من الملعب للسجن.. قصة التلاعب الأكبر بالدوري الجزائري
نقرير يستعرض قصة أكبر عملية تلاعب حدثت في الدوري الجزائري وتسببت في سجن فهد حلفاية مدير عام نادي وفاق سطيف.
تعيش كرة القدم الجزائرية منذ عدة أسابيع على وقع ما أصبح يسمى بـ"قضية حلفاية"، في إشارة لفهد حلفاية، المدير العام لنادي وفاق سطيف، الذي نسب إليه تسجيل صوتي يخطط فيه لترتيب نتائج بعض المباريات بهدف مساعدة فريقه على التتويج بلقب الدوري المحلي.
هذه القضية تصدرت الأخبار الرياضية في الجزائر، في ظل توقف النشاط الكروي منذ شهر مارس/اذار الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا، خاصة وأن الأمر يتعلق بعملية تلاعب صريحة بنتائج بعض مباريات الدوري الجزائري .
وكان شباب بلوزداد يتصدر الدوري الجزائري برصيد 40 نقطة قبل توقف المسابقة في مارس الماضي، متقدما بثلاث نقاط على وفاق سطيف ومولودية الجزائر.
تسجيل صادم
بداية هذه القضية كانت بتسجيل صوتي منسوب لحلفاية والذي يعرف بأنه الرجل القوي لنادي وفاق سطيف، يتحدث فيه مع وكيل اللاعبين نسيم سعداوي بخصوص ترتيبه للمباراة التي ستجمع فريقه باتحاد بسكرة.
وأشار حلفاية في حديثة مع سعداوي إلى أنه لو فاز فريقه على مضيفه اتحاد بسكرة، وخسر شباب بلوزداد أمام جمعية الشلف، فإن وفاق سطيف سيتوج بلقب الدوري، منوها أن الهبوط سيكون من نصيب نصر حسين داي ونجم مقرة.
وتغلب وفاق سطيف على اتحاد بسكرة 2-0، بينما تعادل شباب بلوزداد مع مضيفه جمعية الشلف 2-2 في الجولة الـ21، والتي أقيمت يومي 5 و7 مارس/ آذار الماضي.
ردود أفعال قوية
ردود الأفعال الرسمية على هذا التسجيل الصوتي كانت قوية، فوزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي نشر تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يدين فيها هذا التصرف، حيث اعتبر هذه الممارسات "لا أخلاقية، ولا تمت بصلة للقيم والمثل والروح الرياضية"، كما أدان بشدة "مثل هذه التصرفات الشنيعة التي تنتهك قواعد اللعبة، وتسيء إلى نزاهة وسمعة الرياضة الجزائرية".
من جهته، نشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم بيانا على موقعه الرسمي أدان فيه ما أسماه بـ"الممارسات الشنيعة".
تدخل القضاء
القضاء الجزائري لم يقف مكتوف الأيدي بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها التسجيل الصوتي المسرب، حيث استمع قاضي التحقيق بمحكمة سيدي أمحمد لفهد حلفاية، قبل أن يقرر حبسه بشكل مؤقت بتهمة ترتيب نتائج 3 مباريات خلال منافسات دوري الدرجة الأولى الجزائري.
نفس العقوبة تم تسليطها على وكيل اللاعبين نسيم سعداوي، بعد أن تم توجيه اتهامين له يتمثلان في جنحة المساس بحرية الأشخاص وجنحة التشهير بدون رخصة.
الطرف الثالث في القضية، فارس بن عيسى، رئيس اتحاد بسكرة، تم وضعه تحت الرقابة القضائية، بتهمة ترتيب نتيجة لقاء فريقه ضد وفاق سطيف.