الألبان كاسدة والأبقار إلى المذابح.. الفلاحون الأتراك يستسلمون للركود
"انكماش كبير" في استهلاك الألبان ومنتجاتها عم الأسواق التركية، نتيجة إغلاق المطاعم والفنادق للوقاية من تفشي وباء كورونا.
ضرب الركود الحاد قطاع الألبان ومنتجاتها في تركيا، ما دفع المزارعين إلى بيع أبقارهم إلى المجازر لذبحها بعد أن عجزوا عن تصريف الألبان في ظل تجاهل الحكومة التركية للتداعيات الاقتصادية المقترنة بتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ونقلت صحيفة "جمهورييت"، الجمعة، عن علي جان يامان يلماز رئيس اتحاد مصدري المأكولات البحرية والمنتجات الحيوانية، أن "انكماشاً كبيراً" في استهلاك الألبان ومنتجاتها عم الأسواق التركية مؤخراً نتيجة إغلاق المطاعم والفنادق بسبب تفشي كورونا.
وتابع يلماز: "حتى يتسنى للمزارعين وشركات الإنتاج الصمود، كان ينبغي على الدولة تقديم الدعم اللازم حتى لا تتفاقم الأزمة الاقتصادية وتصل إلى الأبعاد الخطيرة التي نراها الآن".
كما طالب الحكومة بإدراج الألبان ومنتجاتها ضمن المساعدات التي تقدم للمواطنين حتى لا يتكبد قطاع إنتاجها خسائر أكثر مما تتعرض له حالياً.
وأوضح أنه وفقاً لإحصائيات معهد الإحصاء التركي، كان الأتراك يستهلكون 1.180 مليون طن شهرياً من الألبان ومنتجاتها، وبالتالي فإنه منذ تفشي الفيروس، أصبحت هذه الكميات مكدسة لدى المزارعين بينما أغلقت المطاعم والفنادق والمنتجعات أبوابها في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء.
وأردف: "هذه الأوضاع المأساوية اضطرت المزارعين إلى إرسال أبقارهم للمذابح؛ لأنهم باتوا عاجزين عن توفير تكاليف الأعلاف اللازمة لها".
وتابع محذراً: "وإذا لم تقم الدولة والجهات المعنية بها باتخاذ الخطوات اللازمة حيال هذه الأوضاع في الوقت المناسب، فستواجه البلاد أزمة كبيرة في قطاع الألبان".
وأمس الخميس، أعلن فخر الدين قوجة وزير الصحة التركي، تسجيل 2456 حالة إصابة جديدة في تركيا بكورونا، خلال الـ24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي 18135، فيما تم تسجيل 79 وفاة جديدة رفعت إجمالي الوفيات إلى 356 حالة.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ تفشي فيروس كورونا في تركيا، وتسجيل أول إصابة به في 11 مارس/آذار المنصرم، بدأت تداعياته السلبية تعمق من معاناة الاقتصاد الذي يشهد أوضاعاً متردية منذ فترة؛ على خلفية السياسات الاقتصادية التي يتبناها النظام الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.