زلزال ميانمار.. أكثر من 1600 قتيل وتدفق دولي للمساعدات وسط دمار واسع

تواصل تدفق المساعدات إلى ميانمار، الأحد، حيث أرسلت الدول المجاورة سفنًا حربية وطائرات محملة بمواد الإغاثة وفرق الإنقاذ، في ظل تكثيف الجهود الدولية لدعم البلاد عقب الزلزال المدمر الذي خلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وأكد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار أن الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة وضرب البلاد يوم الجمعة، أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 1600 شخص وإصابة 3400 آخرين، ليُصنف كأحد أقوى الزلازل التي شهدتها ميانمار منذ قرن.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس المجلس العسكري، الجنرال مين أونج هلاينج، دعوته جميع المستشفيات العسكرية والمدنية والعاملين في قطاع الرعاية الصحية إلى التنسيق لضمان استجابة طبية فعالة.
وتشير تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن العدد الفعلي للضحايا قد يتجاوز 10 آلاف شخص، مع توقعات بأن تفوق الخسائر حجم الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد.
كما امتد تأثير الزلزال إلى تايلاند المجاورة، حيث أدى إلى انهيار ناطحة سحاب قيد الإنشاء، مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا في العاصمة بانكوك، وفقًا للسلطات التايلاندية، بينما لا يزال 78 شخصًا على الأقل محاصرين تحت الأنقاض.
الزلزال ألحق دمارًا واسعًا بالبنية التحتية في ميانمار، متسببًا في أضرار جسيمة بالمطارات والطرق والجسور، وهو ما أدى إلى تباطؤ جهود الإغاثة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
أزمة إنسانية وسط الفوضى
تواجه ميانمار كارثة طبيعية غير مسبوقة في وقت تعاني فيه البلاد من فوضى سياسية وأمنية.
وألقت الحرب الأهلية بظلالها على الأوضاع الاقتصادية، مما أدى إلى تدهور الخدمات الأساسية، ونزوح أكثر من 3.5 مليون شخص.
في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية المعارضة، التي تضم بقايا الإدارة السابقة، تعليق العمليات العسكرية ضد المجلس العسكري لمدة أسبوعين اعتبارًا من اليوم الأحد، وأكدت أنها ستعمل بالتعاون مع قوات المقاومة ومنظمات المجتمع المدني على تنفيذ عمليات الإنقاذ.
لكن على الأرض، لا تزال المساعدات الحكومية شحيحة في بعض المناطق المنكوبة، مما دفع السكان إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية.
وفي مدينة ساجاينج، القريبة من مركز الزلزال، قال أحد السكان لوكالة رويترز: "المدينة دُمرت بالكامل، والمباني انهارت بشكل واسع. نحن بلا كهرباء منذ وقوع الكارثة، ومياه الشرب بدأت تنفد". وأضاف: "لم نتلقَّ أي مساعدات، ولم نشاهد أي فرق إنقاذ".
أما في ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد، فتُجرى عمليات الإنقاذ بشكل محدود عبر مجموعات محلية تفتقر إلى المعدات اللازمة. وقال أحد عمال الإنقاذ، طالبًا عدم الكشف عن هويته: "هناك العشرات محاصرون تحت الأنقاض، لكن لا يمكننا الوصول إليهم دون معدات ثقيلة".
جهود دولية لإنقاذ الموقف
تسارعت الاستجابة الدولية، حيث أرسلت الهند والصين وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وروسيا فرق إنقاذ وإمدادات إغاثية.
وأجرت طائرات عسكرية هندية عدة طلعات جوية لنقل الإمدادات وفرق البحث والإنقاذ إلى العاصمة نايبيداو، كما أعلنت نيودلهي عن إنشاء مستشفى ميداني في ماندالاي، بينما أبحرت سفينتان تابعتان للبحرية الهندية محملتان بالمساعدات إلى يانجون، العاصمة التجارية لميانمار.
من جانبها، أعلنت السفارة الصينية أن عدة فرق إنقاذ وصلت إلى البلاد، بما في ذلك فريق قادم برًا من إقليم يوننان جنوب غرب الصين.
وفي الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام رسمية في ميانمار بأن فريق إنقاذ مكونًا من 78 فردًا من سنغافورة، مزودًا بكلاب مدربة، يعمل حاليًا في ماندالاي للبحث عن الناجين تحت الأنقاض.
aXA6IDE4LjIxNy4xNzAuMTgg
جزيرة ام اند امز