ركود اقتصادي وشيك.. صناعة السيارات ترجع إلى الخلف
مؤشر "آي إتش إس ماركيت" لمديري مشتريات قطاع السيارات العالمي سجل أكبر انخفاض في النشاط بين جميع القطاعات منذ عام 2009.
انضمت صناعة السيارات العالمي إلى نادي القطاعات الاقتصادية المتأثرة جراء استمرار حرب التجارة التي تتصاعد وتيرتها منذ مارس/آذار الماضي بين أمريكا والصين، إضافة التداعيات السلبية المتوقعة عقب تطبيق بريكست دون اتفاق.
وتشهد الصناعات التحويلية حول العالم حاليًا أشد حالات الانكماش انتشارًا على النطاق الجغرافي منذ عدة سنوات، بسبب الأعباء التي ألقتها حرب التجارة وغيرها من إلى الاضطرابات الجيوسياسية على كاهل القطاع عالميا، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
ووفقا للتقرير فإن انكماش قطاع التصنيع هو العامل الرئيسي الذي يضعف نمو الاقتصاد العالمي ويغذي المخاوف من توقفه تمامًا، ويزيد من الضغوط على الحكومات والبنوك المركزية لإطلاق مزيد من إجراءات التحفيز الجديدة.
ووفقا للتقرير فإن قطاع السيارات يقود الانكماش، حيث تتركز مواطن الضعف بشكل رئيسي في صناعة السيارات، حيث اقترب نشاط منتجي المركبات على مستوى العالم من أضعف مستوى له على الإطلاق، خلال شهر أغسطس/آب، وفقًا لمسح نُشرت نتائجه خلال سبتمبر الجاري.
سجل مؤشر "آي إتش إس ماركيت" لمديري مشتريات قطاع السيارات العالمي أكبر انخفاض في النشاط بين جميع القطاعات، ليبلغ أدنى قراءة منذ بدء جمع البيانات في عام 2009.
- خبراء: تراجع أسعار السيارات في مصر مرهون بفرملة الدولار
- على وقع أزمة اقتصادية طاحنة.. سوق السيارات التركي يواصل الانهيار
كانت مؤشرات "آي إتش إس ماركيت" الخاصة بالسلع الصناعية، والآلات والمعدات، والمعادن، دون مستوى 50 نقطة أيضًا، ما يعني أن التنفيذيين الذين أفادوا بأن أنشطتهم تنكمش أكثر من أولئك الذين قالوا إنها آخذة في التوسع.
كنتيجة لذلك، ظل مؤشر "آي إتش إس ماركيت" الإجمالي لقطاع التصنيع العالمي دون مستوى 50 نقطة للشهر الرابع على التوالي، وهي أطول سلسلة من الانكماش خلال 7 سنوات.
السبب الرئيسي وراء هذا الانكماش هو الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وأثرها الهبوطي على صادرات العديد من الدول، ووفقًا لمكتب تحليل السياسات الاقتصادية في هولندا، تقلص حجم صادرات السلع العالمية بنسبة 1.4% خلال يونيو/حزيران الماضي على أساس سنوي.
يقول كبير الاقتصاديين لدى "أكسفورد إيكونوميكس"، آدم سلاتر، إن تباطؤ التجارة العالمية له علاقة كبيرة بانكماش قطاع التصنيع، حيث إن تقلص حجم التجارة في غير فترات الركود أمر غير معهود وربما يزداد سوءًا خلال الفترة المقبلة.
نتيجة للتوترات التجارية، ارتفع مستوى عدم اليقين بشأن السياسة العالمية إلى مستوى غير مسبوق، ويقول محللو "جيه بي مورجان": لا يزال عدم اليقين الجيوسياسي يؤثر على الاستثمار الرأسمالي للشركات ويمثل العقبة الرئيسية أمام الصناعة العالمية.
رغم أن نتائج بيانات المسح الاقتصادي قد تكون في بعض الأحيان أكثر تقلبًا من البيانات الاقتصادية، ينعكس الاتجاه الهبوطي للمعنويات في بيانات الإنتاج، ففي شهر يونيو/حزيران الماضي، فاق عدد البلدان التي سجلت انكماشًا في الإنتاج الصناعي عدد البلدان التي شهدت توسعًا، للمرة الأولى منذ 5 سنوات.
تقلص الإنتاج الصناعي في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 1.3% خلال يونيو/حزيران على أساس شهري، وهي أسوأ قراءة منذ بداية عام 2013، ومن المرجح أن يستمر الاتجاه الهبوطي، حيث تظهر بيانات مسح المعنويات أن البلدان التي شهدت انكماشًا في مجال التصنيع تزايدت خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز