الذكاء الاصطناعي في مواجهة تفشي فيروس كورونا
توسعت عدة دول في استخدام الروبوتات لتأدية خدمات طبية، في ظل تفشي كورونا، مثل تقديم الأدوية للمرضى ما يقلل التواصل بين أطقم الصيدلة والأطباء والمرضى.
دخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي على خط المواجهة ضد تفشي كورونا المستجد "كوفيد 19" مبكرا، حيث حذرت منصة BlueDot الكندية المتخصصة في تحليل ودراسة البيانات الطبية خلال ديسمبر/كانون الأول 2019 من انتشار حالات التهاب رئوي غير عادية تحدث حول سوق في مدينة ووهان بالصين.
ورسمت المنصة التي تعتمد خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي لرصد الأوبئة المعدينة، خريطة تتنبأ بحركة انتقال الفيروس عالميا اعتمادا على بيانات السفر والتنقل.
ورغم من تفاقم عدد الحالات المصابة المؤكدة بفيروس كورونا حتى اليوم الثلاثاء إلى 332,935 حالة، كما أودى بحياة أكثر من 14510 شخص حتى الآن، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية؛ فإن هناك نقطة مضيئة في مكافحة هذا الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة بالجائحة.
تتمثل بارقة الأمل في نجاح الصين -بؤرة الفيروس- في احتوائه حتى الآن، ووصول عدد الحالات التي تعافت إلى 73.159 ألف حالة من بين 81.171 ألف مصاب، أي نسبة الشفاء وصلت إلى 90.13%.
وعند تحليل هذه القدرة الهائلة على مكافحة الفيروس سنجد أنه بجانب استراتيجية العزل التي انتهجتها الصين، فقد أدت حلول الذكاء الاصطناعي دورا مهما في تحجيم الفيروس.
أنظمة الرقابة الجماعية
وبدأت مكافحة فيروس كورونا عبر برامج الذكاء الاصطناعي من خلال بناء الحكومة الصينية قاعدة بيانات ضخمة عن المواطنين في أنحاء البلاد حتى تتمكن من تعقب الأشخاص الذين سافروا في الفترة الأخيرة إلى مدينة ووهان الصينية.
ومن خلال تحليل خوارزميات التتبع بدأت السلطات في فتح خطوط اتصال مع المواطنين لاتخاذ إجراءات الفحص والعزل الذاتي.
وبحسب دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تعتمد الصين على تطبيقات الهواتف الذكية للقيام بأمرين رئيسيين؛ أولا التحكم في صلاحية دخول المرضى للأماكن العامة، وذلك من خلال إنشاء بطاقة تعريف إلكترونية لكل مواطن عبارة عن QR code تحدد ما إذا كان هذا الشخص سليما ولا يعاني من أعراض الفيروس، أو أن هناك احتمالية لإصابته أو أنه مصاب.
وبناء على كل مستوى يتم السماح للشخص بدخول المناطق العامة مثل المطاعم والكافيهات والمحطات والمواقف الرئيسية من عدمه.
الاستخدام الثاني للهواتف الذكية يرتكز على بناء قاعدة بيانات بالمصابين تشمل أسماءهم ومناطق إقامتهم والشركات التي يعملون بها، حتى يسهل على باقي الأشخاص معرفة المصابين، وتجنب الشركات والمناطق الموجودين بها.
تعقب حالات العزل
لضمان التزام المواطنين بالعزل الذاتي وهو إجراء مفصلي في مكافحة العدوى، استخدمت هونج كونج "أساور إلكترونية" للتعقب، وربطها بالهاتف الذكي للشخص المعزول لمراقبة تحركاته.
واشترطت الحكومة التزام الأشخاص بارتداء الأساور طول فترة العزل كشرط لعدم الخضوع للحجر الصحي.
الفحص الذاتي
طورت شركة بينغ آن للرعاية الصحية الذكية التابعة لشركة التأمين الصينية بينع آن منصة "Ask BOB" للمحادثة، وهي منصة استشارية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح التواصل مع الأشخاص والإجابة على أسئلة تتعلق بحالاتهم الصحية من أجل المساعدة في تحديد إذا ما كانت تنطبق عليهم أعراض الفيروس أم لا.
كما قامت شركة بايدو الصينية بتطوير جهاز كشف يُحمل باليد يستخدم تقنية الأشعة التي تحت الحمراء والتعرف على الوجه ليعتمد عليه في محطات السكك الحديدية والمترو، وإذ اكتشف الجهاز تسجيل درجة حرارة أي شخص 37.3 درجة، يطلق النظام إنذارا.
وبمقتضى هذا الإنذار يتولى موظفي المحطة عملية إجراء فحص ذاتي للحالة، ويتميز الجهاز بالقدرة على فحص أكثر من 200 شخص في الدقيقة، بشكل أسرع بكثير من الماسحات الضوئية الحرارية في المطارات.
شاشات ذكية
كما طورت الصين نظاما إلكترونيا في محطات القطارات والحافلات والموانئ الرئيسية يسمح للشاشات الذكية والكاميرات الحرارية بقياس درجة حرارة المرضى الموجودين في المحطات، وتطلق إنذارًا عند رصد ارتفاع في درجة حرارة أي شخص أو تظهر عليه أعراض الفيروس.
وفي الوقت ذاته، أطلقت شركة علي بابا الصينية نظام ذكاء اصطناعي لتشخيص فيروس كورونا في غضون 20 ثانية فقط، حيث يتم رصد الفيروس من خلال أشعة مقطعية للصدر بدقة تصل إلى 96%، بحسب موقع "ذا نكست ويب" الأمريكي.
وتخطط إسبانيا لاستخدام الروبوتات لإجراء اختبارات فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)؛ للمرضى بديلا عن الأطباء، لا سيما بعد ارتفاع عدد الوفيات في البلاد من جراء الفيروس الذي يجتاح العالم، بحسب شبكة الأنباء الأمريكية بلومبرج.
استخدام الروبوتات
وتوسعت عدة دول في استخدام الروبوتات في تأدية الخدمات اللوجستية الطبية، مثل تقديم الأدوية للمرضى ما يقلل التواصل بين أطقم الصيدلة والأطباء والمرضى.
كما استخدمت الصين أيضًا سيارات إسعاف بدون سائق تقوم بنقل الحالات المصابة إلى المستشفيات، دون أن يحدث احتكاك مباشر بينهم وبين غيرهم من أفراد الطواقم الطبية.
ونشرت شركة إم تي آر المسؤولة عن تشغيل السكك الحديدية في هونج كونج ربوتات لتعقيم القطارات والمحطات، ويستغرق الروبوت الواحد نحو 4 ساعات لتنظيف قطار كامل من 8 عربات.
ولجأت بكين إلى استخدام سيارات بدون سائق لتوصيل الطلبات والأغذية والمواد الطبية إلى المستشفيات، فضلا عن أن مدينة شنيانغ الصينية استخدمت الربوتات في توصيل الأغذية لنزلاء الفنادق.
من جانب آخر، تحضر الطائرات المسيرة بقوة في إدارة الأزمة؛ إذ تم استخدامها في إرسال الإمدادات الطبية، ورسم خرائط لانتشار الفيروس مثلما حدث في مدينة ووهان.
كما تطوف هذه الطائرات الشوارع والأماكن المختلفة لإعطاء التحذيرات للمواطنين المخالفين وإرشادهم
الطباعة ثلاثية الأبعاد
وتستخدم الصين تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء غرف حجر صحي مساحتها 10×10 أمتار مربعة في ساعتين فقط، وهو ما يُمكّن من بناء عدد كبير من غرف العزل تستوعب جميع أعداد المصابين في زمن قياسي.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز