بابلو بيكاسو.. ٤٦ عاما على رحيل مؤسس المدرسة التكعيبية

منظمة الأمم المتحدة أطلقت جائزة "ميدالية بيكاسو" في 1981 تكريما للفنان العالمي بيكاسو، وتمنح للشخصيات الثقافية والفنية الأبرز في الفن.

يحيي العالم ذكرى رحيل الفنان الشهير بابلو بيكاسو، الإثنين، الموافق 8 أبريل/نيسان، أحد أشهر الفنانين التشكيليين في القرن العشرين، إذ كرس نحو 80 عاما من عمره لإنتاج أعمالٍ فنية أسهمت في تطور الفن الحديث.

• "جرنيكا".. أهوال الحرب بريشة بيكاسو

ولد الفنان العالمي في مالقة الإسبانية 25 أكتوبر/تشرين الأول 1881، من أب احترف الفن يدعى خوسيه روز بلاسكو، وفي عمر مبكرة أظهر بياكسو موهبة فنية عالية، ليبدأ والده تعليمه الرسم، وبمجرد بلوغه الـ13 من عمره تفوق على موهبة والده وقرر ترك المدرسة والتفرغ لهوايته.

وفي عام 1895، أرسل خوسيه ابنه إلى مدريد ليدرس بأكاديمية سان فرناندو، وكانت الأبرز في ذلك الوقت، وبعدها توجه إلى باريس لإكمال دراسته.

المرحلة الزرقاء 

في الفترة بين عامي 1901 و1904 تنقل بيكاسو بين برشلونة وفرنسا وتعرف على أصدقاء كثر، أبرزهم كارلوس كاساجيماس الذي انتحر، ما أثر على الفنان العالمي ودفعه لاستخدام اللون الأزرق بغزارة في لوحاته كافة؛ تعبيرا عن حزنه الشديد، وحكى بيكاسو عبر لوحاته ملامح البؤس الإنساني، ومن أشهر إبداعاته في ذلك الوقت لوحة "دفن كاساجيماس".

المرحلة الوردية

بين عامي 1904 و1905 طغى اللون الوردي على معظم لوحات بيكاسو، وركزت بشكل كبير على أعمال السيرك والبهلوانات، كما تأثرت جميعها بالطابع الإغريقي، ومن أبرز لوحاته في تلك الفترة "آنسات أفنينيون".

المدرسة التكعيبية

يعد بيكاسو من أشهر رواد المدرسة التكعيبية، خاصة بين عامي 1908 و1912، وأنتج بعض اللوحات التي تتحدث عن المعالجة الحجمية بالأشكال والصور، متأثرا بالفنان بول سيزان، وتحدث في تلك الفترة من خلال لوحاته عن الطبيعية الجميلة، والآلات والأصدقاء، وينسب له فضل تأسيس هذه المدرسة.

أشهر لوحة

في عام ١٩٣٧ كلفت الحكومة الإسبانية بابلو بيكاسو بإبداع لوحة لتعرض في المعرض الدولي للتقنيات والفنون في الحياة المعاصرة، الذي أقيم في باريس.

استوحى الفنان وقتها فكرته من قصف مدينة "جرنيكا" في إقليم الباسك شمال إسبانيا من طائرات حربية ألمانية وبريطانية خلال الحرب الإسبانية، فأبدع لوحة عرض فيها مآسي الحرب والمعاناة التي تسببها للشعوب، لتصبح بعدها تجسيداً للسلام ورمزاً مضاداً للحروب.

وبعدها بفترة وجيزة طافت اللوحة في جولة عالمية، لتصبح من أكثر اللوحات شهرة، وهي معروضة الآن في متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون في مدريد.

وفاته

توفي بيكاسو في مدينة موجان بفرنسا ٨ أبريل/نيسان 1973م، عن 91 عاما، وفي 1981 أطلقت منظمة الأمم المتحدة جائزة "ميدالية بيكاسو" تكريما له؛ لتمنح للشخصيات الثقافية والفنية الأبرز في الفن.

ونال بيكاسو العديد من الجوائز والأوسمة طوال مسيرته، منها جائزة كارينجي 193، وجائزة لينين للسلام 1962.