تقرير: حوادث الطيران وكرة القدم
حوادث الطيران لها ذكريات مأساوية مع الرياضة بشكل عام وكرة القدم خاصة.. تعرف على التفاصيل كاملة.
حوادث الطيران قديمة في التاريخ الإنساني، قديمة قدم حلم الطيران ذاته، قد يكون العالِم والمُخترع العربي عباس بن فرناس أولهم، ولن يكون -للأسف- المهاجم الأرجنتيني الشاب إيميليانو سالا آخرهم، فبداية من المحاولات التجريبية شديدة الجراءة وصولًا لسوء الأحوال الجوية مرورًا بأخطاء التصنيع أو الأخطاء البشرية وغيرها من أسباب حوادث الطيران، دفع الكثير والكثير من البشر حياتهم أو عانوا من إصابات رهيبة.. أو على الأقل عاشوا لحظات شديدة الرعب كانت حياتهم خلالها معلقة في الهواء.. حرفيا.
تقاطعت حوادث الطيران مع عالم الرياضة في الكثير من الحوادث، كانت البداية الأشهر مع فريق تورينو الإيطالي لكرة القدم، والذي سقطت طائرته قبل هبوطها على الأراضي الإيطالية ثم جاءت الطائرة الخاصة التي كانت تقل سالا من فرنسا إلى إنجلترا لتفتح هذا الملف من جديد بوصفها أحدثهم، وخلال الفترة الزمنية الكبيرة بين الحادثتين كان هناك الكثير من الحوادث الجوية التي لقي جراءها عدد من الرياضيين مصرعهم.
عام 1961 وبالقرب من مطار بروكسل، سقطت طائرة تحمل 55 شخصا من بينهم 18 من لاعبي هوكي الانزلاق، هم كامل قوام المنتخب الأمريكي في ذلك الوقت.. ولم ينجُ منهم أحد.
أيضًا في 1961، اختفت طائرة تضم فريق جرين كروس لكرة القدم ولم يتم العثور على حطامها إلا عام 2015 وبالصدفة البحتة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1972 وفوق جبال الأنديز، سقطت طائرة عسكرية، تابعة لسلاح الجو الأوروجواياني، وكان على متنها فريق أولد كريستيانز للرجبي، لينجو فقط 16 شخصا من أصل 40 كانوا على متنها.
شهد يوم 14 يناير/كانون الثاني سنة 1986 حادث سقوط طائرة في مالي بالقرب من جورما-راروس، وتعد المدينة واحدة من محطات التوقف في مراحل رالي باريس_داكار الشهير، وراح ضحية تلك الحادثة السائق الفرنسي تييري سابين، مؤسس رالي باريس دكار.
وفي سبتمبر/أيلول 2007، قضى سائق الراليات الاسكتلندي كولن ماكراي خلال حادث تحطم طائرة مروحية وكان معه ابنه البالغ من العمر 5 سنوات وراكبان آخران. وكان ماكراي وقتها يعد أصغر بطل راليات في العالم، إثر فوزه عام 1995 ببطولة العالم.
يوم 7 سبتمبر/ أيلول 2011، تحطمت طائرة من طراز "ياك 42" أثناء إقلاعها من إحدى المدن الروسية، لتنتهي حياة 44 إنسانا، بينهم فريق لوكوموتيف للهوكي، وهو بطل روسيا 3 مرات ويضم عددا من النجوم الدوليين، وفي مارس/آذار 2015 حدث اصطدام بين مروحيتين راح ضحيته كل من السباحة كامي موفا والبحارة فلورانس آرتو والملاكم أليكسي فاستين.
وقائع كثيرة لا يمكن حصرها بشكل كامل في سطور معدودة، فكل واقعة لها تفاصيلها وآثارها ونوادرها وأسرارها، كما يصعب جدا رصد كافة الحوادث التي ألمت بالرياضيين بشكل عام وفي كل أنحاء العالم، لذا سنركز في عرضنا على الحوادث المتعلقة فقط بلاعبي وفرق كرة القدم تحديدا.. وهي كثيرة.
جاءت البداية من فريق تورينو الرهيب وملك الكرة الإيطالية في الأربعينيات من القرن الماضي وصولا لواقعة سالا هناك أيضا العديد من الحوادث المشابهة، أقربها كان سقوط الطائرة الخاصة لرجل الأعمال التايلاندي ومالك نادي ليستر سيتي فيتشاي سريفادانابرابا، في محيط ملعب الفريق.. وأشهرها سقوط الطائرة الخاصة بمنتخب زامبيا قبالة السواحل الجابونية عام 1993.
واللافت أن أغلب تلك الحوادث وقعت خلال أهم فترات تألق الضحايا.. لتقضي بذلك على جيل هو الأفضل في تاريخ ناديه أو منتخبه أو على لاعب في بداية توهجه ولمعانه... ما جعل الجماهير في كل مرة تعطي للحادثة اسما مميزا تشير به للواقعة، تخليدا لذكرى الضحايا وتأكيدا على أنهم لن ينسوهم أبدا.
- مأساة السوبيرجا - مايو 1949
في بداية أربعينيات القرن المنصرم، كان نادي تورينو يمتلك فريقا رهيبا يسيطر على الساحة الإيطالية تماما ويرعب أقرانه في القارة العجوز، حيث فاز بالدوري الإيطالي 5 مرات متتالية مواسم (1942 /1943، 1945 /1946، 1946 /1947، 1947 /1948 و1948 /1949).
الفريق كان يمتلك سلسلة خرافية من اللاهزيمة في معقله امتدت لست سنوات، منذ 1943 وحتى 1949، عبر 93 مواجهة انتهت 83 منها بفوز تورينو الرهيب و10 منها بالتعادل، وفي خلال تلك الفترة الذهبية، حقق الفريق أكبر فوز في تاريخ النادي (10-0) وكان أمام نادي أليساندريا، كما انتصر خارج أرضه على روما بسباعية دون رد، وكانت الهيمنة المحلية للفريق تامة وبلا منازع، حتى إن المنتخب الإيطالي حين خاض مباراة ودية أمام نظيره المجري سنة 1947، كان تشكيل الأتزوري يضم 10 لاعبين من تورينو.
بعد تلك المباراة بعامين، تحديدًا يوم 4 مايو/أيار 1949، كان الفريق عائدًا من البرتغال، بعد أداء مباراة ودية أمام بنفيكا في تكريم لاعبه جوزيه فيريرا، كان الطقس في مدينة تورينو صعبا والرياح قوية والسحب كثيفة، فقرر طاقم الطائرة بقيادة عقيد سلاح الجو الإيطالي ميروني، الطيران على ارتفاع منخفض بغرض الحصول على إمكانية أعلى للرؤية، لكنه اصطدم بحائط قريب من كنيسة باسيلكا سوبرجا ففقد السيطرة أكثر وواصل التخبط ليرتطم بالكنيسة نفسها قبل أن تتحطم الطائرة تمامًا على تل سوبرجا بالقرب من تورينو.
كان على متن الطائرة 31 راكبا من ضمنهم 18 من لاعبي الفريق، بالإضافة إلى أعضاء من إدارة النادي والصحفيين المرافقين لهم بالإضافة لطاقم الطائرة.
بعد الحادث تقدم ناديا ميلان وإنتر ومعهم عدد من أندية الدوري الإيطالي بطلب إلى الاتحاد الإيطالي لمنح لقب الدوري لنادي تورينو، وبسبب الحادث سافر المنتخب الإيطالي بحرا إلى البرازيل للمشاركة في مونديال 1950.
- كارثة ميونيخ - فبراير 1958
أطفال باتسي.. هكذا كان يعرف فريق مانشستر يونايتد في خمسينيات القرن العشرين، نسبة للمدير الفني مات باسبي الذي استطاع تكوين فريق قوي هيمن على الساحة الإنجليزية وانطلق منها نحو آفاق أوروبية بحثا عن أول ألقاب إنجلترا في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
كان أطفال باتسي حصدوا لقب الدوري المحلي عامين على التوالي (1956 و1957)، وخلال سعيهم نحو ذات الأذنين كان عليهم مواجهة فريق ريد ستار بطل يوغسلافيا، "وقتها"، في دور الثمانية.. فاز الشياطين الحمر بمباراة الذهاب (2-1) في مانشستر قبل أن ينجحوا في التعادل خارج الديار بنتيجة (3-3) ليتأهل الفريق رسميًا لمباراة نصف النهائي، لكن شاءت الأقدار ألا يعود أطفال باستي من تلك الرحلة.
كان الفريق مرتبطا بمباراة في الدوري المحلي بعدها بوقت قصير، وحاولت إدارة النادي تأجيل تلك المباراة لظروف مواعيد الطيران -وقتها- لكن الاتحاد الإنجليزي رفض التأجيل، ما اضطر باسبي لاستئجار طائرة خاصة من أجل العودة سريعا لإنجلترا.
وفي رحلة العودة هبطت الطائرة في مطار ميونيخ للتزود بالوقود، حدثت مشكلة تقنية في عملية التموين، ما أدى لارتفاع ضغط الوقود ووصول المحرك لسرعته القصوى خلال عملية الإقلاع، فأوقف الطيار جيمس دين عملية الإقلاع مرتين. وفي المحاولة الثالثة أقلعت الطائرة لكن على ارتفاع منخفض جدًا لدرجة أنها اصطدمت بسياج المطار قبل أن تسقط ويقتل بداخلها 23 راكبا (8 لاعبين و3 إداريين للنادي بالإضافة 8 صحفيين واثنين من طاقم الطائرة ووكيل السفريات المسؤول عن تنظيم الرحلة وراكب آخر)، نجا من الحادث بعض اللاعبين مثل جوني بيري وجاكي بلانكفلاور.. لكن إصابتهما أجبرتهما على الاعتزال، عكس اللاعب بيل فولكيس والحارس هاري جريج اللذين استطاعا بعد أسبوعين أن يقودا الشياطين للفوز (3-0 ) على شيفيلد ونزداي في كأس الاتحاد الإنجليزي.
ونجا المدير الفني للفريق مات باسبي وإن كان أقسم على ترك اللعبة بلا عودة، قبل أن يعود مرة ثانية بعد ضغط من المقربين، وخصوصا حين قالت له زوجته: (تعلم أن الأولاد يرغبون أن تستمر مع اللعبة) في إشارة للاعبي الفريق من ضحايا.
ونجح باسبي في بناء فريق جديد قوي بقيادة ناجٍ آخر هو بوبي تشارلتون، ووصل الفريق للقمة من جديد وحصل على الدوري الإنجليزي ليعود مجددا لبطولة دوري أبطال أوروبا ويحصل على لقبها للمرة الأولى في تاريخ الأندية الإنجليزية عام 1968، حين فاز في المباراة النهائية (4-1) على بنفيكا البرتغالي بملعب ويبلدون.
وهنا وقف باسبي قائلًا مقولته التاريخية: "لحظة رفع بوبي شارلتون لـ الشامبيونز ليج.. هي أعظم ليلة وحدث في حياتي، لأنها غسلت معها كل شىء، وضمدت الجراح".
- كارثة الجابون الجوية - أبريل 1993
في بداية تسعينيات القرن العشرين، كانت زامبيا تعيش نهضة كروية لافتة، صارت أنديتها رقما صعبا في بطولات الأندية الأفريقية، ووصل بعض لاعبيها للاحتراف في كبريات الأندية الأوروبية، وعليه صار اسم الرصاصات النحاسية يدخل الرعب في قلب أعتى منتخبات القارة السوداء.
خلال التصفيات المؤهلة لمونديال أمريكا 1994، نجح المنتخب الزامبي في تجاوز المرحلة الأولى بتفوق ملحوظ للعيان، وبقي أمامه المرحلة الثانية وكانت مجموعة ثلاثية تضم بخلافهم منتخبي السنغال والمغرب، بحسب القرعة جاءت أولى مباريات منتخب زامبيا أمام نظيره السنغالي في داكار، فاستقلت بعثة المنتخب الزامبي طائرة عسكرية وفرتها لهم خصيصًا القوات الجوية هناك.
كان خط سير الرحلة يستوجب توقف الطائرة مرتين للتزود بالوقود، الأولى في الكونغو الديمقراطية "زائير سابقًا" والثانية في الجابون، لوحظ في المحطة الأولى وجود عطل طفيف في أحد المحركين، لكن الطيار اتخذ القرار بمواصلة الرحلة، لكن فور مغادرة المحطة الثانية اشتعلت النيران في المحرك المعطوب، فما كان من الطيار إلا أن أغلق هذا المحرك أملا في التمكن من العودة للمطار بسرعة معتمدًا على المحرك الثاني السليم، لكن لم ينتبه أنه أخطأ للمرة الثانية وكان خطأه هذه المرة مدمرا تمامًا حيث أغلق المحرك السليم بدلا من المشتعل، لتسقط الطائرة كالحجر قبالة سواحل الجابون وعلى متنها 30 راكبا من بينهم 25 لاعبا، لم ينجُ من تلك الرحلة المشؤومة أحد.. ولم يبقَ من المنتخب الزامبي إلا من تخلف عن الرحلة مثل قائد الفريق كالوشا بواليا، لاعب آيندهوفن الهولندي.
بعد الكارثة توقع الجميع انسحاب زامبيا من التصفيات، إلا أن كالوشا بواليا كان له رأي آخر، فقرر بناء فريق جديد من لاعبين الصف الثاني، وبعد 5 أسابيع من الكارثة تمكنت زامبيا من التغلب على منتخب المغرب 2-1 في مباراة حضرها نحو 50 ألف متفرج في ملعب الاستقلال.
وقال كالوشا: "كانت مباراة عاطفية للغاية، فأصدقاؤنا الذين فقدناهم سيطروا على فكرنا وقدمنا مستوى مميزا من أجلهم".
استطاع المنتخب الزامبي في تشكيل فرقة جديدة قوية بالفعل، لكن فشل في التأهل للمونديال في آخر لحظات آخر مباراة بالتصفيات، حيث هزموا بركلة جزاء أمام أسود الأطلسي.
وقبل انطلاق المونديال بشهرين، حقق رفاق كالوشا بواليا معجزة أخرى بالتأهل لنهائي المونديال الأفريقي في تونس، قبل الخسارة أمام نيجيريا بجيلها التاريخي الذي أبهر العالم في المونديال الأمريكي.
لكن بعد اعتزال كالوشا مرت الكرة الزامبية بفترة ثبات طويلة، قبل أن يعود منتخب الرصاصات النحاسية للواجهة بقوة عبر التتويج بكأس الأمم الأفريقية عام 2012، وتشاء الأقدار أن تكون البطولة مقامة في الجابون، موقع حادث الطائرة، ليهدوا اللقب لأرواح الجيل التاريخي لزامبيا.
- كابوس الطائرة - نوفمبر 2016
شهد عام 2016، صعود فريق برازيلي صغير للقمة حتى أطلق عليه الإعلاميون حينها ليستر سيتي البرازيلي، تيمنًا بالمعجزة الأخرى التي تحدث على الجانب الآخر من المحيط، إنه فريق نادي شابيكوينسي.
نجح الفريق في تحقيق نتائج عظيمة في الدوري المحلي أهلته للعب في بطولة سودا أمريكانا، تعادل مسابقة الدوري الأوروبي، بل نجح الفريق المغمور في الوصول لنهائي البطولة للمرة الأولى في تاريخه.. ليضرب موعدا مع فريق أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، وبالفعل استقلت بعثة الفريق الطائرة إلى مدينة ميديين الكولومبية لأداء مباراة الذهاب، لكنها كانت رحلة ذهاب بلا عودة.
في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، أقلعت الطائرة التابعة لشركة لاميا من البرازيل، لكنها توقفت في مطار مدينة سانتا كروز في بوليفيا لأسباب تقنية قبل أن تواصل طريقها إلى ميديين الكولومبية، إلا أن عطلا كهربائيا كما أبلغ الطيار، أو عدم تزود بالوقود كما قالت الشركة البوليفية، أدى لسقوط الطائرة وعلى متنها 76 شخصا، فبخلاف بعثة الفريق كان هناك أكثر من 20 صحفيا مرافقين لهم لتغطية المباراة التاريخية، قتل جميع الركاب في الحادث المروع إلا 5 أشخاص فقط نجوا من الموت بإصابات خطيرة جدًا ككسر في العمود الفقري أو بتر الساق.
إثر الحادث طالب نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي باحتساب نادي تشابيكوينسي فائزًا باللقب.. وبالفعل قرر اتحاد اللعبة في أمريكا الجنوبية (كونميبول) منح اللقب لفريق تشابيكوينسي، كما قرر الاتحاد القاري منح جائزة اللعب النظيف للنادي الكولومبي.
- مأساة كينج باور - أكتوبر 2018
في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أقيمت مباراة ليستر سيتي ضد وست هام يونايتد على ملعب كينج باور معقل الثعالب، وبعد نهايتها بالتعادل (1-1)، غادر مالك نادي ليستر سيتي، رجل الأعمال التايلاندي فيتشاي سريفادهانابرابا، الملعب في طائرته المروحية مثل كل مباراة.. لكن كانت هذه هي المرة الأخيرة.
تعطلت مروحة الذيل للطائرة الهليكوبتر الخاصة لتدور حول نفسها أعلى الملعب قبل أن تسقط في ساحة انتظار سيارات مجاورة له.
فيتشاي هو قائد نهضة الثعالب ومعجزهم التاريخية، فخلال 8 أعوام فقط من استحواذه على إدارة النادي، الذي كان ينشط في دوري الدرجة الثالثة، نجح في قيادته للتتويج بلقب البريمييرليج للمرة الأولى في تاريخه، عام 2016، ومنه للمشاركة في دوري أبطال أوروبا والوصول لدور الثمانية.
بعد أسبوعين من الحادث استضاف الثعالب فريق نادي بيرنلي فنظم أنصار الفريق مسيرة ضخمة تأبينًا للفقيد، بأن ذهبوا للملعب سيرًا على الأقدام، فيما أطلقوا عليه مسيرة الخمسة آلاف لواحد.. في إشارة لأن مكاتب المراهنات كانت ترشح ليستر عام 2016 لإحراز اللقب بنسبة 5 آلاف لواحد.
بخلاف هذه الحوادث الشهيرة التي تبقى بعض حوادث الطيران المرتبطة بكرة القدم لم تحظ بذات الشهرة والزخم الجماهيري، مثل سقوط طائرة تضم عددا من اللاعبين المرشحين للمنتخب الدنماركي الأولمبي سنة 1960، والتي راح ضحيتها 8 لاعبين كانوا في طريقهم لأداء اختبارات الانضمام للمنتخب، أو واقعة اختفاء طائرة فريق جرين كروس فوق جبال الأنديز، ولم يعثر على حطام الطائرة إلا منذ أعوام قليلة بمحض الصدفة. وواقعة الـ11 مليون في يونيو/حزيران 1989م التي راح ضحيتها 43 لاعبا هولنديا من أصول سورينامية، وحادثة باختاكور 1979 التي راح ضحيتها 17 لاعبًا من فريق باختاكور الأوزبكي، خلال حقبة الاتحاد السوفييتي.
وانضم رسميا لكل هؤلاء الضحايا اللاعب الشاب سالا، بعد أن أوقفت الشرطة بشكل رسمي عمليات البحث، قبل أن يعلن اللاعب الفرنسي ذو الأصول الأفريقية نجولو كانتي استعداده لمواصلة عملية البحث على نفقته الخاصة في مبادرة إنسانية لا يأمل أي من المتفائلين أن تنقذ اللاعب المفقود قدر ما ينتظر أن تحدد مصيره وتضمن لجثمانه تكريما لائقا.