من زاوية إنسانية أخرى.. كيف وثق المخرج الأمريكي «براندون كرامر» هجوم 7 أكتوبر؟

طرح المخرج الأمريكي براندون كرامر فيلمه الوثائقي «هولدنج ليات» (Holding Liat) في دور العرض البريطانية في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول، بينما يُنتظر تحديد موعد عرضه في أستراليا.
يوثّق العمل تجربة أسرة إسرائيلية تعرّضت لتداعيات هجوم حركة حماس على التجمعات السكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وما تلاه من تصعيد عسكري مستمر حتى اليوم.
ينطلق الفيلم من قصة ليات أتزيلي، وهي معلمة تاريخ تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، اختُطفت خلال الهجوم، فيما قُتل زوجها آفيف أتزيلي، العضو في فريق الاستجابة الأولية بالكيبوتس.
الفيلم لا يركّز فقط على واقعة الأسر، بل يرصد رحلة العائلة في محاولة استعادة ليات، وما عانته من صراع نفسي بين الحزن والأمل وسط استمرار الحرب التي حصدت – بحسب التقديرات – حياة نحو 64 ألف فلسطيني على مدى 24 شهراً.
يظهر في مركز السرد يهودا باينين، والد ليات وأحد قدامى أعضاء حركة «هشومير هتسعير» ذات التوجه التقدمي، الذي يحاول التوفيق بين نزعته الإنسانية وحسّه السياسي أثناء سعيه لإطلاق سراح ابنته.
خلال رحلته إلى واشنطن للمطالبة بدعم قضية الأسرى، يجد نفسه وسط مظاهرة تحمل شعارات سياسية مؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتدعو لتصعيد الموقف العسكري.
هذه المفارقة تضعه في مواجهة مع منظمي الرحلة ومع ابنته الأخرى تال، التي ترى أن تحرك العائلة يجب أن يظل بعيداً عن السياسة.
يقول كرامر إن الفكرة بدأت بعد أن تواصل مع عائلة باينين عقب الحادثة بدافع القلق، دون نية مبدئية لصنع فيلم، لكن مع تصاعد الأحداث شعر بأن ما يراه يختلف عن السرد الإعلامي السائد حول عائلات الرهائن، فبدأ التصوير.
الفيلم، الذي صُوّر بكاميرا قريبة من أفراد الأسرة في لحظات التوتر والعزلة، يقدّم صورة داخلية لعائلة تتعامل مع مأساة عامة بطرق مختلفة بين جيلين أو ثلاثة.
يظهر الشريط أيضاً لحظة الإفراج عن ليات بعد 54 يوماً من احتجازها في غزة، ضمن صفقة تبادل بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، تزامنت مع تأكيد مقتل زوجها.
عند عودتها إلى منزلها المُعاد بناؤه، تتأمل ليات ما حدث بعين مختلفة، معتبرة أن التعامل مع قضيتها كقصة إنسانية فقط دون النظر إلى البعد السياسي خطأ جسيم، مؤكدة أن استمرار العنف لن يحقق الأمن لأي طرف.
ورغم انتقادات واجهها الفيلم من بعض الأوساط الإسرائيلية المحافظة، اختارت ليات الابتعاد عن الجدل عبر تجاهل وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على النقاشات الواقعية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg
جزيرة ام اند امز