"العين الإخبارية" تكشف صراع الأجنحة داخل "الحوثي".. أصاب "العمود الفقري"
وسط تصعيد حوثي على جميع الجبهات الخارجية، بدت الجبهة الداخلية متصدعة إلى حد كبير، وسط صراع دفين بين أجنحة المليشيات شق طريقه إلى العلن.
سلاح الصراع الذي طالما وجهته المليشيات إلى صدور اليمنيين انقلب عليهم، وسيكون كبار قادة المليشيات وقودًا له، ضمن مساعي إقصاء وتصفية قيادات تنافس القادمين من جبال صعدة على الحكم والنفوذ.
فماذا حدث؟
كشفت مصادر أمنية رفيعة في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، عن اعتقال مليشيات الحوثي عددا من قيادتها في العاصمة صنعاء بتهم خطيرة منها "التجسس" لصالح وكالة المخابرات الأمريكية.
وأشارت إلى أن حملة الاعتقالات المفاجئة طالت 5 من قيادات الصف الثاني، مقربين جميعهم بشكل وثيق من قيادات الصف الأول للجماعة الإرهابية.
وبحسب المصادر، فإن مليشيات الحوثي أرجعت أسباب حملة اعتقالاتها إلى معلومات واعترافات ادعت الحصول عليها من التحقيقات مع موظفي السفارة الأمريكية في صنعاء المعتقلين كـ"رهائن" منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، رغم مضي عام كامل على اعتقالهم .
ولا تزال مليشيات الحوثي تعتقل 12 عاملا من موظفي السفارة الأمريكية في صنعاء والأمم المتحدة، وتتخذهم كرهائن لمقايضة واشنطن والمجتمع الدولي على مطالب تريدها.
قيادات كبيرة
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن التحقيقات مع المعتقلين من موظفي السفارة الأمريكية كشفت عن تواصل أحد المعتقلين مع اثنين من قيادات مليشيات الحوثي الكبيرة، مما دفعها لاعتقالهما.
وبحسب المصادر، فإن أحد القيادات الذين اعتقلوا مقرب بشكل وثيق من القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي المعين محافظا لذمار، فيما يوجد آخر مقرب من شقيق زعيم المليشيات المدعو يحيى الحوثي والمعين وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها.
المصادر أشارت إلى أن المعتقلين الثلاثة الآخرين تم اعتقالهم بتهمة ارتباطهم بمسؤولين أجانب يعملون مع منظمات أجنبية تعمل في الشأن الإنساني، من خلال عملهم في ما يسمى "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي" في حكومة الانقلاب .
وبحسب المصادر، فإن القيادي الحوثي البارز عبد المحسن الطاووس المسؤول السابق عن مجلس تنسيق المساعدات "والذي يعد بوابة النشاط الإغاثي والإنساني في حكومة الانقلاب"، يواجه هو الآخر تهمة التخابر لصالح الـ"سي آي إيه"، مشيرة إلى أن القيادات الحوثية الثلاثة التي تم اعتقالها محسوبة عليه.
صراع أجنحة
ويعد اعتراف المليشيات الحوثية بوجود اختراق مخابراتي لصفوفها القيادية العليا تطورا مهما من شأنه أن يطيح بقيادات كبيرة، إضافة إلى أن ملف التخابر لصالح المخابرات الأمريكية سيصبح هو السلاح الأهم في معركة الصراع بين أجنحة المليشيات، ومبررا كافيا لإقصاء وتصفية قيادات تنافس القادمين من جبال صعدة على الحكم والنفوذ .
كما يمثل حضور 3 قيادات حوثية كبيرة داخل دائرة الاتهام، بالتورط في علاقات أمنية مع مخابرات دولية مؤشرا على حدة الصراع بين قيادات وأجنحة المليشيات.
ووفقا للمصادر، فإن هناك اختراقًا كبيرًا لصفوف الحوثي تسعى المليشيات لتوظيفه، أملا في إزاحة بعض القيادات، بذريعة فشلها ضمن صراع الأجنحة الحوثية.
وتتنازع أجنحة وقيادات عديدة قرار المليشيات الحوثية فيما يحتكر زعيم المتمردين ومعه مجموعة صغيرة من المستشارين الإيرانيين وحزب الله اللبناني، التحكم في المشهد العام داخل المليشيات.