خبراء عن لقاح أسترازينيكا ضد كورونا: الفوائد تفوق الأضرار
أوقفت عدة دول لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد ، ووصفت تلك الخطوة بأنها إجراء احترازي بعد مخاوف من احتمال ارتباط تناول اللقاح بجلطات الدم.
وتعارضت هذه القرارات مع نصيحة منظمة الصحة العالمية بأن أضرار التعليق تفوق المزايا، وهو ما أكد عليه أيضا العديد من خبراء الصحة، الذين قالوا إن حالات تجلط الدم المبلغ عنها نادرة ولن تكون أكبر من الأرقام في عموم السكان، بينما ثبت أن اللقاح يعمل في الحد من حالات فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).
ويقول مايكل هيد، زميل باحث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون البريطانية، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "في الوقت الحالي، لا أرى أي سبب على الإطلاق لإيقاف أي دولة للقاح هذا ليس منطقيًا بالنسبة لي".
ويضيف: "هذه اللقاحات للوقاية من فيروس وبائي، وهناك حاجة ملحة لتعميمها، لذا فإن إيقاف حملة اللقاح مؤقتا دون سبب وجيه للغاية في هذه المرحلة من الزمن يبدو خطوة سيئة".
ويبدي هيد شكوكه حول وجود أسباب سياسية غير مفهومة، ربما تكون خلف هذا القرار، مستندا إلى ما وصفه بـ "المواقف الأوروبية المشوشة تجاه لقاح إسترازينكا".
ويقول " قبل ذلك انتقدت عدة دول في الاتحاد الأوروبي بغضب شركة أسترازينيكا لعدم قيامها بتوفير الكمية الكاملة من الجرعات الموعودة، ثم أثاروا بعد ذلك الشكوك حول فعاليته مع كبار السن، قبل أن يعودوا عن هذا الرأي، والآن أعلنوا بشكل مؤقت وقف تداول اللقاح بسبب مخاوف بشأن تسببه في جلطات الدم".
ويصف هيد هذه التصرفات بأنها "غير علمية"، مضيفا: "من حيث العلم وراء اللقاح، فهو آمن وفعال، إنه لقاح جيد جدًا".
وبدأ مسلسل الأزمة الأخيرة للقاح الأسبوع الماضي عندما أوقفت الدنمارك اللقاح لمدة أسبوعين، مستشهدة ببضعة تقارير عن جلطات لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، بما في ذلك حالة قاتلة.
وسرعان ما تبعتها النرويج، مستشهدة في وقت لاحق بتقارير عن 3 حالات تجلط، بما في ذلك حالة وفاة تم الإبلاغ عنها يوم الاثنين.
وتوقفت بعد ذلك جميع دول أوروبا الغربية تقريبًا عن استخدام اللقاح، لكن الدول تُذكِّر المواطنين بأن هذه القرارات احترازية بينما ينتظرون مراجعة وكالة مكافحة الأمراض الأوروبية (EMA) للأمر.
وستجتمع الوكالة يوم الخميس، وبدأت منظمة الصحة العالمية تحليل التقارير يوم الثلاثاء، لكن كلا الهيئتين قالتا إنه لا يوجد دليل حاليًا على وجود صلة بتجلط الدم، مع إضافة الوكالة أن فوائد اللقاح تفوق المخاطر.
ولم يتم حتى الآن ربط أي حالة من حالات التجلط باللقاح، وهذا ما تقوم بتحليله وكالة مكافحة الأمراض (EMA) ومنظمة الصحة العالمية، ومن المتوقع أن تصدر الوكالة الأوربية توصيتها للدول يوم الخميس.
ويتوقع ديرك بروكمان، عالم الأوبئة في معهد روبرت كوخ بألمانيا، أن تكون التوصية هي استئناف حملات التلقيح، لأن "حالات التجلط المبلغ عنها في الأشخاص الملقحين قليلة جدًا ومتباعدة".
وفي الدنمارك، أدت حالة وفاة واحدة إلى الموجة الأولى من وقف التلقيح بعد إعطاء 1.7 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا، وكشفت ألمانيا عن 7 حالات فقط من تجلط الدم.
وقالت وكالة الأدوية النرويجية إن 3 مرضى في المستشفى حاليا "يظهرون صورة مرضية نادرة" بسبب وجود مزيج غير عادي من انخفاض عدد الصفائح الدموية، والجلطات الدموية في الأوعية الصغيرة والكبيرة والنزيف.
وأضافت أن مجموعات مماثلة من الأعراض لم تظهر لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاحات أخرى.
وتلقى مختبر هولندي 10 تقارير عن حدوث جلطات دموية لدى متلقي اللقاح، لكن مع مجموعة مختلفة من الحالات عن تلك الموجودة في النرويج.
وهذه الحوادث المبلغ عنها ليست كثيرة بما يكفي لإثارة القلق بين خبراء الصحة، وفي الأسبوع الماضي، أوصت الجمعية الدولية للتخثر، بأن يستمر جميع البالغين المؤهلين في تلقي لقاحات (كوفيد -19).
وقالت الجمعية في بيان: "العدد القليل من أحداث الجلطة المبلغ عنها بالنسبة لملايين لقاحات (كوفيد -19 ) التي يتم تناولها لا يشير إلى وجود صلة مباشرة".
وأضافت أنه "بناء على جميع البيانات المتاحة، فإنها تعتقد أن فوائد اللقاح تفوق بشدة أي مضاعفات محتملة حتى بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخ من جلطات الدم أو أولئك الذين يتناولون أدوية ترقق الدم".
واتفق جون جيبينز، مدير معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي بجامعة ريدينغ البريطانية، مع الرأي الذي يقول إن عدد الجلطات التي تم الإبلاغ عنها صغير.
وقال لشبكة (سي ان ان): "إن الأرقام المعنية ضئيلة، وربما لا تزيد عما تتوقعه في أي عدد من السكان على أي حال".
ويحدث تخثر الدم، أو تجلط الدم، لعدة أسباب، ويعد الخثار الوريدي شائعًا نسبيًا - حيث يصيب 1 إلى 2 من كل 1000 شخص، كما يوضح جيبينز.
ويضيف أن خطر الإصابة بالجلطة يزداد مع تقدم العمر، وأن هناك مخاطر إضافية لبعض الأسباب الكامنة، وهذا يجعل من غير المستغرب أن تحدث حالات متفرقة قليلة من التجلط لدى الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح.
ويقول جيبينز: "عندما تبدأ بعد ذلك في تحصين الملايين من الناس، من الحتمي أن يحدث هذا بين الحين والآخر.. لكنها لا تظهر السببية، ولا تثبت أن اللقاح مسؤول بالفعل."
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg
جزيرة ام اند امز