هوكستاين في لبنان لنزع فتيل الحرب الشاملة.. مهمة محفوفة بالمخاطر
على وقع التوترات على الحدود اللبنانية ومخاوف من تطورها إلى حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، وصل مستشار الرئيس الأمريكي، إلى بيروت، لتجنب تصعيد خطير على طول «الخط الأزرق».
زيارة قادت آموس هوكستاين إلى لبنان، بعد أخرى أجراها لإسرائيل، آملا في أن يسهم ما في جعبته بتجنب اندلاع حرب واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومن المرتقب أن يلتقي هوكستاين، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ظهر الثلاثاء، بحسب بيان مقتضب عن الحكومة اللبنانية.
وسبق أن عقد المبعوث الخاص للإدارة الأمريكية، آموس هوكستاين، عدة جولات من الاجتماعات في إسرائيل ولبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بهدف منع المزيد من التصعيد وبدء حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان.
فما أهمية الزيارة الحالية؟
يقول الدكتور عمر دوستري، الباحث في «معهد القدس للاستراتيجية والأمن» وحركة «الأمنيين»، إن هوكستاين سيحاول التوصل إلى اتفاق شامل بين إسرائيل ولبنان، يتضمن انسحاباً إسرائيلياً (عسكرياً) من طول الحدود، وليس مجرد اتفاق لمنع التصعيد.
وتوقع، في تصريحات لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرايلية، فشل هوكستاين في المحاولة الحالية، وتكرار سيناريو المحاولات السابقة، بسبب «رفض حزب الله» سحب قواته من تحت نهر الليطاني، على حد قوله.
وأشار إلى أن حزب الله يحقق «إنجازات استراتيجية ضد إسرائيل، مثل ضرب القواعد والبنى التحتية العسكرية، وضرب الجنود، وإجلاء المدنيين الإسرائيليين من أجزاء كاملة من شمال البلاد، مع الحفاظ على توازن الردع التهديدي ضد إسرائيل».
فهل الحرب في الشمال حدث لا مفر منه؟
بحسب الباحث في «معهد القدس للاستراتيجية والأمن»، فإنه ليس أمام إسرائيل «خيار سوى الشروع في حرب واسعة النطاق وشاملة لهزيمة حزب الله من أجل توفير الأمن لمواطنيها، وتغيير الصورة الاستراتيجية، والحد من التهديدات ضدها، وهو ما يتعارض مع عملية عسكرية محدودة تهدف إلى الردع، كما حدث في حرب لبنان الثانية».
وزعم أن حزب الله يشكل حالياً أخطر تهديد لدولة إسرائيل، باستثناء إيران، مطالبًا إسرائيل بالاستفادة من الوضع الأمني الحالي.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تواصل إسرائيل تلقي إمدادات من الأسلحة الأمريكية، معظمها مخصص للاستخدام في لبنان، وليس في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل يومين، من أن إطلاق النار المكثف عبر الحدود من جماعة حزب الله اللبنانية على بلاده قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
تصعيد وتحذير
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري في بيان: «تزايد اعتداء حزب الله يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدا أوسع نطاقا، الذي يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها».
وأطلقت جماعة حزب الله المدعومة من إيران الأسبوع الماضي أكبر وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة خلال الأشهر الثمانية التي تبادلت فيها الجماعة إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع الحرب في غزة.
وبعد تبادل كثيف نسبيا لإطلاق النار على مدى الأسبوع المنقضي، تراجع إطلاق النار يوم الأحد من حزب الله، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه نفذ عدة ضربات جوية ضد أهداف للجماعة في جنوب لبنان.
وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا على التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض للأعمال القتالية على الحدود الجنوبية للبنان. وتقول جماعة حزب الله إنها لن توقف إطلاق النار ما لم يتوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
aXA6IDEzLjU5LjczLjI0OCA= جزيرة ام اند امز