وفاة آلان ديلون.. ساحر النساء الذي طلب «الموت الرحيم» (بروفايل)
توفي اليوم الأحد 18 أغسطس/آب الفنان الفرنسي الشهير آلان ديلون، الذي يعد واحداً من أبرز نجوم السينما في القرن العشرين.
ولد آلان فابيان موريس مارسيل ديلون في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في منطقة هوت دو سين قرب باريس بفرنسا.
عاش ديلون طفولة مضطربة ألقت بظلالها على مسيرته الفنية والشخصية، حيث كانت حياته مليئة بالتحديات والمعاناة.
طفولة مضطربة وحياة عائلية معقدة
نشأ آلان ديلون في ظل ظروف صعبة منذ نعومة أظافره، حيث انفصل والداه وهو في سن الرابعة فقط.
والده كان يدير قاعة سينما، بينما كانت والدته تعمل في صيدلية، لكن بعد الطلاق، قررت التفرغ لتربية طفلها الوحيد.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، مما جعله يعيش موزعاً بين والديه اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة بعد الانفصال، هذه الظروف أسهمت في تكوين شخصية ديلون، التي تميزت بالتعاسة والمعاناة الدائمة.
هذه الحياة الأسرية غير المستقرة انعكست بشكل كبير على مسار ديلون الدراسي، حيث لم يكن ناجحاً في دراسته بسبب تمرده وعدم انضباطه، مما أدى إلى فصله من عدة مدارس، وقد وصف ديلون نفسه في إحدى المقابلات بأنه كان "وحشاً صغيراً بالغ الشراسة"، وهي العبارة التي تعكس جزءاً من الصراع الداخلي الذي عاشه في تلك الفترة.
التحاقه بالجيش وتأثيره على حياته
في سن السابعة عشرة قرر ديلون الالتحاق بالجيش بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه طوال حياته، حيث اعتبر هذا القرار محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلاً مزعجاً.
التحق ديلون بالخدمة العسكرية وشارك في حرب الهند الصينية (فيتنام لاحقاً) كجندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، هذه التجربة العسكرية كانت نقطة تحول في حياته، حيث جرب بعدها العمل في وظائف متواضعة قبل أن يلتفت إليه المنتجون السينمائيون، ليبدأ بذلك مشواره الفني.
من جندي إلى نجم سينمائي عالمي
عقب عودته من الخدمة العسكرية في عام 1954، بدأ ديلون رحلة البحث عن ذاته في عالم السينما.
لفت انتباه المنتجين بوسامته وكاريزمته القوية، ليحصل في عام 1957 على أول أدواره السينمائية في فيلم "أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان". ولكن انطلاقته الحقيقية جاءت مع فيلم "روكو وإخوته" عام 1960، الذي وضعه على طريق الشهرة.
كان لقاؤه مع مكتشف المواهب الأمريكي هنري ويلسون نقطة تحول أخرى في حياته، حيث اجتاز معه اختبار التمثيل بنجاح، ومع ذلك رفض ديلون الانتقال إلى هوليوود وفضل البقاء في فرنسا، حيث حقق نجاحاً كبيراً بفيلمه "نون الأرجواني" في العام نفسه، الذي قدم فيه دوراً نفسياً مركباً.
تميز ديلون بأدواره في أفلام الجريمة والمغامرات، حيث برع في أفلام مثل "أي عدد يمكنه الفوز؟" (1963)، و"الساموراي" (1967)، وحقق نجاحاً كبيراً بفيلم "بورسالينو" (1970)، كما تألق في أفلام المغامرات مثل "التوليب الأسود" (1964) و"زورو" (1975). وقد نال ديلون إعجاب النقاد بفضل أدائه في أفلام مثل "السيد كلاين" (1976) و"سوان يحب" (1984).
الجوائز والأوسمة
رغم مسيرته الفنية الحافلة ترشح ديلون لجائزة "غولدن غلوب" مرة واحدة فقط في عام 1964.
إلا أنه حصل على جائزة سيزار لأفضل ممثل عام 1985، بالإضافة إلى جائزة شرفية في مهرجان برلين السينمائي عام 1995. كانت هذه الجوائز بمثابة اعتراف عالمي بموهبة ديلون وتألقه على مدار عقود.
معاناة صحية ونهاية مسيرة حافلة
في السنوات الأخيرة، عانى ديلون من مشاكل صحية خطيرة. في عام 2019 أصيب بسكتة دماغية، وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير حتى إنه طلب أن ينهي حياته بطريقة “الموت الرحيم” في مارس 2022، الأمر الذي مثل صدمة كنهاية لفنان عرف عنه طوال حياته أنه ساحر النساء.
وفي 25 يناير/كانون الثاني 2024، أصدرت محكمة في جنوب فرنسا قراراً بوضع ديلون تحت الحماية القضائية بسبب حالته الصحية المتدهورة، والتي ظلت سيئة حتى وفاته اليوم.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز