمة المليئة بالتحديات.
واسترجع سلطان النيادي ذكرياته حينما تم اختيار زميله هزاع المنصوري لمهمة "طموح زايد1"، والذي جعلته أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، وأنه حينها كان واثقاً أنه سينفذ هو الآخر مهمة جديدة.
وأشار إلى أن شعوره هذا كان مبنياً على كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي وعد فيها بوجود آخرين، سيسيرون على نفس خطى هزاع المنصوري، تأكيداً لاستدامة برنامج "الإمارات لرواد الفضاء"، الأمر الذي أكد ثقته أنه سينال مهمة هو الآخر، وأن الفرصة موجودة، فقط يجب أن تكون مستعداً لها.
حضارة عريقة
وألمح رائد الفضاء الإماراتي إلى أهمية تسلح الأجيال الجديدة بالعلم والمعرفة والمثابرة حتى تحقيق أحلامهم، وأن الحضارة العربية لطالما ألهمت العالم ودفعته نحو التقدم والازدهار، ولذلك فإنه آن الأوان لإعادة أمجاد الأمة واستشراف مستقبل جديد مزدهر لها.
وأردف النيادي أنه يشتاق للعودة مرة أخرى إلى الفضاء، وهو الأمر الذي تحدث فيه مع سالم المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، حينما عاد من مهمته مؤخراً، حيث قال له يجب أن يعود الإماراتيون مرة أخرى للفضاء قريباً وبالأخص القمر، متطرقاً إلى فريق مهمته "سبيس إكس كرو6" الذي قضى معهم طوال 6 أشهر، جمعتهم خلالها وحدة الهدف العلمي والرؤى المشتركة، وأنهم كانوا بمثابة عائلة واحدة.
صورة جماعية
وختم رائد الفضاء الإماراتي حديثه للجمهور بالقول إن جملة والده له أن "لكل مجتهد نصيب"، لطالما كانت عالقة في ذهنه طيلة حياته، وأنها بالفعل دافع لتحقيق أي هدف حتى لو كان صعباً ويحمل من العراقيل والتحديات الكثير، وأنه يجب دائماً أن يكون لكل شخص هدف أبعد، يتجاوز هدفه الأساسي، حتى يستطيع إنجاز أحلامه.
وفي ختام الجلسة، تم التقاط صورة تذكارية للشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، مع فريق عمل منتدى الإعلام العربي بحضور منى غانم المري وسلطان النيادي وهزاع المنصوري وعدد من حضور الجلسة.