استياء في لبنان بعد توقيف رجل دين قادما من إسرائيل واتهامات لحزب الله
توقيف رجل دين مسيحي لبناني قادماً من إسرائيل، أثار ردود فعل غاضبة محليًا، في واقعة اعتبرتها مصادر محاولة للضغط على البطريرك الراعي.
ووصل المطران موسى الحاج راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، في الطائفة المارونية، معبر الناقورة (الحدود اللبنانية الإسرائيلية البرية) عائداً إلى لبنان، إلا أن مركز الأمن العام، أوقفه وأجرى تحقيقًا معه استمر 11 ساعة.
وبحسب المعلومات المسربة فإن التوقيف جاء بناء على قرار من قاضي التحقيق العسكري فادي عقيقي، مشيرة إلى أن المطران شعر بالمهانة نتيجة إخضاعه لتفتيش دقيق شمل كل الأغراض التي ينقلها معه، والتي كانت عبارة عن أدوية ومساعدات لعائلات لبنانية، دون مراعاة لمركزه الديني وكونه نائباً بطريركياً يمثل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.
وبحكم وظيفته ومهامه الدينية، يتنقل المطران الحاج بين لبنان وإسرائيل، في وضع يتمتع به رجال الدين المسيحيون اللبنانيون الذين يخدمون الرعايا هناك.
وأثارت واقعة توقيف المطران وتفتيشه استياء كنسياً عارماً، لا سيما وأنه نائب بطريركي عام، وهو راعٍ لأبرشية حيفا ومطران للأراضي المقدسة وللمملكة الهاشمية.
استياء كنسي
إلا أن مصادر سياسية متابعة ربطت مسألة توقيف المطران موسى الحاج بمحاولة الضغط على البطريرك الراعي لتغيير مواقفه الثابتة من الوضع في لبنان والمتعلقة بالسيادة التامة، وبتحرير قرار الشرعية، وانتخاب رئيس للجمهورية يستطيع أن ينقذ لبنان من الانهيار وانتقاده الدائم لسلاح “حزب الله.
من جانبه، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إنه "ليس مفهوماً أبداً أن يقوم الأمن العام بتوقيف النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية في الطائفة المارونية المطران موسى الحاج عند معبر الناقورة لدى عودته إلى لبنان، والتحقيق معه لساعات طويلة متواصلة ومن ثم استدعاؤه من قبل قاضي التحقيق العسكري فادي عقيقي للتحقيق معه في المحكمة العسكرية يوم غد الأربعاء".
وأوضح في بيان، أن "المطران الحاج هو نائب بطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، ومن صلب مهامه زيارة الأديار المارونية في تلك الديار والاطلاع على شؤونها وترتيب أمورها".
رسالة للبطريرك الراعي
وأشار إلى أن "استدعاء المطران الحاج إلى التحقيق في المحكمة العسكرية، ليس انطلاقاً من شبهة أو دليل أو قرينة ما، بل نعتبره رسالة إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انطلاقاً من مواقفه الوطنية".
وأضاف جعجع، أن "القاضي فادي عقيقي وفي مناسبات عدة قبل الآن، أثبت أنه موجود في المحكمة العسكرية لا لإحقاق الحق والسهر على أمن البلاد والعباد"، مطالبًا "رئيس مجلس القضاء الأعلى والمدعي العام التمييزي لوضع حد لتصرفات القاضي عقيقي وصرف النظر عن استدعاء المطران الحاج والاستماع إليه".
بدروه، غرّد النائب الياس حنكش عبر "تويتر"، قائلا: "العميل هو من يخدم مصالح دول خارجية وليس من يخدم أبناء رعيته أينما كانوا"، في إشارة إلى حزب الله.
وقال النائب سليم الصايغ في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر": "إيقاف النائب البطريركي الماروني على القدس والأراضي المقدسة المطران موسى الحاج.. لا بكركي ولا الموارنة ولا أحرار لبنان يهابون هذه السلطة البشعة".
بدوره قال النائب السابق فارس سعيد: "طالب البابا بنديكتوس السادس عشر من بيروت في عام 2012 رفع الحواجز أمام المؤمنين لزيارة القدس منعاً من تهويدها وحقاً للمسيحيين و المسلمين معاً"، متسائلا: "لماذا أوقفتم مطران ماروني يزور القدس منذ 2000 سنة؟!" وختم: "دوافعكم لا تقنعنا ورسالتكم وصلت".
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز