أصله عربي.. تحقيق دولي حول محتجز الرهائن في كنيس تكساس
فتحت السلطات الأمريكية تحقيقا "دوليا" حول الرجل الذي احتجز أربعة أشخاص داخل كنيس في مدينة كوليفيل بولاية تكساس، رغم مقتله في العملية.
وقتل الرجل الذي احتجز الرهائن لساعات، وتبيّن أنّه مواطن بريطاني من أصول عربية، يدعى مالك فيصل أكرم، خلال اقتحام الشرطة للمكان فيما خرج جميع الرهائن سالمين، ولم يصب أي منهم بأذى حسب بيانات السلطات الأمريكية.
وأعلنت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا أنها اعتقلت مراهقين اثنين، مساء الأحد، على صلة باحتجاز مواطنها للرهائن داخل الكنيس اليهودي في تكساس.
وقالت شرطة مانشستر الكبرى في بيان: "اعتُقل مراهقان مساء اليوم في جنوب مانشستر. وسيبقيان محتجزين لاستجوابهما".
هوية المنفذ
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) كشف أمس الأحد هوية المشتبه به الذي قضى في العملية، قائلا إنه "مواطن بريطاني اسمه مالك فيصل أكرم يبلغ من العمر 44 عاما".
فيما قالت الشرطة الفدرالية في بيان، إنه "حتى الآن، لا مؤشر إلى ضلوع أي شخص آخر" في العملية، موضحة أن المحققين يواصلون "تحليل الأدلة في الكنيس" وأن التحقيقات مستمرة.
وسرعان ما نددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بـ"عمل إرهابي ومعاد للسامية".
وكتبت عبر تويتر: "أفكّر بالمجتمع اليهودي وبجميع الذين تضرروا من هذا العمل المشين في تكساس. ندين هذا العمل الإرهابي والمعادي للسامية. نحن إلى جانب الولايات المتحدة للدفاع عن حقوق مواطنينا وحرياتهم في وجه من يزرعون الكراهية".
وحُرّر ليل السبت-الأحد المحتجزون الأربعة، ما أثار ارتياح الولايات المتحدة. وكرّر المجتمع اليهودي والرئيس الأمريكي جو بايدن الدعوة إلى مكافحة معاداة السامية، وكذلك إسرائيل التي تابعت القضية من كثب.
وأعلن قائد شرطة كوليفيل مايكل ميلر أنّ "فريق تحرير الرهائن اقتحم الكنيس" و"المشتبه به مات"، من دون أن يُحدّد ما إذا كان أنهى حياته أو ضربته الشرطة حتى الموت.
تحقيق دولي
وبيّن مات ديسارنو من مكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس، أن الرهائن الأربع وبينهم الحاخام تشارلي سيترون-ووكر، لم يحتاجوا إلى إسعافات طبية، مؤكدًا أن محتجزهم "لم يتعرض لهم بأذى.. سنُحقّق في شأن محتجز الرهائن ومَن تواصل معهم"، في إطار تحقيق "دولي".
وقال سيترون-ووكر في بيان أمس الأحد: "لا شك في أن هذه كانت تجربة صادمة". وأضاف "نحن صامدون وسنتعافى".
من جهته قال رجل عرّف عن نفسه على أنه شقيق أكرم، في منشور على فيسبوك، إن المشتبه به كان يعاني مشاكل في الصحة العقلية، مضيفا: "نود أن نقول إننا كعائلة لا نتغاضى عن أي من أفعاله ونود أن نعتذر بصدق لكل ضحايا الحادث المؤسف"، مردفا أن عائلته تأمل في استعادة جثته، لإقامة جنازة له في بريطانيا.
وأفادت محطة "إيه بي سي نيوز" بأنّ الرجل كان يطالب بالإفراج عن عافية صِدّيقي، التي أطلقت عليها صحف أمريكيّة لقب "سيّدة القاعدة".
وصِدّيقي محتجزة الآن في قاعدة فورث وورث قرب دالاس. وسبق لتنظيمات إرهابية بينها تنظيم داعش أن طالبت بإطلاقها.
بداية القصة
وبدأت قصة احتجاز الرهائن عندما ظهر خلال بث صلاة السبت مباشرة على فيسبوك قبل انقطاعها، سماع صوت رجل مضطرب في بعض الأحيان يقول إنّ "هناك شيئا ليس على ما يُرام في أمريكا"، ويُضيف: "سأموت"، طالبًا من محادِثه مرارا التكلّم إلى "أخته" عبر الهاتف.
وقالت محامية صِدّيقي لمحطة "سي إن إن" إن موكلتها "غير ضالعة بتاتا" في عملية احتجاز الرهائن، مؤكدة أن الرجل ليس شقيقها ومشددة على أن موكلتها تندد بما حصل.
وأفاد خبراء بأنّ الكلمة التي استخدمها الرجل باللغة العربيّة مجازية، ولا تعني بالضرورة أنه شقيق صِدّيقي.
غير أن السلطات لم تؤكّد ذلك رسميا، ولم تُحدّد ما إذا كان الرجل مسلّحًا ووضع قنابل داخل الكنيس.
ولم يعطِ ديسارنو تفاصيل عن دوافع المشتبه به، موضحًا أنه بناءً على مفاوضات مطولة ومتوترة مع الشرطة، لم يكن محتجز الرهائن يستهدف على الأرجح تهديد المجتمع اليهودي.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن "امتنانه وارتياحه" لانتهاء العملية، مشددًا على أن الحادث "يذكّرنا بأن معاداة السامية لا تزال قائمة ويجب أن نستمر بمحاربتها على مستوى العالم".
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز