عايدة النجار.. رحلة تأمل في التاريخ الاجتماعي للإنسان
الكاتبة الراحلة عايدة النجار تعد واحدة من الأصوات الثقافية متعددة الإسهامات في حقول الحياة الأكاديمية والأدبية والبحثية
غيّب الموت الكاتبة الفلسطينية الأردنية عايدة النجار، الأربعاء، عن عمر يناهز 81 عاما، وتعد الراحلة واحدة من الأصوات الثقافية متعددة الإسهامات في حقول الحياة الأكاديمية والأدبية والبحثية.
ولدت الدكتورة عايدة النجار في قرية لفتا القريبة من القدس عام 1938، وانتقلت مع عائلتها إثر النكبة لتعيش في الأردن منذ ذلك الحين، حيث تابعت دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية في عمّان، ونالت شهادتها الجامعية من القاهرة في علم الاجتماع عام 1960.
حصلت "النجار" على ماجستير في الصحافة والتنمية من جامعة كانساس بالولايات المتحدة، ثم دكتوراه في وسائل الاتصال الجماهيري من جامعة سيراكيوز في نيويورك.
ووهبت الراحلة حياتها في تأمل موطن ميلادها الفلسطيني، وحركة الحياة في الأردن، لا سيما الاجتماعية منها، وذلك عبر كثير من الأبحاث الأكاديمية و6 كتب تقع بين البحث والسيرة المصاغة في سرد أدبي.
كان أول كتب الراحلة عايدة النجار هو "صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن: 1900- 1948"، وهو كتاب يتضمن رسالتها للدكتوراه، وكذلك كتاب "بنات عمان أيام زمان"، و"لفتا يا أصيلة: خريفية قرية"، و"القدس والبنت الشلبية"، و"عمّان بين الغزل والعمل".
ارتبط مشروع عايدة النجار بتأمل التاريخ الاجتماعي للإنسان والمكان، والمواظبة على جمع الحكايات والتاريخ الشفهي للسكان كمصدر أصيل للكتابة، وظلت قرية لفتا التي ولدت بها، تحظى لديها بمكانة لا يمكن تفاديها.
وفي حديث سابق مع "العين الإخبارية"، قالت الراحلة عايدة النجار عن قريتها لفتا: "وُلدت في ذلك المكان الأثير في نفسي، وهو إحدى ضواحي القدس الجميلة التي تأثرت طفولتي بها، فجمال الطبيعة وذاكرة الألوان البرية، كما ذاكرة كتاب (راس روس) الذي علمني القراءة والكتابة واللعب مع أولاد وبنات الجيران في الحارة والشعور بالانتماء والهوية".
وتضيف: "القرية هي حافز للحنين للأهل الذين كانوا وكنت معهم هناك، ورحلوا دون أن يعودوا، إن الارتباط بالمكان أي مكان أحل فيه اليوم، يشعرني أن المكان الأصيل الذي ولدت فيه ظل عميقا في الذاكرة، خصوصا أن إسرائيل حرمتني منه مثل المهجرين من المدن والقرى الفلسطينية المدمرة التي تزيد على الـ500".
وتابعت: "زرت لفتا عام 2017، ما أجملها، استفزتني اعتداءات المستوطنين على المكان الجميل، ولم أجد بيتنا ولا بيت جدي الذي هدمته إسرائيل لأتحسر على فردوس سرق منا، وترك في نفسي الحنين لسنوات الطفولة المبكرة التي لا يمكن محوها، لتظل جرحا نازفا".
ونعت رابطة الكتاب الأردنيين الكاتبة الفلسطينية الأردنية عايدة النجار، وكانت الراحلة إلى جانب كتاباتها ومقالاتها في الصحافة، عملت مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
كما أسهمت في تأسيس قسم الأبحاث بوكالة الأنباء الكويتية. وفي الأردن عملت بمجال التنمية المستدامة والتخطيط الاستراتيجي في وزارات الإعلام والخارجية والتنمية الاجتماعية.