سياسيون لـ"العين": تلويح واشنطن بخيار عسكري في سوريا "حرب إعلامية"

قاسم الخطيب قال إن تواتر التصريحات الأمريكية عن استخدام القوة العسكرية لضرب نظام الأسد واشتعال حرب كلامية بين موسكو وواشنطن مجرد بالون اختبار لجس نبض الرأي العام العالمي.
أعلنت واشنطن، عقب فشل الهدنة السورية مع موسكو، والإخفاق فى وقف القتال فى سوريا خاصة فى حلب، أنها تدرس جميع الخيارات المتاحة بشأن تسوية الأزمة في سوريا، بما فيها العسكرية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن بلاده لديها بعض من الوضوح في هذه المسألة، لكن ما زالت تفتقد إلى الكثير من التفاصيل، وتدرس ما لديها من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية المتاحة.
واعتبر سياسيون سوريون في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن تلويح واشنطن بالخيار العسكري ما هو إلا "حرب ودعاية إعلامية" مع موسكو فقط.
وقال عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري قاسم الخطيب، إن تواتر التصريحات الأمريكية عن استخدام القوة العسكرية لضرب نظام الأسد واشتعال حرب كلامية بين موسكو وواشنطن حول هذا الأمر، مجرد بالون اختبار لجس نبض الرأي العام العالمي.
(قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري)
وأضاف الخطيب أن الشعب السوري هو من نفد صبره من بشار الأسد بسبب ما يعانيه منذ 5 سنوات من قتل وتدمير البنية التحتية في سوريا، لذا لا يعول على الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بنظام الأسد.
وأوضح أن السوريين غير معنيين بـ"الحرب الكلامية" بين واشنطن وموسكو، لأن هذا يعتبر صراع مصالح بين الدول العظمى على أرض سوريا، فالخاسر الأكبر في هذا الصراع هم السوريون، لأن بشار الأسد ليس لديه ما يخسره عقب تسليمه سوريا للمليشيات الإيرانية أو حتى حزب الله الإرهابي بلبنان، ما أدى لتهجير السوريين قسريا، سواء داخل أو خارج البلاد، وقتل أكثر من نصف مليون من المدنيين الأبرياء.
(قصف حلب)
وأكد أنه خلال الاجتماعات والمفاوضات الأخيرة تم تغييب المعارضة والنظام السوري، والمسألة أصبحت بأيدي القوى العظمى، لافتاً إلى أنه على الجانب العسكري فإن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب "غير جاد بالقدر الكافي لتنفيذ مهمته" مثل روسيا التي لا تحارب داعش أو أي تنظيم إرهابي آخر، ولكن مقاتلاتها تقصف الكتائب الوطنية على الأرض.
وأشار الخطيب إلى أن "جبهة النصرة" متمركزة في ريف حلب والحدود العراقية والمناطق الجنوبية ولا يتم محارباتها على الإطلاق، كما أن داعش يصول ويجول في دير الزور والرقة.
وأشار إلى أن الجميع كان يأمل من الإدارة الأمريكية مساعدة الشعب السوري إنسانياً بعد جرائم الحرب الفظيعة التي يتعرض لها والتي تقتضي تدخلاً دولياً، لكن رد الفعل الأمريكي عبارة عن "جمل مطاطة" لا تعبر عن الواقع في سوريا، لا سيما عقب الهجمة الروسية الشرسة على مدينة حلب.
وقال الخطيب إن الوضع الحالي يقتضي إجبار النظام السوري للعودة إلى طاولة المفاوضات وتطبيق الانتقال السياسي من خلال قرار جنيف، خاصة أن الشعب السوري فقد الثقة في كل الدول الإقليمية وبعض الدول العربية ويعول حاليا على دور مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في حل الأزمة السورية.
من جانبها قالت الناشطة السياسية فيان إسماعيل، إن التهديدات الأمريكية للنظام السوري ليست سوى تهديدات ضمنية للروس والإيرانيين، موضحة أن "الجميع يعلم أن مركز القرار ليس في يد الحكومة السورية، بل بيد موسكو عسكريا وطهران سياسيا".
وأضافت فيان أنه لا خوف على سوريا من التهديدات الأمريكية، حيث إن إدارتها ليست بالغباء لتفتعل حرباً وتقف في مواجهة قوتين عسكريتين، لكنها استدركت أنه "حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون ساحة القتال هي سوريا".
وأشارت إلى أن ما وصفته بـ"السجال الخطابي" بين موسكو وواشنطن لا يمكن تسميته بأنه ناتج من أفعال الحكومة السورية، فالترجيحات تذهب نحو أن سبب الخلاف هو الاتفاق على حلب، وحاليا لا تزال هنالك اتفاقات فوق الطاولة وتحت الطاولة، لافتة إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف النقاب عن عدة أمور ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، و لعل أهم ما يتم البحث عنه هو ما سيتفق عليه الطرفان.
وأوضحت أنه على الرغم من تحول سوريا لأكبر بؤرة للإرهاب، وحال قيام الولايات المتحدة بشن حرب ستنهار سوريا نهائياً، وستنشغل تركيا مثل روسيا وأمريكا بالحرب للقضاء على الحركة الكردية في الشمال السوري.
( صورة للقصف الجوى لحلب)
لكن فيان رجحت عدم حدوث ذلك إن لم تتدخل تركيا في سوريا بشكل رسمي، مشيرة إلى أن ذلك يعني "تورطها في الحرب" الحرب التي ستصبح على 4 جبهات وستتحول تلقائياً إلى حرب عالمية، لكن في النهاية ما بين موسكو وواشنطن ليس سوى "لعبة إعلامية" رسمية، وخلافاً على الحصص ضمنياً في سوريا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز