إغلاق مواقع و"تخريب" مبنى نووي.. ماذا يحدث في إيران؟
طرحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تساؤلين حول سبب إغلاق أمريكا لعدة مواقع إلكترونية إيرانية، وعملية استهداف إحدى منشآتها النووية.
ويوم الثلاثاء الماضي، ظهرت رسائل على مواقع وسائل إعلام إيرانية، تقول إن حكومة الولايات المتحدة أوقفتها في إطار إجراءات إنفاذ القانون.
وقالت وكالات أنباء إيرانية، إن الحكومة الأمريكية أغلقت عدة مواقع تتبع جماعات على صلة بإيران، مثل الحوثيين في اليمن.
وأمس الأربعاء، أعلنت طهران إحباط عملية "تخريب" كانت تستهدف أحد مباني المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، من دون أن تؤدي إلى أضرار، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
إغلاق المواقع
وفيما يتعلق بمسألة إغلاق المواقع الإيرانية، نجد أن هناك سؤالا حول هدف تلك الحملة، وما إن كانت ستؤثر بشكل سلبي على المفاوضات بين طهران وواشنطن، بحسب الصحيفة.
وباختصار، طبقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إنها خطوة طال انتظارها من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستخدام بعض الأدوات في الرد على الدول المارقة التي تسيء استخدام الإنترنت.
وقالت الصحيفة خلال تحليل لها، إن هذا الأمر لا يتعلق بحرية الخطاب، حيث أوضح إعلان الحكومة الأمريكية أن المواقع التي تم إغلاقها تعتبر واجهات للحكومة الإيرانية "لتقويض العمليات الديمقراطية الأمريكية".
ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل أكثر من ذلك بكثير، وأن تخترق قطاعات واسعة من البنى التحتية والخدمات الإيرانية القائمة على الإنترنت.
لكن كل ما فعلته، الثلاثاء، هو إخبار إيران بأنها لم يعد بإمكانها إساءة استخدام شبكة الإنترنت، التي تتحكم فيها الولايات المتحدة من أجل تمزيق البلاد دون أن يكون لذلك تداعيات.
وعلى مدار سنوات، على الأقل منذ نجاح روسيا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، استخدمت عدة دول من بينها موسكو وبيونج يانج وطهران مجموعة مختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي؛ لمحاولة التأثير بشكل منهجي على الرأي العام الأمريكي.
وفي حالة إيران، كان "آيات الله" يفلتون من عمليات "القتل" السيبرانية المعادلة على مدار سنوات، بدون أي عواقب عامة على وجه التحديد.
وسواء تحت إدارة دونالد ترامب أو جو بايدن، ظل هناك أمر واحد ثابت، وهو المحاولات الإيرانية للتأثير على الرأي العام الأمريكي، ومحاولة تأليب الفئات العرقية الأمريكية ضد بعضها البعض.
وكان الهدف في بعض الأحيان هو تغيير الموقف الأمريكي بشأن إيران ليكون أكثر إيجابية، أو للخوف من خوض حرب مع إيران.
ورأت "جيروزاليم بوست" أن ما حدث على الأرجح لن يؤثر على المفاوضات بين واشنطن وطهران، لافتة إلى أن طهران قد توجه تهديدات وتطالب الولايات المتحدة بعدم اتخاذ إجراءات مماثلة في المستقبل إذا كان هناك اتفاق نووي.
لكن من المرجح أن ترد الولايات المتحدة بأنها لا تتخذ مثل تلك الإجراءات ضد أي دول عادية، بل فقط الدول التي تسيء استخدام الإنترنت لمحاولة زعزعة استقرار أمريكا.
عملية "تخريب"
تسببت عملية تخريب لأحد مباني المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في ضرر بالغ، بالرغم من النفي الإيراني، بحسب "جيروزاليم بوست".
وأفادت الصحيفة بأن موقع الهجوم على الأرجح هو أحد مواقع تصنيع أجهزة الطرد المركزي، مما يعني عرقلة كبيرة لبرنامج تخصيب اليورانيوم الخاص بالأسلحة النووية لإيران.
وخلال تقرير صادر عام 2017 عن معهد العلوم والأمن الدولي، كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية عن هذا الموقع عام 2011 باعتباره أحد مواقع تصنيع أجهزة الطرد، قرب مدينة كرج، ويشار إليه باسم موقع "تابا/TABA".
وقال التقرير أيضًا إن مكونات أجهزة الطرد المركزي تم تصنيعها في ورش العمل الثلاث بالموقع، وحذر التقرير من أن إيران ربما أعلنت عن تلك المواقع فقط، المخصصة لعمليات التصنيع الحالية لأجهزة الطرد، لافتا إلى أن الحالة التشغيلية وإنتاج هذه المنشأة ليسا واردين بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران.