راقصة وزوجة صحابي في وقت واحد.. أسماء جلال تحت "مشرط" النقاد
ما إن تم الإعلان عن بدء العمل في المسلسل التاريخي "معاوية" للمخرج طارق العريان، المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل، حتى تصاعد الجدل.
وبدأت المعارك والخلافات على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصرين ومعارضين للفكرة من أساسها، لاسيما أن معاوية بن أبي سفيان من أكثر الشخصيات الإسلامية التي تباينت حولها الآراء، وقامت حول شخصيته مناظرات فكرية عديدة.
العمل الدرامي يضم عددا كبيرا من نجوم الفن في الوطن العربي، من أبرزهم إياد نصار، وسهير بن عمارة، وعائشة بن أحمد، وأسماء جلال، وجميلة الشيحة، ولجين إسماعيل وغيرهم.
وصاحب الإعلان عن مشاركة الفنانة المصرية أسماء جلال في العمل، في شخصية زوجة الصحابي معاوية بن أبي سفيان، في أولى تجاربها في الدراما التاريخية، جدلا كبيرا، خاصة أنها تقدم دور راقصة في نفس الوقت بمسلسل آخر يحمل اسم "ورق التوت".
وخلق هذا الجمع بين الشخصيتين في موسم رمضاني واحد، آراء معارضة للفكرة، باعتبار أن ذلك تناقض في الدورين، وبدأ جمهور السوشيال ميديا في عقد مقارنات عديدة بين العملين.
الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، رفض تصنيف ووضع الجمهور للممثلين في أنماط وأدوار معينة لا يجب الخروج عنها، لافتاً إلى أن الممثل الجيد يستطيع تقديم جميع الأدوار والشخصيات المختلفة، فلا يجب الحجر عليه في شخصيات بعينها.
وعن رأيه في جمع أسماء جلال بين شخصيتها في مسلسل "معاوية" ودورها كراقصة في مسلسل "ورق التوت"، أكد أن الأساس الوحيد لهذه المقارنة هو قدرتها على إقناع الجمهور بالشخصيتين حتى نستطيع الحكم عليها ومحاسبتها.
وأوضح سعد الدين لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يوجد مجال لعقد المقارنة بين الدورين، فمن الممكن أن يؤدي فنان دور أحد الكفار في عمل، وفي عمل آخر يقدم دور أحد الصحابة.
وأشار إلى أن أسماء جلال ممثلة جيدة لديها من الإمكانيات الفنية ما يساعدها على إتقان أكثر من دور، وذلك السبب الرئيسي في اختيار المخرجين لها في أدوار مختلفة.
وأكد سعد الدين أننا في الوقت الحالي نواجه مشكلة في تقديم الأعمال التاريخية والدينية، فهي تحتاج إلى ثقافة من صناع هذه الأعمال بوجه عام وكاتب السيناريو بوجه خاص.
وأوضح أن مثل هذه الأعمال قديمًا كان المشاركون فيها على ثقافة عالية ودراية كافية بالأحداث والشخصيات التي يجسدونها، أما في الوقت الحالي فقد أصبح معظم الممثلين يفتقرون إلى هذه الثقافة، ويعتمدون بشكل كبير على كاتب السيناريو.
وتابع: "الممثل في الوقت الحالي أصبح يقدم الشخصية المقدمة له على الورق فقط، دون البحث عن جذورها التاريخية".
مقارنة مرفوضة
من جانبها، اعترضت الناقدة المصرية ماجدة خير الله على قيام الجمهور بعقد مثل هذه المقارنات، مشيرة إلى أنه يجب التعامل معها على أنها "كلام فارغ" حتى لا نظل في حالة "تخلف دائم"، بحسب وصفها.
وأكدت "خير الله" في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن التمثيل لا علاقة له بشخصية الممثل، فكثير من نجوم الوسط الفني قدموا أعمالا فنية وجسدوا فيها الأنبياء والصحابة، واشتركوا بعدها في أعمال أخرى جسدوا فيها شخصيات رؤساء عصابات ولصوص.
وتطرقت "خير الله" للحديث عن أسماء جلال بشكل خاص، وقالت إن الحكم عليها سيكون على أساس جودتها في أداء الشخصية فقط، وكيفية تأديتها للدور بشكل صحيح سواء كانت راقصة أو زوجة معاوية بن أبي سفيان.
بدورها أيدت الناقدة المصرية حنان شومان، آراء سعد الدين وخير الله، واصفة هذه المقارنة بأنها "مقارنة هزلية" على حد تعبيرها، مؤكدة أنه لا يجب الالتفات لهذه التعليقات حتى لا يتم إلقاء الضوء على مثل هذه الأفكار الخاطئة.
واستدلت على حديثها بأن هناك مجموعة كبيرة من نجوم الفن قدموا أعمالا وشخصيات متناقضة في آن واحد، وعلى رأسهم الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد التي قدمت فيلم "رابعة العدوية"، وظهرت بصورة تعبر عن التقوى والورع، وقدمت بعد ذلك دور "الراقصة" في أعمال عديدة.
وأكدت "شومان" لـ"العين الإخبارية" أن مهنة الممثل في الأساس ما هي إلا التشخيص، فالفنان ما هو إلا فرد يشخص الدور الذي يقدمه ويؤديه سواء كان هذا الدور شيخ حافظ للقرآن أو شخص عربيد.
وطالبت شومان الجمهور بالانتظار وعدم الحكم على الممثل قبل عرض العمل، مؤكدة أن الحكم على العمل مقرون بعرضه على شاشات التلفزيون؛ لأنه يوجد جوانب أخرى يمكن الحكم من خلالها على العمل، منها السيناريو، والإخراج، والصوت، والتنفيذ.
وعن رأيها في اختيار أسماء جلال لأداء هاتين الشخصيتين، قالت شومان إنها لا تملك تاريخا فنيا يمكن من خلاله الرهان على نجاحها من عدمه، في تقديم شخصيتين مختلفتين، مضيفة أنها ليست لديها القدرة على اختيار، وانتقاء المخرجين الذين تعمل معهم.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA== جزيرة ام اند امز